الفصل الثاني

3K 133 12
                                    

الفصل الثاني
من رواية :الوقوع
بقلمي:
نورهان خالد
أنه الواقع!

في المساء، اتصل عيد بابنه مازن قائلاً:
_روح هات فيروزة من الكلية.

شعر مازن بالغضب في داخله، لكنه أحسن التصرف ورد بهدوء:

_حاضر.

توجه بسيارته نحو كلية فيروزة، ليحضر تلك الفتاة التي يراها عائلته كأنها مقدر له، لكن في قلبه كان هناك الكثير من التساؤلات حول ما يدور في خيالهم.

في المنزل، عاد عمرو مع مروه بعد أن اصطحبها من الجامعة. كانت مروه في غاية السعادة، تنبض بالحيوية والحماس في أول يوم لها بكلية الحقوق. سارعت نحو والدتها لتخبرها بكل تفاصيل اليوم، وضحكاتها تتناغم مع فرحتها.

التفت عمرو إلى والدته وسأل:

_فين الباقي؟

أجابته والدته بابتسامة:

_لسه مازن راح يجيب فيروزة، وابوك فوق، وأحمد معرفش راح فين.

أومأ عمرو برأسه في إشارة تفهم، واستمر في انتظار بقية أفراد أسرته

وفي مكان ثاني وأمام كلية العلوم، وقف مازن ينتظر فيروزة، عيناه تراقبان باب الكلية باهتمام. لم تكد تمر دقائق حتى ظهرت، وخلفها شاب يحاول الاقتراب منها، يبدو وكأنه يحاول كسب اهتمامها، لكنها تتجاهله تمامًا.

ناداها مازن بمجرد أن رآها، فقابلت عينيه نظرة الراحة والارتياح، فتوجهت نحوه بسرعة وركبت السيارة دون أن تنطق بكلمة.

الشاب، وهو غير مبالٍ بوجود مازن، قال بصوت مرتفع وتهكم:
_ما إحنا حلوين أهو، وبتدخلي عربية معاه كمان! أشمعنى معايا لأ يعني؟

نظرات الغضب اشتعلت في عيني مازن، وبعد لحظة التفت إلى فيروزة، التي كانت تذرف الدموع بصمت، وكأنها تخاول لكتمان ألم عميق.

سألها بغضب، وصوته منخفض لكنه حاد:
_عملك إيه؟

ظلت صامتة، فقط دموعها تتكلم، مما أثار غضبه. فرفع صوته:
_فيروزة، انطقي، عملك إيه؟

أجابت أخيرًا بصوت مختنق بالبكاء:
_هو... هو كان عايز يتعرف عليّا، وأنا رفضت... و...

لم تستطع إكمال كلماتها، فقد رأته يخرج من السيارة، فرفعت يديها إلى فمها، خوفًا من أن يقوم بفعل متهور.

توجه مازن نحو الشاب بخطوات ثابتة، وقال بنبرة تحدٍ:
_كنت بتقول إيه بقى؟

الشاب، بلامبالاة وغباء، ردّ عليه:
_ما قلتش حاجة، يا عم، روح انت بس، وربنا يباركلك فيها.

ثم نظر إلى فيروزة نظرة وقحة وأكمل بجرأة:
_بس يا حظك جامدة.

عند هذا الحد، لم يستطع مازن السيطرة على نفسه، لم يدرِ كيف وجده على الأرض، يضربه بضربات متتالية بعنف.

الوقوع_قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن