PART42(كابوس الماضي)

101 17 3
                                    

لمحات خاطفة من الماضي داهمت عقله الذي وقع بين عالمين ، بين الغفو والصحيان ، شريط حياته الماضية وأكبر مخاوفه يمر الأن أمامه عينيه ببطئ وكأنه وقع داخل ثقب أسود لا نهاية له..

هل يتألم؟ لدرجة الجنون ، لكن ما يؤلمه حقًا هو نفسه التي أشعرته بالضعف وقلة الحيلة ، ود لو كانت شجاعته كافية لحمايتها ، لم يرد خلق أعذار لنفسه ، بل حملها كل اللوم حتي تمني لو مات قبل أن يقابلها بسنين ضوئية حتي لا يحدث لها ما عاشته ذلك اليوم المشؤوم..

إستطاع فتح عينيه بالكامل بعد محاربة الضوء الذي حال دون ذلك لبرهة ، طالعت عيناه الواهنة ما حوله بإرهاق...غرفة منزلية عادية لكن ما ليس عادٍ فيها هو كونها مجهزة بكامل الأجهزة الطبية الكافية لإنقاذ حياة شخص علي حافة الهاوية ، ظن نفسه يتوهم في البداية لكن في الواقع هو علي قيد الحياة ، لا يعلم هل يفرح أم يحزن بهذه الحقيقة ، لم يعطي نفسه الفرصة للإجابة حيث حاول النهوض رغم كل تلك الأسلاك الطبية المحاطة به والألم الذي داهم جسده بأكمله ، لا يعلم من أين يأتي بالضبط لكن ما يتيقن منه هو أن الألم في كل مكان..

توقف عن محاولة النهوض عنوة عندما وجد الباب يُفتح بعنف تلاه دلوفها بطلتها البهية التي أسرت قلبه وجعلته يستكين بهدوء يشبع عينيه شوقًا لها ، هرولت هي لها بعينيها الدامعة ثم إرتمت بين أحضانه تبكي بقوة وإزداد تشبثها به ، بينما هو عندما تأكد أنها بين يديه سالمة زال ألمه وضحك وجهه ثم همس لها بحب يهدئ بكائها:

"لم أكن أعلم أنكِ تكنين لي كل هذا الحب سنجابتي الصغيرة.."

رغم أن نبرته كانت مرحة إلا أنها إستشعرت فيها وهنه وألمه الذي يحاول كبته ، لكن شوقها له يمنعها من الأبتعاد عنه ، فهمست بنبرة تحمل حزن العالم:

"خفت عليك كثيرًا لويس..كاد قلبي يتوقف ورائك ، أقسم كنت علي شفا الإنتحار واللحاق بك لكن أطفالي كانوا المواساة الوحيدة لي ، لم أرد قتل قطعة منك تذكرني بك ، أنا أحبك كثيرًا لويس ، أكثر من أي شيئ في العالم وأكثر من حبي للبطاطا المقلية التي تعدها لي"

تعمدت "إيميليا" المزاح في آخر حديثها حتي تمنعه من لومها علي ما تفوهت به للتو ، لكن فشلت خطتها عندما وجدت يبعدها قليلاً عنه حتي تتلاقي عيناهما فرمقها بنظرات معاتبة قائلاً:

"أطفالنا فقط من منعوكِ عن قتل نفسك؟ حتي إذا كنت ميت الأن ، لم أكن ليسرني أبدًا إنهاء حياتك لأجلي إيميلي ، أريدك أن تعيشي الحياة التي فقدتها لسنوات حتي بدوني.."

وضعت "إيميليا" يدها علي فمه تمنعه من إستكمال حديثه ثم تأملت وجهه قليلاً بأعين دامعة حتي وجدت نفسها تقبل عينيه التي تحتوي علي كدمة مائلة للأزرق..قبلة عميقة حكت ما تود التفوه به لكن لسانها لم يسعفها ، إبتسم لها "لويس" ثم وضع يده خلف رأسها وجذبها لأحضانه مجددًا ، هامسًا بشوق:

آريس (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن