٢٧ | حفلة زفاف.

6.2K 384 46
                                    

كريستيان:

خرجتُ من غرفة روز أنوِي التوجُه خارجاً لتفقدِ كيفيَة سير الأمور، وبالطبعِ لم أنسَى إعطائها تحذيراً أخيراً قبل خروجي.. هي أومئَت بسرعة تعدنِي بأنها ستحاولُ تحسينَ تصرفاتهَا وأنها لن تقوم بفعلٍ مماثلٍ في وقتٍ مستقبلي.

نزلتُ للطابقِ الأرضي، وكنتُ سأمر عبرَ صالة الجلوسِ حينَ لمحتُ تِيانا تجلس رفقَة ميليسا تتحدثان.

وبذكرهَا، لم يخفى علي محاولاَتها في تجاهلي طوالَ الأسبوعِ الذي مر.. لم تتحدَث هي ولم أفعَل كذلك.

الأمرُ لم يمنعني عن السؤَال عن حالها في كل مرة من ميليسا أو غيرهَا.. والذينَ أخبروني أنها أفضَل حالاً.

من الجيد سماعُ هذا.. الأمرُ كافٍ بالنسبة لي.

كنتُ لا أزال أركزُ بصري ناحيتها، وهاهيَ ذي تتجاهلنِي مجدداً بعد أن أبعدت عيناها عن مكانِ تواجدي فورَ ملاحظتها لي وإلتقاء أعيننَا لبرهة.

نقلت أنظاري بعدها ناحيَة والدتي التي كانَت بقربهما تحتسي الشايَ رفقة خالتي كالعادَة، لأتذكرَ الحديث الذي دار بيننَا ليلة البارحَة.

~~~

كنتُ جالساً بمكتب رفقَة ستيف وسايمون نتحدَث بخصوصِ بعضٍ من للمشاكلِ التي تدور بالمملكَة، كان ذلكَ بعد إنتهاءِ حفلة ميلادِي لوكا التي تمَ إقامتها هنا.

وبعدَ حديثنا مطولاً، سمعتُ طرقاتٍ خفيفة علَى الباب لأسمح للطارقِ بالدخول.. وقد كانَت والدتي.

هي إعتذرَت كونها قاطعَت إجتماعنا لكنني نفيتُ بهدوء أخبرهَا أننا إنتهينَا منه بالفعل، إستقام ستيف وسايمون مغادرَين.

خرجَا لتتقدم والدتِي تجلسُ على الكرسي المقابِل لي، نظرَت نحوِي بلومٍ وكأنَّها تعاتبني.

أعرفُ الآن لماذَا قدِمت.

«أمِي، لا تتعبي نفسكِ بالحديث، لقد تكلمنَا عدة مراتٍ بخصوص ذلك»، تحدثتُ بهدوء.

«كريستيان، إستمِع إلي جيداً.. روز لن تبقَى محبوسَة بغرفتها بعدَ الآن، ستذهَب وتتحدَث معها عندَ أقربِ فرصَة وتدعها تخرج»، ردَت بجدية.

«أنتِ تعلمينَ أنَّ ما قامَت به روز خاطئ، تعلمينَ جيداً ما أقصدُه أمي».

«أجَل أعلم، كما أعلمُ أنَّك قلقٌ على حالِ المملكَة والقطيع.. رغمَ ذلكَ لم يكن عليكَ معاملةُ أختكَ الصغيرة بهذهِ الطريقَة أبداً كريستيان، لن أسمحَ لكَ بمعاملَة إبنتي هكذَا»، قالت بهدوءٍ لتضيفَ بجدية معاكسَة لطبيعتها المرَحة، «أنا والدتُك كريستيان، أوامركَ كآلفا لا تعتبَر أوامراً بالنسبَة لي..».

«لم أقُل شيئاً كهذا»، قاطعتُ كلامها.. أنا لن أتعاملَ مع والدتِي بهذه الطريقَة وألقِي الأوامر عليها، ولم يسبِق لي فعل ذلكَ كذلك.. من أينَ أتت بمثلِ هذا الكلامِ فجأَة.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن