١٧ | طَرفُ خَيط.

6.2K 357 59
                                    


تيانا:

كنتُ لا أزالُ جالسةً بالحديقَة أحاولُ فقط التفكيرَ في العديد من الأمور.

مر أكثر من شهرٍ وأنا هنا، ورغمَ أنني بدأتُ أعتادُ وضعي لكنني أكرَه فكرَة بقائي جاهلَة بكل شيء.

إنه أمرٌ يأرقُ تفكيرِي.. أنني لم أجد أي معلومَة قد تشبعُ فضولي.

استقمتُ من مكاني أنوي العودَة لغرفتي، فقد مللتُ الجلوسَ هنا رفقَة زاك، بالرغمِ من كونهِ كان جالساً لا يفعَل شيئاً مثلي.

لم أفتح أيَ موضوعٍ معه وكذلكَ هو لم يفعل، لذلكَ نسيتُ أمر تواجدهِ للحظات..

هو كانَ يبدو شارداً بشيءٍ جهلته، كأنَّه يفكر بأمر لكنَّه بعدها حاول تداركَ ذلك.

أخبرتهُ أنني سأعودُ لغرفتي.. أومئَ موافقاً ثم غادَر المكان.

فتحتُ باب القصر ودخلت، لكنني توقفتُ مكاني عندمَا إنتقلت أنظارُ عديدينَ نحوي، هذا امرٌ لم أرد حدوثَه.

خصوصاً كون وجوهاً جديدَة كانت هنا.

شابٌ وشابة مع طفل صغير رفقتهم.

الصغيرُ كان جالساً قربَ كريستيان، وكانَا منغمسانِ في الحديثِ بينما يبتسمان.

شعورٌ غريبٌ إعتراني بسبب ذلِك، الأمر كانَ يبدو لطيفاً، رؤية كريس وكيف أنَّه يمازح الصغير لا يبدِي أي إنزعاجٍ من حومهِ حوله.

وقفت مكانِي أنظر نحوَه.

أقصد نحوهمَا.. طبعاً، لماذا قد أنظرُ ناحية كريس فقط وأبتسم، ذلكَ جنون.

ذلكَ الصغير من كان يبدو لطيفاً وليس كريس.

صوتُ ضحكتهُ العالية وصلت مسامعي بعدَ أن قال الصغير شيئا بقربه.

حسناً الجميع كان يضحَك لماذا أركز به فقط.

ما الذي يحدثُ لي!.

أفقتُ من شرودي على وقعِ خطواتِ إقتراب والدَة كريس مني، والتي قامت بلمسي من كتفي.. إبتعدتُ خطوة للخلف دون إدراكٍ مني.

كدتُ لا ألحظ قدومها.

سحقاً!.. أتمنى أنها لم تلاحظ، الأمر سيكون محرجا!.

«تيانا ماذا بك!، كنتُ أناديكِ منذ فترة ولم تسمعي»، إلهي!.. هل هي تحاولُ إحراجي؟.

نظرتُ نحوها أعتذرُ بخفوت، ثم نقلت أنظاري نحوَه مجدداً دون إرادةٍ مني، شعرت وكأن عيناي تحركتَا رغما عني بحثاً عنه.

وجهي شعرتُ به يحترق عندما وجدتهُ كذلكَ ينظر نحوي، حمحمتُ أتداركُ وضعي أراه يعيد تركيزَه نحو الصغير بعد أن قال شيئاً آخر له.

طلبت والدتهُ مني الإقتراب كي تعرفني على الأشخاص الجدد، كنتُ سأرفض لكنني شعرتُ بأن الأمر سيكونُ قلة أدب مني ففعلتُ ما قالته.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن