الفصل الأول
من رواية:الوقوعبقلمي:
نورهان خالد
القرار الصادم!في صباح باكر، حيث كان ضوء الشمس يتسلل بلطف من النوافذ مضفها بريقا داخلا على الغرفة تجمعت العائلة حول مائدة الإفطار المزدحمة بالأطباق الطازجة والألوان الشهية التشرت رائحة
الخبز الطازج والشاي بالنعناع في الأجواء، تغلف الصمت الهادي بلحظة من الدفء العائلي.
جلس الأب عيد في صدر الطاولة، بملامحه الهادئة التي تحمل مزيجا من الحزم والود، ينظر إلى أبنائه بابتسامة فخر إلى جانبه جلست الأم أمل منشغلة بين الحديث الخفيف ومراقبة أبنائها وهي تعدل أطباقهم، تعكس ملامحها لمحة من الراحة والسعادة برؤية عائلتها مجتمعة بهذا الحب والتماسك.
كان عمرو الأخ الأكبر، يجلس بجانب والده، يبدو عليه الوقار والتأمل العميق، فهو يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه كأكبر الأبناء، ويشعر أن عليه دولا خاصا في توجيه إخوته وحمايتهم. عمرو يتمتع بعقلانية وهدوء، قد لا يتحدث كثيرا، لكنه دائما يشعر من حوله بالاطمئنان والثقة، كان يجلس بجواره مازن الابن الثاني بضحكته الدافئة وعينيه اللتين تلمعان بالحيوية والنشاط. مازن هو الشخص الذي يضيف المرح إلى العائلة، خالها ما يبادر بالكلمات الخفيفة أو التعليقات التي تجلب الضحكات، محاولا كسر أي صمت أو جدية بأجواء مرحة.
ثم يأتي أحمد الابن الثالث، الذي يحمل شخصية مفعمة بالنشاط والحيوية، كان أحمد منشغلا تماما بالطعام، يأخذ الضمة من هذا ولقمة من ذاك مستعدها بكل نكهة، أحمد يمتاز بفضوله
واندفاعه، وكثيرا ما كان يقع في مواقف طريقة بسبب شغفه وتجربته لكل شيء جديد.
بينهم جلست مروه، الأخت الصغرى بروحها الطفولية اللطيفة. كانت تنظر إلى الجميع بإعجاب، وتشاركهم الحديث بابتسامة متحمسة، وكأنها تستمتع بكل لحظة مع إخوتها، كانت مروه دائما
مصدرا للبهجة والرقة في العائلة، تضيء المكان بطبيعتها اللطيفة وابتسامتها الهادئة.
أما فيروزة، ابنة العم التي جاءت للتو إلى طاولة الإفطار جلست بهدوء وابتسامة خجولة على وجهها، تشعر بالراحة والانتماء بينهم.
_أنت هتروح توصل فیروزه انهارده یا مازن
ظهر على وجه مازن الضيق الشديد فدائماً ما يأمره والده بصحبتها إلى الجامعه ، وفي كل مره يظهر الضيق على وجهه ولكنه في النهايه يوافق.
في اللحظة التي ارتسم فيها الضيق على وجه مازن، رفعت فيروزة عينيها بسرعة، لتلمح ملامح عدم الرضا واضحة عليه. شعرت بغصة من الحزن، فهي لا ترغب أن تكون عبئًا عليه أو تتسبب له بأي ضيق. نظرت إلى عمها عيد وقالت بهدوء وخجل:
أنت تقرأ
الوقوع_قيد التعديل
Contoفي ذلك البيت القديم الذي تنفست فيه طفولتها وصراعاتها، كانت تتجول مشاعرها بين أروقة الماضي والحاضر. عاشقة بصمت، لا تجرؤ على البوح بحقيقة ما في قلبها، وهي تعلم أن قلبه بعيد، بل ربما لا يراها إلا كظل مألوف في حياته. لكن الأقدار كانت تدبر شيئًا مختلفًا،...