آريس (مكتملة)

PART20(بداية جديد)

عندما يموت أحدهم يختفي..ويختفي معه ماضيه وحياته التي يعيشها ومستقبله.

يموت الكثير أثناء الحروب، ليس بالضرورة أن تكون الحرب للدفاع عن وطن، ربما يكون قلبك.

هؤلاء الذين ماتوا لديهم أحلامهم وأهدافهم..
الخيط الذي يربط بينهم يصبح أقوى وأسمك بمرور الأيام، لهذا الجميع يضحي وسيفعلون نفس الشيء لبعضهم البعض، لأن من يضحون من أجل شخص غالٍ عليهم هم من يستحقون الإحترام والتقدير.

لكن أليس من المؤلم أن يموت أحدهم؟لن يموت الشخص عبثاً، يموت ويترك من بعده أثراً كبيراً
ستعرف هذا الأثر فيما بعد..

"انتِ مجرد وهم إخترعته لأداوي به جراحي ، كنتِ ومازلتِ نكرة بالنسبة لي..إنجراف مشاعري ليس سوى خطأ أحمق اقترفته في لحظات ضعفي وها أنا أتحمل نتائجه.."

كانت تلك الكلمات تخرج من فم "إيثان" علي هيئة شرارات أشعلت فتيل القنبلة التي نسفت بقلبه..
نظر لها مطولاً يأبى السقوط، تظاهر بالقوة والغضب لكن عيناه تحكي عكس هذا تمامًا.

الشكر لهؤلاء الرفاق الذين فضلوا تركه بمفرده معها في الغرفة حتي لا يضغط وجودهم علي قراره.

"لكنني أحببتك ، لم أرد هذا لكنني فعلت ، لستَ وحدك من إنجرف في هذا التيار انا فعلت أيضاً.."

أردفت "أسيل" كلماتها بنبرة هزيلة ضعيفة فقدت بالفعل مقدار عظيم من قوتها.

نفي "إيثان" برأسه ثم هتف في سخرية:

"لقد خنتني ، فعلتي هذا بطريقة سيئة جعلتني أراجع نفسي ألف مرة ويزيدون قبل أن أفكر في جعل جُرحي الذي خلفتيه ورائك يلتئم من جديد.."

إبتسم بهدوء وسخرية علي حالته الضعيفة التي وصل إليها..بسببها هي..رغم أنه أنكر كثيرًا سرًا وعلانية امام نفسه وأمام الأخرون أنه يكرهها ولا يكن لها المشاعر قيد أُنملة..لكنه يعلم داخله يقينًا بأنه كاذب..

أخفضت "أسيل" رأسها في حزن قائلة:

"أنا آسفة، هذا كل ما يمكنني قوله.."

سحب "إيثان" خصلات شعره المبعثرة للوراء بحدة ثم أردف بنبرة ساخرة.:

"الأن تحاولين الإفلات من إنتقامي!"

أمالت هي برأسها قليلا علي مقعدها المكبلة عليه ثم أردفت.:

"تعلم أنني لم أكن لأفعل هذا أبدًا.."

"تنفس "إيثان" بعمق قبل أن تخرج كلماته محبطة آسفة.:

"قلبي لا يزال يؤلمني كلما رأى وجهك ، هذا يشعرني بالضعف وانا أُمقت هذا الشعور.."

نظرت "أسيل" داخل عينيه ثم أردفت ببسمة هادئة نادمة.:

"إمضِ قدمًا وأثأر لقلبك إيثان ، ها انا أمامك مكبلة وضعيفة لن تجد مني مقاومة.."