PART43(روابط منكسرة)

177 16 6
                                    

النهاية تقترب ، دمتم سالمين.."
...

لا أعلم كم من الوقت قد مر علي بقائي هنا..نسمات الهواء العليلة تعلن بوادر قدوم أرقي الفصول...ضوضاء خفيفة ورائحة ممتزجة بنفحات الطبيعة ، أنه الشتاء..

نهض "إيثان" من فراشه ولأول مرة منذ زمن طويل لا يشعر بالكسل ، هناك شيئ يجذبه للخارج ، إستسلم لرغبته وفتح نافذة غرفته الزجاجية بعدما أزاح الستائر ذات لون السكر ، سمح لقطرات المياة بالرقص على بشرته بحرية ، وأغلق عينيه يستمتع بنسمات الهواء ، فتنهد بعمق هامسًا لنفسه:

"أتمني ألا يكون مجرد حلم نسجه عقلي المرهق لإسعادي ولو لبرهه ، أتمني عندما أفتح عيني الأن ألا يختفي هذا الجو المريح للأعصاب وأستيقظ علي الواقع المرير مجددًا."

نبرته الراجية بينما يحدث نفسه أظهرت كم خانته أحلامه كثيرًا وأوهمته أنه يحلق في الافاق بكل حرية ، حتي فتح عينيه وهو يسقط بعنف نحو مستنقع أفكاره عاصفًا بأحلامه بكل قوة..

فتح "إيثان" عينيه ببطئ ليبتسم بإتساع كأنه طفل يري المطر لأول مره ، فمد يده لتنعم بنصيبها من حبات المياه الرائعة مثل وجهه ، جذب إنتباهه فتاة تغطي رأسها بقبعة معطفها وتتراقص أسفل المطر بكل حرية ومرح ، تقفز هنا وهناك وتركل برك المياه لتتناثر في الهواء ، أدرك هويتها من الوهلة الأولي ، فليست هناك فتاة رغم قوتها تمتلك هذا القدر من البراءة والجاذبية ، لديها الصفة وعكسها ، لديها القوة والضعف ، لديها الجمال والقبح ، لديها أيضًا الحب والكره ، تفننت بجعله يكره ظلها بعدما كان يهيم عشقَا فيها ، رغم ذلك إستطاعت تحطيم الأغلال التي أحاطت بقلبه للمرة الثانية والتربع علي عرشه بكل جراءة وخفة..

تلك البسمة التي إرتسمت علي شفتيه عنوة وأدها بسرعة متذكرًا فعلتها منذ أيام ، ربما لم يغضب من "ديفيد" بقدر غضبه منها ، يعلم كم هو ماكر ولا يلتفت للمشاعر الشخصية طالما كانت ضارة له ، لكن هي..كان لديه أمل ولو بسيط أن تنصفه لمرة ، أن تعوض بأفعالها تلك السنوات التي خلفت حقد كبير بينهما ، كلمة واحدة كانت ستريح قلبه لكنها لم تقولها...ليس دائمًا الصمت هو الخيار الأمثل حتي إذا أُجبرت عليه..

صوت الطرقات علي الباب أفاقته من شروده ليسمح للطارق بالدخول ، دلفت "إينار" والتوتر بادي بوضوح علي وجهها لتهمس بحرج:

"أعتذر لمقاطعة راحتك إيثان لكن..أريد أن..حسنًا لا تهتم."

قالت ثم إلتفتت لترحل بسرعة لكن صوت "إيثان" الهادئ أوقفها قائلاً:

"إنتظري إينار."

وقفت تأكل شفتيها بتوتر فأشار لها بأن تتقدم وسحب مقعد لها لتجلس أمامه بجانب النافذة ثم أردف:

"إجلسي عزيزتي ، ربما أخبرك ليام أنني أعض لكن لا تقلقي أنا لا آكل الأرانب الصغيرة"

رغم أن نبرته جادة إلا أن مرحه قد وصل لها لتبتسم براحة قبل أن تتحدث:

آريس (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن