البارت الخامس والعشرون
من رواية: الوقوع
اقتربت منه الفتاه واحتضنته بسعاده وهو ايضاً احتضنها بشده!
نظرت فيروزه الى تلك الفتاه بدهشه فمن هذه الطفله!
حتى جاء شاب في عمر مازن واحتضن مازن باشتياق.
فسمعته يقول:
اي المفاجأة الجميله دي.
فضحك أمير قائلاً:
انت بتعمل اي هنا؟
فنظر مازن الى تلك الواقفه وقال بابتسامة:
جاي انا ومراتي.
فنظر لها امير وابتسم ومد يده اليها ويقول!
ازيك يا رودينا، مازن كان بيحكيلي عنك كتير.
فنظرت له فيروزه نظره صادمه، ليس لها رد!
فماذا ستقول له!
هل تقول انها ليست رودينا هذه وانها فتاه جاءت في منتصف حبهما واخربته عليهم!
فتحدث مازن سريعاً وقال:
انا اتجوزت بنت عمي.
فنظر له امير بتعجب.
وجه مازن نظره الى فيروزه الواقفه وكان سيتحدث ولكن تلك الطفله قالت لها..
شدت الطفله رداء فيروزه برفق فنظرت لها وابتسمت فقالت: انتي مرات عمو مازن.
فابتسمت فيروزه اكثر وهزت رأسها بنعم فقالت الطفله بضحك: شكلك جميييل خالص.
فأبتسم مازن للطفله.
مالت عليها فيروزه وحملتها بخفه فتعلقت الفتاه في عنقها بحب..
فقال أمير بضحك:
ده انتوا اخدتوا على بعض بقى.
فابتسمت الطفله وقالت:
بابا.
_قوليلي.
فقالت ببراءه:
مش انت قولت لماما ان الراجل ممكن يتجوز اربعه!
فنظروا لها بتعجب وصدمه نوعاً ما.
فقال أمير:
ااه بس انا كنت بهزر بس لي!
فقالت بجمله سريعه:
برده طنط فيروزه ممكن تتجوز اربعه فأنت اتجوزها بقى وخليها تعيش معانا.
فقالت فيروزه سريعاً بحرج:
لا لا مينفعش.
فقالت الطفله:
لي هو مش الراجل زي البنت، ماما بتقول كدا علطول.
فناشدها امير بحرج:
انا مش عارف بجد هي بتجيب الكلام ده منين.
فقال له مازن بصوت منخفض:
طب خدها وامشي احسن.
فنظر له امير بتعجب فأكمل مازن:
يلااا وانا هقابلك بليل.
ثم قال للطفله:
بابا ماشي يلا انزلي.
فنزلت الطفله سريعاً من بين يد فيروزه ورحلت ممسكه بيد والدها.
نظرت خلفها وهزت يدها كوداع لفيروزه ومازن.
نظر مازن اليها ونادها بهمس:
فيروزه.
فنظرت له وصمتت قليلاً تترقب ملامح وجهه حتى تحدثت وقالت:
انسى كل حاجه حصلت.
فقال سريعاً:
بس انتي....
فقاطعته بنفس السرعه:
خلاص يا مازن بالله عليك.
فصمت مازن بندم على ما حدث.
بعد قليل
قالت فيروزه:
تعالى نروح نقعد معاهم.
فوافق مازن وذهبوا سوياً اليهم.
اوقفتهم بسمله بسؤالها:
كنتوااا فيييين؟
فابتسمت فيروزه وقالت:
كنا بنتمشى شوية.
فقالت بحماس:
طب يلا يلاااااا نلعب.
فوافق الجميع..
فتحدث مازن وقال بأقتضاب:
انا مش هلعب.
فنظرت له فيروزه وصمتت.
فهي من حقها قول هذه الجمله! اهل هي من قام بأقتضابه!
ولكنها صمتت ولم تتحدث.
فنظر لها مازن بطرف عينيه بصمت..
أنت تقرأ
الوقوع_قيد التعديل
Short Storyفي ذلك البيت القديم الذي تنفست فيه طفولتها وصراعاتها، كانت تتجول مشاعرها بين أروقة الماضي والحاضر. عاشقة بصمت، لا تجرؤ على البوح بحقيقة ما في قلبها، وهي تعلم أن قلبه بعيد، بل ربما لا يراها إلا كظل مألوف في حياته. لكن الأقدار كانت تدبر شيئًا مختلفًا،...
