٢ | حدَث الليلَة.

12.6K 647 46
                                    

لحسنِ الحظِ أنّ ذلكَ الغريبَ ذهَب بعدَ فترَة مِن جلوسِه رفقَة كَارل، أمّا الأخِير فقَد استأذَن مِن والِدتي قائلاً أنّ شيئاً قَد طرأَ وعَليه الإهتمَام بِه.

أمِي لم تقُم بالتدقِيق فِي الأمرِ كمَا تجرِي العادَة، مَا يعنِي أنّها علَى معرفَة بخصوصِ الموضوعِ الذِي هو بصددِ الإهتمامِ به، والدَليل علَى ذلكَ كذلكَ هو نظراتهَا التي اكتستهَا الجديّة والتِي وجهتهَا نحوَه تطلبُ منهُ الحَذر.

الحَذرُ من ماذَا؟، ما الذِي ينوِي القيامَ به؟.

لَم أحاوِل حتَى طرحَ اسألتِي هذهِ عليهِ أو علَى والدتِي كذلكَ، لأنّني علَى معرفَة بأنهمَا لن يقومَا بإجابتِي، هم بهذِه الحالَة منذُ عدّة أيامٍ وفِي كل مرَة أسألُ عن شيءٍ متعلقٍ بحالتهم تلكَ يتمُ تجاهلِي، أو تغييرُ الموضوعِ بطريقَة أو بأخرَى.

لذلكَ كل مَا فعلتهُ هو أنّني إنهمكتُ بالعملُ أحاولُ عدم التفكيرِ بالأمرِ أكثَر، المشكلَة التي منعتنِي من ذلكَ هو أنّه كلما مر بعضُ الوقتِ ألاحظُ تلك النظرَات التي تلقيهَا والدتِي نحوِي، نظراتٌ غريبَة بها بعضٌ من التوتر!.

أمّا كارلاَ فتبدو شاردَة الذهنِ كثيراً، حتَى أنّها لم تعلق بخصوصِ شيءٍ قمت به أثنَاء العمل ، فبحكمِ قلّة عملي فلستُ بتلكَ المهارَة التي تريدنِي هي أن أكونَ عليهَا، وهي في العادَة لا تتركُ فرصةً للتعليقِ على كل ما أقومُ به.

ليسَ لأنّها تكرهنِي بل لكونهَا تريدُ أن يكونَ كل شيءٍ مثالياً، ودقيقاً.

مَا بال الجميعِ اليوم؟.

بدايةً من ذلكَ الأشقر الغريبِ وكارل وصولاً لأمِي وكارلاَ، هل هناكَ ما يحدثُ وأنا آخرُ من يعلَم بخصوصهِ؟، ربمَا مشكلَة ما جعلَت من الجميعِ يتصرفُ بطريقَ غريبَة؟.

إن وقَع شيءٌ فلمَا لا علمَ لي به؟، ألستُ فرداً من العائلَة؟، أم لأنني الأصغَر والأقَل اهتماماً بالعملِ ففضلوا عدَم إخباري؟.

الآن الساعَة تشيرُ للثامنَة مساءً.. لا يزالُ حوالي الساعَتين على وقتِ إغلاق المطعَم، لكنّني لاحظتُ أنّ المطعَم شبه فَارغ تقرِيبا، في العَادة يكُون المكَان مزدحماً في هذا الوَقت.

صوتُ خطوات متوجِهة نحوِي وصلَت مسامعِي، إلتفَت لجانبِي الأيمن لأَرى كارلَا تتقَدم لمكَان وقوفِي.

هِي لم تعَلق عن أيِّ شيءٍ اليَوم أبداً، هَل تنوِي تعويضَ ذلكَ الآن؟.

ضحكتُ بسخريَة داخلِي من تلكَ الفكرة الغبيّة، بالرغمِ من كونها واردَة الحدوثِ.

لكنّ نظراتها القلقَة والتي كانَت تحاولُ إخفائهَا جعلتنِي أدركُ أنها لن تقومَ بإلقاء كلماتهَا علي معلقَة علَى عملِي. شعورٌ بالقلقِ كذلكَ راودنِي وبعضٌ من التوتر.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن