البارت الخامس عشر
من رواية: الوقوعانتهوا من تناول غدائهم.
فقالت بسمله لفيروزه:
فيروزه عايزه اتكلم معاكي تعالي.
فقال عمرو سريعاً:
رايحيين فين؟
فقالت له بسمله:
هنتكلم في موضوع ونيجي.
فنظرت فيروزه لمازن فرأت في عينيه موافقه فذهبت مع بسمله.
_______
سألتها بتعجب:
في اي؟
فقالت بسمله سريعاً:
تعالي بس نروح اوضتي وهقولك على كل حاجه.
فذهبت فيروزه خلفها بتعجب.
دخلت الاثنتان الى الغرفه فأتجهت بسمله تجاه الخزانه مسرعه واخرجت منها شيئاً.
بسمله بخبث:
بصي البتاع الاحمر ده هيبقى جميل عليكي البسيه انهارده لمازن وهو هيتجنن.
فعارضت فيروزه فوراً:
لا طبعاً مش هلبس الكلام ده.
فصاحت بسمله بها:
يعني عايزة تفضلي كدا انتي وهو!
فردت بحزن:
لا بس بس يعني....
فقالت بسمله:
مفيش بس هتلبسيه وهتقوليلي حصل ايه.
فأمسكت فيروزه ذاك الشئ واخذت تتفحص به حتى قالت:
لا لا ده مفتوح اوي مينفعش.
فقالت بسمله سريعاً:
مينفعش اي اتنيلي هما بيحبوا كدا.
فردت بستنكار:
بس مازن مش كدا.
فقالت لها بضحك:
يعني هو انا كنت فاكره عمرو كدا.
فنظرت فيروزه إليها بصدمه على جرائتها تلك.
بسمله بضحك:
خلصييي بقى البسيه وقوليلي هيحصل اي!
فصمتت فيروزه ولم تتحدث.بعد مده عادوا الى ازواجهم فرحبوا بهم بحب.
قال عمرو:
تعالي نتمشي شويه على البحر.
فوافقت بسمله فوراً وذهبت معه.
فنظر مازن لتلك الصامته فسألها بحيره:
مالك؟
فأبتسمت بتوتر وقالت
مفيش عادي.
فسألها
بسمله كانت عاوزكي في اي؟
فقالت فيروزه بتعلثم:
هي هي كانت بتوريني يعني حاجات.
فأبتسم مازن لانه فهم ما بها فقال:
وانتي مش هتوريني الحاجات!
فصعقت فيروزه وقالت سريعاً:
تعالى تعالى نروح نتمشي شويه.
فضحك مازن ووقف وهو يقول:
يلا
فهمت فيروزه ايضاً واتجهت بجانبه فأمسك هو يدها.
كانت سعادتها لا توصف
تمسك بيد من تحب!!
تمشي هي وهو بمفردهم!
كانت كالحلم لها في السابق.
تحدث هو وقال بهدوء:
اتكلمي.
فيروزه مبتسمه:
عاوزني اقول اي!
مازن:
عاوز اعرف عنك اكتر.
كان السؤال غريب ولكن ليس غريب بالنسبه لها فهم كانوا يعيشون في منزل واحد وجميع افراد المنزل تحفظها
اخذت نفساً عميقاً ثم قالت:
يعني بختصار بنت يتيمه مس.....
لم تكمل لان مازن هتف بأسمها سريعاً بغضب نوعاً ما: فيرووزه!
فنظرت هي له وقالت باستكمال:
كنت فاكره ان ربنا لما بياخد حاجه بيدينا بديل ليها والاحسن طبعاً بس انا مش شايف حاجه في حياتي حلوه خالص!!
امسك مازن يدها وسحبها على احدي المقاعد واجلسها بهدوء وهو يقول:
بس ربنا ادالك الاحسن.
فسألته بتعجب:
فين!
مازن:
احنا..يعني ربنا يرحمهم عيلتك طبعاً بس تخيلي مكنش ليكي حد كان زمانك دلوقتي في دار رعايه او بتشتغلي في اي مصنع او حتى بتشحتي في الشارع بس ربنا عطالك عمك كبرك وعيشك زيك زينا ودخلتي الكلية اللى بتحبيها... فقال تلك الكلمة الاخيره وهو ينظر لها:
وحبتيني واتجوزنا.
فضحكت فيروزه بسخريه وهي تقول:
ومحبتنيش وكسرتني وعايشه معاك كأني مش عايشه.
فنظر لها مازن بصدمه وهو يقول بعدم فهم:
يعني اي!
فنهضت فيروزه وقالت بلامبلاه:
حصل خير يمازن.
فأمسكها مجدداً من يدها واجلسها مكانها وهو يقول:
اتكلمي كأني مش موجود.
فيروزه وهي على وشك البكاء:
مقدرش.
مازن:
يلا وهعتبر نفسي مسمعتش اتكلمي...
فصمتت عدت ثواني حتى تحدثت وقالت:
لو اختك جاتلك وقالتلك ان جوزها اللى بتحبه وبتعشقه بيحب غيرها لا وكمان بيخرج معاها وكان بيبقى ناقص يجبها البيت ساعتها كنت هتعمل اي!
ظل مازن يستمع بهدوء.
فأستكملت فيروزه وقالت:
اظن انك كنت مخلتهاش تقعد في بيته لثانيه واحدة.
واااه عمي اللي انت بتقول كبرني وعيشني ودخلني الكليه اللى بحبها بيعمل كدا لان ده واجبه وعطف مش اكتر... فنظرت اليه وهي تقول:
تخيل مكونش حبيتك كان زماني دلوقتي متجوزاك غصب عني بس للاسف حبيتك.
فنظرت اليه مجدداً وهي تقول:
حتي لو معنديش اهل كان نفسي يبقى عندي اخت او اخ استند عليه اخت احكلها كل مشكلي واعيطلها على كل ما حاجه توجعني واخ يجبلي حق اللى وجعني.
صمتت مجدداً تحاول ان لا تبكي حتى تحدثت وقالت بهدوء: انا كنت زيي زي اي بنت كنت عايزه البس الفستان الابيض ويتعملي فرح احكي عنه لاولادي لكن متخيل ان يعني لو حصل نصيب وجبت اولاد هحكلهم ان اللى كنت متجوازه كان قاعد بيعيط لواحده في التلفون وبيحلفلها انه ملمسنيش.
وان كنت كل يوم بعيط بسببه.
فنظر لما مازن وظل صامتاً.
في هذا الوقت لم تتحمل فيروزه اكثر واكتفت من كتمانها وظلت تبكي بانهيار هي لم تحكي اوجعها بالكامل ولكن شيئاً ما كسرها بل كسر حديثها وجعلها تبكي وهو كسر الخاطر.
فتحدث بندم:
بس انا بحاول وقولتلك اننا صحاب وان.....
فقالت فيروزه وسط بكائها:
انا بعاني لوحدي فمتقوليش إننا صُحاب.
فذهبت الى غرفتهم مسرعه.
اما هو لم يتحرك بل وضع يده على رأسه في صمت..
_______
دخلت هي غرفتها وهي تبكي وحينها قالت:
انا ليييي اتكلمت مكنش لازم اتكلم...
احياناً يظهر المرء جراحه لمن يشاء ومن بعدها يندم على ما تفوه به..
دخلت الى المرحاض وغسلت وجهها الباكي وعندما تتذكر انها تفوهت بشئ ما في قلبها له تبكي بقوه..
خرجت وارتدي ملابس صلاتها واخذت تستغفر ربها كثيراً على ما قالته.
استغفر الله العظيم واتوب اليه
انا راضيه يارب بأي حاجه ومش معترضه والله بس انا تعبت وزهقت من تعبي استغفر الله العظيم يارب
وظلت تبكي وهي تستغفر ربها.
حتي ادت فرضها في خشوع..
_______
في حوالي الساعه الثامنه مساءً سمعت فيروزه طرقات على باب الغرفه فنظرت له بتعجب فمازن معه الكارت الخاص به فذهبت وهي ترتدي حجابها لانها بالكاد كانت تصلي فتحت الباب ولم تجد احد بل وجدت زهور على الارض باللون الاحمر فمالت عليهم واخدتهم في سعاده ونوع من التعجب.
دخلت غرفتها وفتحت الكارت الذي يوجد اعلى الزهور وكانت رساله
تنص على(( يا سُكر عارف انك شايله في قلبك كتير بس اعرفي انك عكس اي حاجه بتفكري فيها دلوقتي والاهم من ده كله اني حبيتك زي ما حبتيني واني هكون عوضك في الدنيا وانكِ عوضي))...فأخذت الهاتف سريعاً بدقات متسرعه فأجابها مازن فوراً.
فيروزه بتردد:
مم مما ممازن..
فجاء صوته:
على اي حال انا راضي بيكي.
فيروزه بدموع:
وعيوبي!
فقال بضحكه عشق:
حتي عيوبك بتحليكي....صدقيني هحاول ادويكي.
(والمقصود بالعيوب ليست عيوب الشكل والمظهر بل عيوب الروح فروحها كانت مكسوره ولم تتعافى)...
فقالت :
انا مش فاهمه حاجه او ممكن فاهمه بس مش مصدقه.
فضحك قائلاً:
طب انزلي وهفهمك.
فاغلقت الهاتف فوراً وارتدت ملابسها على عجله ونزلت سريعاً.
كان يجلس على احدي المقاعد على الشاطئ فاقتربت منه ونادت عليه بصوت يكاد يسمع ولكنه انصت اليها والتفت لها..
تحدثت بدموع عندما اقتربت منه:
ماازن!
فقال بحب:
بيحبك والله...
فنظرت اليه ولم تتحرك من صدمتها.
فاقترب مازن منها وجذبها اليه وضمها بشده وهو يقول بحب: كنت فاكر اني غبي ومبعرفش اختار بس بأختيارك انتي فأنا اذكى واحد.. بحبك.
فيروزه بدموع وضحك بنفس ذات الوقت:
وانا وانا والله بحبك اوى.
فأبتسم مازن بحب وشدد من ضمها..
((بنتكسر ..فالعوض بيجي يلمنا تاني بس بعد ما ندمر
مازن انكسر وهل طاب ام يكذب على نفسه وفيروزه ماذا سيحل لحياتها!))..
خرجت من بين صدره وقالت بتردد
"بس هي...اكيد منستهاش بالسرعه دي"
_______تابع
المصابه بالكتابة🦋
أنت تقرأ
الوقوع_قيد التعديل
Historia Cortaفي ذلك البيت القديم الذي تنفست فيه طفولتها وصراعاتها، كانت تتجول مشاعرها بين أروقة الماضي والحاضر. عاشقة بصمت، لا تجرؤ على البوح بحقيقة ما في قلبها، وهي تعلم أن قلبه بعيد، بل ربما لا يراها إلا كظل مألوف في حياته. لكن الأقدار كانت تدبر شيئًا مختلفًا،...