حقيقة مؤلمة

51

إن المهرب وهُم، كلنا نعلم أننا نحملُ أنفسنا معنا أينما ذهبنا

اللهم صلٍ على محمد وآل محمد 🦋🤍

.........

بيدرو

كان يقف عند بوابة السجن الكبير نظر للحراس بنظراته الحادة يستذكر جيداً كيف ساعده جان بالأنتقام من رئيس عمله السابق الذي لفق له تهمة غسيل الأموال لقد كانت أيام سيئة جداً لم يصدقه احد أو يقبل بمساعدته سوى جان الذي رحب به وساعده و بطريقة ذكية أثبت برائته وقد أضهر رئيسه هو المتهم الأول وحينما تم سجنه قام بالأنضمام للعمل مع جان ليتمكن بعد ثلاث سنوات من كسب ثقته و أصبح مساعده ويده اليمنى و الآن تكتمل الثمان سنوات معاً

وهذه أخر مهمة يكلفه بها جان وقد عزم امره ان يساعده بأكمل وجه و بأفضل ما يمكن لذا أحضر ثلاثة قناصين  ماهرين وخبير متفجرات قد أتفق معه على مبلغ ضخم  مقابل عمله والآن سيأتي الخبير فقط أما بالنسبة للقناصين فهو يثق بمهاراتهم على أتمام المهمات لأنها ستكون مخاطرة كبيرة أن تم أكتشافهم قبل تنفذيها سيعدمون جميعاً

لامست بشرته رياح هائجة باردة جعلته يفيق من تفكيره ويضع يديه بجيوب سترته القطنية دلف إلى الداخل 
بعد دقائق من حديثه مع أفراد الشرطة و مساعدة معارفه بحديثهم مع المسؤولين تمكن من رؤية جان وزيارته

قابله ليتحدث " سيدي كيف حالك؟"

رد ساخراً " بأفضل ما يكون"

تحدث بيدرو بجدية
" لقد أتممت كل شيء نحتاج أمرك فقط "

رد جان " بعد ثلاث ساعات سيكون وقت تنفيذ الحكم لذا في تمام الساعة ١١:٠٠ سيتعين عليك الانضام لعناصر الشرطة"

" حاضر سيدي أهنالك أمر أخر؟"

" كلا ، يمكنك الأنصراف "

قال كلمته ثم أستدار ليعود لزنزانته بينما ضل بيدرو يراقبه إلى أن أختفى عن أنظاره عاد بخطواته ليخرج من المكان برمته

يشعر بضيق شديد سينتهي عمله الآن هل سيكمل حياته كمجرم أم سيعود لطبيعته وهيئته القديمة ؟ لو لم يتعرض لذلك الاتهام الباطل لما أصبح مجرم منذ البداية ركب دراجته يذهب بعيداً عن كل هذا

..

..

جالس  أمام دفتره الكبير بأنزعاج لقد أصبح يهلوس أو لأنه يدقق بكل  هذه التفاصيل ذلك المدعو بتوركيل هو سبب بقائه بالمشفى لقد حاول تجاهل أحداثه الأخيرة لكن عقله بكل ثانية يتصور أحتمالات و هيئات أخرى وقد تخيل  وجوده بذلك اليوم وكأنه أتى أليه حينما تعرض للطعن من قبل جان لقد رأه بوضوح لكنه يتخيل وجوده فقط نظر للورقة التي كتب بها حدث ذلك اليوم ومشاعره