PART44(الـنـهـايـة)

314 21 8
                                    

هل أصحبتُ أخشى السعادة لكونها شيئاً لستُ معتاد عليه..أم لكونها تنتهي دائمًا بمصائب غير متوقعة..

لمحات خاطفة من الماضي ، لأول مرة في حياتي لا تراودني ذكريات سيئة ،  في أحد زوايا حديقة منزلي كنت أقف هناك ، أشاهد..أنه أنا..إيثان ذو الخمسة أعوام ، ليس هو فقط..هناك لويس الذي استولى على الأرجوحة ولا يسمح لأحد غيره بالتمتع بها ، وهناك ويليام الغاضب الذي دفع أرون ليسقط فقط لأنه خطف منه كرته ليلعب معه ، وهناك أنا مستلقي أرضًا وأمامي ورقة بيضاء كبيرة وأقلام تلوين ، أطالع أولئك ثم أخطو علي ورقتي بكل إحترافية ما أراه أمامي ، لقد نسيت بالفعل أنني أملك موهبة الرسم..

توقف الجميع عما يفعلون عندما وقع بصرهم على هاري الصغير يحبو ناحيتهم بينما تتعالى ضحكاته المرحة ، فركض له ويليام يحمله وأخذ يلاعبه بحب ، رغم صغر أعمارنا إلا أنه كان لدينا قلب رقيق يضج سعادة عند رؤية أي طفل ، بالأخص ويليام الذي إعتبر نفسه أب لهاري حتي عندما كان والديه على قيد الحياة..

تذكر الماضي جعل قلبه ينبض بحنين لتلك الذكريات الدافئة ، عندما كانت أقصى همومهم هو أن تسمح لهم أمهاتهم باللعب معًا في الحديقة..

استفاق "إيثان" من ذكرياته على صوت صراخ عالٍ صم أذنه فإلتفت يري ما المشكلة فكان هذا صوت "ويليام" الذي صرخ في "أرون" بضيق منه قائلاً:

"أقسم لك أرون إذ لم تتوقف عن تخريب رابطة عنق ديفيد سأخنقك بها ، قلت لك السوداء تبدو أفضل عليه ألقي الرمادية التي في يدك في مكب النفايات حتي لا أطعمك إياها"

كان بالفعل الرفاق كلهم مجتمعون في غرفة "ديفيد" يساعدونه علي تجهيز نفسه قبل موعد زفافه ، تذمر "أرون" بغيظ منه ثم هتف:

"منذ متى وأنت تفهم في أمور الموضة سيد ليام ، فشخص همجي مثلك كل ما يعرفه هو أنواع الأسلحة والمتفجرات أشك في ذوقه في إنتقاء الثياب"

"الهذا ترتدي سترة وردية؟ تظن هكذا ستستطيع التسلل لطاولة الفتيات دون أن يتم إكتشافك!"

هتف "ويليام" بإستهزاء فإشتعل وجه "أرون" غضبًا ثم صاح به:

"بالطبع لن أحضر الزفاف في هذه الثياب أيها الوغد ، سأرتدي بذلتي بعدما أتناول غدائي ، ثم أنني لا أجلس مع الفتيات لهذا أنا لا أقف بجانبك عزيزي ليام"

كان يظن أن بسخريته سيثير حنق الأخر كما يفعل معه ، لكنه ندم أشد الندم وإبتلع ريقه بتوتر عندما تبدلت ملامح الأخر لأخرى أكثر غضبًا وعيناه كبركان ثائر ، فركض بسرعة يختبئ خلف "إيثان" الذي نطق بملل منهما:

"لا أصدق أن هذه الضوضاء كلها تخرج من غرفتنا نحن ، غرفة الفتيات بجانبنا لا نسمع منها همسًا ، حتي ظننت أنهن أموات ، ماذا بكم يا رفاق هل نحن في الروضة؟!"

آريس (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن