١٠ | مجَرد البدايَة.

7K 413 39
                                    

فورَ استيقَاظي، كان أوَّل شيء استطعت إدراكه وملاحظَته هو أنَّ المساء كان قد حلَ بالفعل.
لقد كانَت النية بداخلي هيَ النوم لساعاتٍ قليلَة فحسب، لم أعي على نفسِي وأنا نائمة.. فعل ذلكَ لهذا الوقت طبعاً لم يكن ضمن قائمَة مخططاتِي.

الآن سيخربُ نظام نومِي.

زفرتُ بمللٍ ثم استقمتُ من مكاني متوجهَة ناحيَة الحمام، غسلتُ وجهي وبعدها كنتُ أرغب بالعودَة لمكاني وقراءَة بضع صفحاتٍ من المذكرَة.

لكن طرقاتٍ على الباب منعتني من ذلكَ، سمحت للقادمِ بالدخول وقد كانَت خادمَة تطلب مني النزولَ لأجلِ العشاء الليلَة.

هززت رأسي إيجاباً كإجابة، ثم توجهت خارجاً أنزل الدرجَ وبعد لحظات دلفتُ لقاعة الطعام.. كنتُ قد حفظت مكانَ تواجدها بالفعل.

لاحظتُ تواجد الجميع بالفعلِ، غيره.

أكانَ لايزال ينجزُ ما طرأَ له من عملٍ صباحاً؟.

أمي طلبت مني الجلوسَ بقربها لأفعَل، كانَ من الواضح أنَّها تشعر بالسعادَة لمشاركتي لهم الطعامَ، كارل كان مقابلاً لي ولم تغب عني إبتسامتهُ التي وجهها نحوِي..

تذكرت حديثنَا صباحاً، لم يكن الأفضَل.

كارلاَ لم تبدي ردة فعل، فقط ألقت نظرَة ناحيتي، شفتيها تحركتا في إبتسامَة متكلفّة ثم أعادت تركيزها لما كانَت تفعله.

أشعر أنَّ طريقة تعاملها معي بدأت تتغيَر.. كأنَّها تتجنبني.

بعد لحظاتٍ فحسب، فتح البابُ وكوني كنتُ أواجهه بظهري فلم أرَى القادم، لكن بالطبع يكون كريس..
تأكدت من ذلكَ بعد أن تقدَم يترأس الطاولَة بعد أن إعتذرَ من الجميع بسبب تأخره.

أمي ابتسمت بوجههِ أن لابأس.

لكن، لما يبدو عليهِ الإنزعاج؟..

أنا بالطبع لن أقومَ بسؤالهِ عن الأمر.. لا المكان مناسبٌ ولا نحن مقربان لأفعَل.

جل حديثنا سطحيٌ بالرغم من رؤيتي له كل يوم تقريباً، حتى أننا أحيانا نكتفي بالصمتُ دون قول شيء.
أمي وجهت نظراتها نحوَه، وضعَت كف يدها على خاصتهِ تسألهُ بحنان، «بني، أحدَث شيءٌ ما؟.. لا تبدو بحالة جيدة».

«لا خالتِي، كل الأمور على ما يرام.. مشاكلٌ روتينيَة»، نفى هو لتومئَ الأخرى دون إقتناع، من الواضح أنَّها فضلت عدم الضغط عليه.

جلسنا في الصالَة بعد إنتهائنا من تناول وجبتنَا، وذلكَ بالطبع كان طلبا بل أمراً من والدتي وجهتهُ نحو الجميع.

قالت أننا لم نجلس هكذا منذُ سنواتٍ عديدة، أكنا نفعَل؟.

لست أتذكر حدوث ذلك.

كريستيان كانَ يرغب بعدم الحضور ولكنَّه فعل بعد إصرارها وامتثل لطلبهَا.

جلست مقابلاً لكارل وكارلا، أمي كانَت بجانبي أما كريس فكانَ بجانبي الأيمن ولكن بأريكَة منفردَة.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن