℘ɑꭈt 14

288 20 2
                                    

فوق ذلك الجسر يقبع جسد ضخم متعب يتكئ بثقله على سوره، و اثناء انغلاق جفونه بوتيرة بطيئة تلتقط اذانه لحنا خافتا تجره مياه النهر اسفله، استقام مذعورا ليطل من السور لأسفل فيلمح بقرمزيتاه جسد فتاة يسير مع التيار، فتاة بجفون فارغة كان تغني و لا يستر جسدها غير ثوب خفيف ابيض اللون، بشرتها زرقاء كالموتى و الحانها عذبة كالناي، ارتعش جسد ذلك الاشقر حين حولت جفونها المجوفة الفارغة نحوه ليركض بأقصى سرعة، محاولا الابتعاد عن المكان، كان الوقت يتجاوز منتصف الليل بساعات قليلة، شعر ان نبرة الصوت لا تتلاشى، بل مستقرة على عرش مسامعه، رغم انه ركض لمسافة ليست بالقليلة الا ان الصوت لا يزال يلاحقه كالظل.

تعب من الركض ليتوقف و يلتفت الى الخلف، لكنه لم يلمح شيئا الا انه حين اراد ان يدير رأسه للجهة المقابلة شعر بأنفاس قرب اذنه و نبضات قلبه المضطربة مسموعة في المكان لشدة هدوءه و قوتها، سال جبينه عرقا ليستجمع شتات نفسه و يستدير لكنه سمع صوتا مألوفا يناديه، فسرعان ما تلاشت تلك الانفاس الثقيلة و خف ضغط الهواء من حوله ليلتفت اخيرا و يلمح محبوبه الصغير يركض نحوه خائفا و عيونه الزمردية تدمع و هو يناديه، اراد ان يجر سيقانه نحوه لكن قواه قد خارت، و كل ما اكتفى به كلمات متقطعة تحررت من ثغره المرتجف.

" ديكو.. انا.. هنا.. صغيري "

ليسقط بعدها مغشيا عليه و يرتطم جسده بالأرض الصلبة الباردة بعنف، ركض اليه ايزوكو مسرعا و رؤيته مشوشة اثر البكاء ليرفع رأسه النازف اثر الاصطدام و يضمه الى صدره بضعف و يداه لا تكفان عن الارتعاش، ليردف بصوت مبحوح.

كاتشان! ارجوك استيقظ، انا اسف، لقد قسوت عليك حبيبي.. سامحني كاتشان

شعر بعدها بمادة دافئة تداعب راحة يده ليسحب يده من تحت رأس كاتسوكي فتقع زمرديتاه على تلك البركة الحمراء التي تكونت على كفه، فيرتعب و بدون وعي يفتش جيوبه بسرعة بحثا عن هاتفه، اخرجه و يداه ترتجفان ليسقطه، و من ثم يتمالك نفسه قليلا و يحمله من الارض ضاغطا بعنف على الازرار.

رن الهاتف..

فتح الخط..

انفاس ثقيلة..

امطار تسقط في محاولة بائسة للانتحار على الارض..

ضربات قلب مرتجف..

رؤية مشوشة..

ضيق في التنفس..

ارجوكم.. ساعدونا.. سيموت.. انه ينزف بشدة.. ساعدونا..

سقط الهاتف على الارض ليسقط صاحبه باكيا بعده.

لِأَجْلِكَ غَدَوْتُ مُجْرِمًا. || الجزء الثاني( 𝒃𝒂𝒌𝒖𝒅𝒆𝒌𝒖 ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن