٣١ | تجاهل.

6.3K 352 105
                                    

كريستيَان:

ستيف فتح البابَ سامحاً لي بالدخول، دلفتُ وأول شيءٍ لمحتهُ هو لويس الذي كانَ مكبلاً بسلاسلٍ من الفضة التي تجعل منه يصدرُ صوتاً متألماً.

كان منظره يدعونِي لمشاهدتهِ لفترةٍ طويلة، لكنني لا أملكُ وقتاً له.

فورَ أن أدركَ هو تواجدي، رفع بصرهُ يحطه عليّ، وكان من الواضحِ أنه عمل جاهداً كي يتحمل الألمَ المنتشرَ بكامل جسده ويضحكَ بصوتٍ عالٍ يحاول إستفزازي.

أمرت ستيف بالخروجِ ليفعل، أما أنا فعلَت إبتسامةٌ جانبية شفتيّ وأنا أتقدم نحوَه.

يبدو الأمر وكأنهُ سيكونُ مسلياً.

تقدمتُ نحوهُ بخطواتٍ بطيئَة، ومن حيثُ كنتُ تمكنتُ من إدراكِ أنَّه كانَ يتحايلُ على نفسهِ كي لا يظهِر خوفَه.

وعلى عكسِ ما كان هو متوقِعاً، لم يكن أوَّل شيءٍ قمتُ به فور إقترابِي هو توجيهُ لكمَةٍ تشوِه ملامحَه، بل توجهتُ لإحدَى زوايا الزنزَانة أينَ كانَ يتواجُد كرسيٌ خشبي قدِيم، أخذتهُ ووضعتهُ مقابلاً له وجلستُ عليه بهدوءٍ أراقبُ نظراته المرتبكَة بسببِ فعلتِي.

أحنَيتُ ظهرِي قليلاً ليكونَ وجهي مقابلاً لخاصةِ لوِيس، «دعنِي أهنئُكَ على هذهِ الفعلَة لويس، كنتَ شجاعاً حقاً بالتجرُأ على فعلِ ذلكَ بالآلفا».. نبرتِي كانَت جادة وساخرَة في الآنِ ذاتِه.

ملامحُه السابقَة تلاشَت ببطئٍ وإرتباكُه إحتفَى، رسمَ إبتسامَة على شفتيهِ ونظرَ نحوي كأنهُ فخورٌ بما قامَ به، وبدى واثقاً أنني سأبقَى هادئاً مقابلاً لهُ ولن أقومَ بلمسِه..

«توقعتُ أن تكونَ أذكَى من ذلكَ، آلفا»، شد علَى آخرٍ كلمةٍ قالها وكأنهُ يهزأُ بي، «لكِن، إتضحَ أنَّ أولين كانَ يفوقكَ بخطوَة».

تجاهلتُ بداية حديثِه وإستقمتُ بجلستي، ضحكَة هازئَة فرَت مني لينظر لويس نحوِي بعدم فهمٍ، «كلانَا يعلَم أن أولين ليسَ صاحب الأفكارِ في العادَة».

إستقمت من مكانِي أركلُ ذلكَ الكرسِي أبعدُه عني، ثمَ في لحظَةٍ قمتُ بلف أصابعِي حول رقبَة لويس وجعلتهِ يقف مكانه، السلاسلُ أصدرت صوتاً عالياً بسبب تحريكِي له بسرعة، بذاتِ السرعة التي ظهرَ بها الخوفُ على ملامح وجهِه، حركتُ جسده بيدِي أثبتُ ظهرهِ بالحائطِ خلفهُ ليخرجَ تأوهاً لشدَة ألمه.

«لذلكَ لوِيس، من الأفضَل لكَ إخبارِي بمن يقفُ معه، قبل أن أفصِل رأسكَ عن جسدِك»، هسهستُ قربَ وجهه.

هو كانَ يتحركُ محاولاً إبعادي كونَ الهواءِ لم يعد يصلُ لداخلهِ، كانَ بصعوبَة يتمكنُ من إخراجِ حروف من بينِ شفتيهِ يطلبُ مني الإبتعادَ عنه بعد فشلهِ هو في فعلِ ذلِك.. إبعدتُ يدي من حولهِ أرى جسدَه الذي إستقرَ أرضاً محاولاً إسترجاعَ أنفاسه.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن