٤ | بينَ أسوارِ قصرٍ ضخم.

9.2K 512 26
                                    

أمي ابتعدَت عني أكثر بعد حديثِه، تنظر نحوَه ببعض اللوم، قبلَ أن تعيد جل تركيزهَا ناحيتِي «سنشرَح لك كل شيءٍ بعد قليل، لكن أتركِي المجال لميليسَا بفحصكِ أكثر والتأكدِ من أنك بخيرٍ تماماً، غيري ملابسكِ وتناولِي بعضاً من الطعامِ.. بعدهَا سنتحدثُ في مكتب كرِيس».

هاقد عدنا مجدداً لتلك الجملة.. أنّني سأعرف كل شيءٍ لاحقا.. بما يقومون بتأجيلِ الأمور لهذا الحد!.

ثم من كريس هذا؟.. لم أسمع به ينطقُ من قبلهم قبلاً.

سؤالي بخصوصِ هذا لم أتأخر فِي الحصول على جوابِه، وذلكَ عندما توجهت امي ناحيَة ذلك الشاب الذي يبدو كذلكَ في نهاية العشريناتِ ووجهت حديثها نحوَه «كريس، أرجو منكَ أن تتفهم وضعهَا الحالي.. وأن لا تقومَ بالضغطِ عليها»، هو لم يقل شيئاً إنما ألقى نظرَة نحوي ثم إلى أمي.. حيثُ أومئَ موافقاً حديثها ثم غادَر.

ياله من وقِح، غادر دونَ قول كلمَة غير جملتهِ الغريبَة تلك.

لكن علَى الأقل إتضَح في النهايَة أنّه كذلك يملكُ إسما طبيعياً.. ماسرُ الإسم الآخرِ إذا؟.

ليسَ وكأنني مهتمَة بمعرفَة ذلك، لكن بعضٌ من الفضول إعتراني.. هناك أشياءٌ أهم التفكيرِ بها حالياً، غير لقب ذلكَ الوقح.

رميتُ بأفكاري بعيدا عند إقترابِ ميليسا منّي مجدداً، طلبت مني الجلوسَ لفحصي.. وكونِي لم أكن أرغَب في التحدثِ أكثَر إنصعت لكلماتهَا.

كارلاَ قالَت أنّها ستحضر ملابساً لأجلي.. أما أمي فقالت أنّها ستطلبُ من الخدم تحضير بعضٍ من الطعام لأجلي.. خدم؟.. حسناً، ليس من الغريب وجودهم، أستطيعُ استنتاج أني بقصرٍ بمجردِ التمعن بالغرفَة.

«أنتِ بخير، ليس بكِ شيءٌ غريب.. ألم رأسكِ شيءٌ طبيعي، سيزول بعدَ قليل»جذبت انتبَاهي نحوها بحديثها قبلَ أن تضيف عليه «كارلاَ ستحضر ملابساً ملائمَة، يمكنكِ الاستحمام هناك»،. أشارت بيدهَا لمكان بزاوية الغرفَة كان باباً على نفس جهة تواجدِ الشرفة.. من حديثها أدركتُ كونَه حمام.

وكان كذلِك.. لم استغرب جمال تصميمهِ بسبب الغرفة الاكثرِ فخامة.

ما الذي قد يساعدنِي على الاسترخاءِ الآن غيرَ حمامٍ أخرجُ به الطاقَة السلبية!.

فترت ليسَت بالقليلَة مرّت فحتما أخذتُ وقتي في الاستحمام، ارتديتُ تلك الملابسَ التي أتت بها كارلاَ، سروالاً من الجينز وقميص أبيَض.

كارلا كانَت تجلس على السرير بإنتظَاري، هي لم تتحدَث معي منذ افاقتِي.. ولم يبدو عليها أنّها تريد التحدث لذلكَ كذلك فضلت إلتزام الصمتِ.

طلبت مني مرافقتهَا وفعلت، فور خروجِي من باب الغرفة دهشت من جمال المكان الذي كنتُ به، وكبر حجمِه، جميل ويأسرُ الأنفاس حتَى.. وأنا لم اخفي انبهَاري لذلكَ رحت اتأمل كل مكانٍ به.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن