مر أسبوع روتيني هادئ منذ تلك الأحداث الملحمية التي حدثت كلها في ليلة واحدة ، إستقر الجميع في منزل "ديفيد" لحين إستيقاظه ، كما أنهم يبقون علي "روزيلا" حبيسة غرفتها دون أن تري ضوء النهار حتي ، "مايكل" لم يمر علي المنزل أبداً منذ إستقر صديقه في المشفي ، بل يمكث بجانبه ، وإذا شعر بالإختناق يذهب لتمضية الوقت مع "ماريان" ، أما عن "ديفيد" فالأطباء يبقونه في حالة ركود حتي يتعافي دماغه ويحدث تطور في حالته..
سمح الأطباء أخيراً لـ مايكل بالدخول ورؤية ديفيد ، دلف هو بخطوات مترددة وقلبه يخفق بشدة من حالة صديقه تلك ، كيف يستلقي علي فراش لأسبوع كامل دون أن يرف جفنه حتي ، ليس ديفيد من يتحمل الجلوس دون فعل شيئ ، ماذا إن كان نائم..
جلس "مايكل" علي مقعد بجانب فراش "ديفيد" ، إمتدت يده لتعانق يد الأخر المتصلة بالأجهزة الطبية سلفاً..
"لماذا أخفيت عني مرضك ديفيد..ربما أنا متسرع بعض الشيئ وعصبي في الكثير من الأوقات ، لكن صدقني ما كنت لأتركك لنفسك حتي وصل بك الحال هكذا ، لا أعلم ماذا وجدتَ في إيثان أفضل مني لتأتمنه في سرك وأنا لا...أنا غاضب منك ديفيد ، غاضب لدرجة الجنون لكن..لا أريد خسارتك أخي ، ليس لدي أحد سواك ديڤ ، أرجوك لا تتركني أنت أيضاً.."
رغماً عنه فاضت دموعه ورفع رايات ضعفه أمام جسد صديقه الواهن ، يكره كونه ضعيف الحيلة ولا شيئ بيده ليفعله ، إعتصر يد "ديفيد" بين يديه وقربها من وجهه يطبع قبلة مشتاقة علي راحتها ، ثم همس بضعف ورجاء:
"إفتح عينيك ديفيد ، لأجلي أخي أرجوك..سأفعل أي شيئ تقوله ولن أعارضك مجدداً ، حتي أنني سأستقر في منزلك كما كنت تريد ، إنـهـض حـتـي لا أقـتـلـك بـيـدي ديـفـيـد"
صرخ بآخر حديثه بنبرة متألمة بينما يضغط علي كف يد "ديفيد" برجاء ، لكنه جفل بقوة عندما وصل إلي مسمعه صوت همسات ضعيفة:
"إستمر بالضغط علي يدي والنحيب أكثر وأنا من سيقتلك مايكي"
جحظت عينا "مايكل" بصدمة يطالع "ديفيد" غير مصدق أنه تحدث للتو ، يظن أن عقله اليائس نسج هذا الحديث وأوهمه به ، لكن ما جعله يدرك الواقع هو عينا "ديفيد" المثبتة عليه ، وتلك الإبتسامة السخيفة الظاهرة بوضوح من أسفل قناع التنفس خاصته ، فتحدث بنفس صدمته:
"أنا لا أتوهم صحيح...أنت تحدثت للتو.."
أومأ "ديفيد" بضعف ثم أزال قناع التنفس ليتحدث بوهن:
"نحيبك المقرف لم يدعني أمت بسلام.."
إبتسم "مايكل" بإتساع ودون أن يشعر إرتمي بجسده فوق "ديفيد" يعانقه بقوة وتشبث بأظافره في ثيابه غير مصدق أن أمنيته الوحيدة تحققت ، صديقه العزيز لم يمت.. ، أخذ "ديفيد" يربت علي ظهره بحنان يطمئنه أنه بخير ، رغم إرهاقه وتألمه من إندفاع "مايكل" نحوه ، إلا أنه ترك له المجال ليستشعر دفئه ويطمئن قلبه أنه بخير..
أنت تقرأ
آريس (مكتملة)
Akční...*تتسابق اوراق الربيع في النزول معلنة عن قدوم موسم جديد من الامل والإشراق..." -هل يمكن ان تحل الامور بطريقة سلمية -لا اعتقد هذا -اذا فهي النهاية -انها بداية النهاية عندما تفقد شيء مهم في حياتك وهو العائلة لا تكون نهاية...