٣٥ | عَودة تِيانا..

6.3K 384 58
                                    

أشعَة الشمسِ كانَت قد بدأَت تزعِج نومِي، جاعلَة من فترَة الهدوءِ القصيرَة التِي حظيتُ بها تنتهِي.

جاعلَة مني أستيقظُ لأواجهَ ذاتِي مجدداً، لأعودَ لمواجهَة ما عرفتهُ مجدداً، ولعيشِ كاملِ تلكَ المشاعرِ مجدداً.

أشعُر بالحيرَة في كيفيَة قضائِي لتلكَ الليلَة دونَ كوابيس أو ألمٍ بعد كلِ ما عرفتُه. 

فبالعادَة أشعرُ وكأنّ تلكَ الكوابيسَ تنتظرُ فقط الفرصَة الملائمَة لمهاجمتِي وحرمانِي من بعضٍ من الراحةِ التي لا أعلمُ ما إن كنتُ أستحقهَا.

فتحتُ عيناي أقابلُ سقفَ الغرفَة، لأعلمَ أنني كنتُ أستلقِي بسريرِي، ومن ذلكَ اللونِ الذهبِي الذِي يزينه علمتُ أنني لا أزالُ متواجدةً بمملكَة السحرَة.

إمتلكتُ أملاً صغيراً في الاستيقاظِ ثم معرفَة أنَّ كل ما مررتُ به ليلَة البارحَة كان كذباً.

أو ربمَا قدومنا لهنَا كانَ كذلكَ كذباً.

لكن إتضحَ أنّه لا شيءَ غير الحقيقَة.

رفعتُ يدي أدّلك بها رأسي بعدَ أن زارتنِي موجَة ألمٍ أخرَى، لكنّها لا تُذكَر مقابلاً لتلكَ التي تألمُ نفسِي.

جسدِي أشعرُ به محطماً وكأنَّ وحوشاً سحقَته، حتَى أنني لا أستطِيع تحريكَ يدِي اليمنَى.

حاولتُ مجدداً حتَى شعرتُ وكأنَّ شيئاً يحكِم القبضَ عليهَا، شعورٌ بالغرابَة زارنِي جاعلاً مني أعقدُ حاحبيّ، أبعدتُ نظرِي الذي كانَ معلقاً بالسقفِ إلى يدِي.

«كريستيان؟»، تمتمتُ اسمهُ بتساؤلٍ أركزُ أنظارِي نحوَه، لا أتذكَر ما حدثَ ليلة البارحَة بعد أن فقدتُ وعيي أمامه. لكن من الواضحِ من أنّه من أتى بي إلى هنَا.

هوَ كان مغمضاً لعينيهِ وخصلاتهُ كانَت مبعثرَة على كاملِ وجههِ، يديهِ تمسكانِ خاصتِي يضعُ رأسهُ عليها، بينمَا يجلسُ أرضاً وكانَ من الواضحِ أنَّ تلك الوضعية التِي يجلسُ بها غيرُ مريحَة.

أبعدتُ نظرِي عنهُ مستغنيَة عن فكرَة تأملِ ملامحِه، أو إبعادِ تلك الخصلاتِ التي تغطِي عينِه. إعتدلتُ بجلستِي ويداهُ لا تزالانِ تحكمانِ القبضَ على خاصتِي.

حتى حينَ تحركي للجلوسِ مكانِي كانت يدي تتحركُ قليلاً وكنتُ أشعرُ به يزيدُ إحكامَ القبض عليهَا في كلِ مرةٍ وكأنَّه غير راغبٍ في تركهَا.

كيفَ لهُ فعلُ ذلك؟.

كيفَ له أن يمسكَ تلكَ اليد التِي إمتدَت على والدِه، يد الشخصِ الذي تسببَ قتلَ والدَه؟.

كيفَ له النظرُ لوجهِي حتَى؟، كيف للجميعِ فعلُ ذلك؟.

لستُ أفهَم.. ويبدُو أنني لن أفعَل يوماً.

حركتُ يدي هذهِ المرّة ببعضٍ من القوَة، وكأنني أجبرهُ على تركهَا، و في حينَ فعلي لذلكَ هو بدا وكأنّه شعر بي أفعل ما جعَل من نومهِ يصلُ لنهايتهِ كذلكَ.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن