٣٠ | أكَان ذلِك واضحاً؟.

6K 346 27
                                    

تِيانا:

وصلنا لمنزلِ ميليسَا، طرقت الباب وخلال إنتظار قدومها سمعت سؤال سايمون، «متى تريدينَ مني العودَة لأخذكِ تيانا؟».

«لا تعد، سأنامُ هنا الليلة».. أجبته بهدوء وهو أومئَ إيجاباً دون رد.

فتحت ميليسَا الباب وفورَ رؤيتها إقتربتُ أعانقها، ورغمَ كونها لم تفهم سبب فعلتي إلا أنها لم تبعدني.

«هل أنتِ بخيرٍ ميليسَا؟»، سايمون سألها لتجيبه هي أنها كذلك.

شعرت بها تريدُ أن تطلبَ منه الدخولَ لكنني همستُ بأذنها أنني أريدُ التحدثَ معها بخصوصٍ شيءٌ، لذلكَ إكتفت بتمني ليلةٍ سعيدة له وهو غادر.

وفور أن أغلقت الباب أبعدتني عنها بقلقٍ وهي تسألني، «ماذا هناكَ تيانا.. هل أنتِ بخير؟».

«لستُ كذلكَ ميليسَا، لستُ بخيرٍ أبداً».

بإستغرابٍ وقلقٍ نظرَت هي نحوي، تريدُ أن تفهمَ ما يجرِي معي.. تنتظرُ مني مواصلَة حديثي، لكن تلكَ الدموع منعَتني.

أمسكَت يدي تسحبني خلفهَا إلى غرفتها لمواصلَة حديثنا هناك، حتى تفهمَ سبب تصرفِي.

جلَست على سريرها وكذَلك فعلتُ أنا أجلس جانبها، هي مباشرَة أمسك يديّ بخاصتها وتحدَثت بقلق، «هيا تِيانا، أخبريني ماذَا حدثَ معكِ؟، لا تجعلِي مني قلقة».

رفعتُ كف يدي أمسحُ دموعي الملتصقَة بخدِي، «أشعرُ بقلبي محطمٌ ميليسَا، محطمٌ لقطعٍ صغيرة لذلكَ الحد الذي يجعَل منها غيرَ قابلةٍ للتجميعِ مجدداً».

«ماذا حدَث؟».

«كريستيَان»، نطقتُ حروف إسمه بنبرَة مهزوزَة، قبل أن أغطي وجهي بيديّ أسخرُ من نفسي، «المشكلَة أنه ليسَ لدي الحقُ في الشعورِ بالحزن بسببِ ذلكَ حتى، كانَ من الواضحِ أن الأمرَ سيحدُث لكنني كنتُ غبية».

شعرتُ بأيديها توضع على خاصتِي تبعدهمَا لتتمكنَ من رؤيَة ملامحي، ثم ظهر الخوفُ على نبرتها وهي تسألنِي، «مابهِ كريستيان؟، هل حدَث شيءٌ للآلفا!، ثم لماذا تقولينَ هذا على نفسكِ؟».

«هوَ وجدَ رفيقَته»، بحزنٍ أجبتها بعد أن رفعتُ نظري نحوها.

«ماذا؟»، الدهشة ظهرَت على ملامحهَا وكذَا نبرتها، لذلكَ ٱكتفيتُ بهز رأسي إيجاباً أأكدُ لها ما سمعته.

«متى حدثَ ذلك؟».

«قبلَ قليل...».

كنتُ هذه المرَة من أمسكَت يديها، أتحدثُ بنبرةٍ راجية، «ميليسا.. قد لا تعلمِين ذلكَ لكنني... لا أعلمُ كيف حدَث ومتى حدَث، لكنني أحببتهُ، أوجدي طريقَة لينتزِع هذا الألمُ من داخلِي، أنا حقاً لا يمكنني تحملُ ذلك».

لكنني أعلم أن لا أحدَ يمكنُ له مساعدتي، أعلمُ أنها لا تملكُ شيئاً لفعلهِ من أجلي..

كنتُ أعلم أن ذلكَ سيحدث، كان من الواضحِ أنه سيفعَل لكنَّ الأمر كانَ سريعاً..

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن