٣٦ | أنتَ، أنتِ!.

6K 370 61
                                    

ميليسَا:

قضاءُ الوقتِ دونَ تواجدِ تيانَا شيءٌ مملٌ حقاً، لقد أصبحتُ معتادةً على تواجدها وقضاءِ وقتٍ من يومي معهَا كما كنَا نفعلُ سابقاً.

كنتُ رفقَة العديدينَ من أفرادِ القطيعِ والذينَ يعتبرونَ أناساً يملكونَ ذات شغفي وحبِي لكلِ ما يخصُ الطب والعلاَج.
قضيتُ يومي كاملاً بالخارجِ أساعدهم علَى تعلمِ أشياءٍ جديدة كنتُ قد تعلمتها بسبب ذهابِي المتكررِ لقرية المعالجين.

لذلكَ وفورَ عودتي لمنزلِي ولشدَّة تعبي لم أنتظر لحظَة أخرى حتَى غرقتُ بنومِي.

في اليومِ التالِي لم أتمكَن من الاستيقاظِ باكراً، كنت أفكرُ بالبقاء طوال اليومِ بمنزلي بدلَ الخروجِ.

وأول شيءٍ فكرت بالقيامِ به فور تناولي لطعامِي، هو القيامُ بتنظيفِ المنزل، إنه يظهر وكأنَّ إعصاراً مر من هنَا.

لا يمكننِي إنكارُ فكرة أنني شخصٌ فوضويٌ في النهايَة.

إستغرقنِي الأمر بعضَ الوقت، لكن وفورَ إنتهائِي من ذلكَ توجهتُ حيثُ يتواجدُ مكتبِي المليئ بالكتب، والتِي قد كنتُ قد رتبتها قبلاً.
حملتُ أحدهَا وهممتُ بفتحِ أولى صفحاتهِ راغبةً في الغوص بينَ أسطرهِ وكلماتِه.

ذلكَ الشعورُ بكونِي شخصٌ منفصلٌ عن ما هو حولِي، شخصٌ يملكُ عالماً خاصا بهِ، يغرق فيهِ لذلكَ الحد الذي سينسَى كل شيءٍ آخر..

كونَ ما تبصرهُ عيناي ليست مجردَ حروفٍ تشكلت لتكونَ كلمات، بل حروفٌ تشكلت لتكونَ عالماً، يجذبُ نحوَه من يستهويهِ عيشُه.

هو ذلكَ الشعور الذِي يملئ كلَّ جزءٍ مني حينَ أجلس لوحدِي رفقَة كتبي.. والهدوءُ يكون الشيءَ الوحيدَة المحيط بِي، حيثُ لا صوتَ يعلو على صوتِ عقلي حين قرائتي.

كنتُ منغمسَة بالقراءَة، دونَ توقفٍ، أنتقل من فقرَة لأخرى ثم من صفحَة لأخرى، لا أشعرُ بمرورِ الوقت..

لكِّن هناكَ صوتٌ مرَّ برأسي، وكان خاصا بسايمون الذِي تواصلَ معي عبرَ الرابطَة يسألنِي عن مكانِ تواجدي.. فهم قد عادوا للمملكَة قبلَ لحظاتٍ فقط حسبَ ما أخبرني بهِ هو تواً.

و.. لم أفهَم السبب.

لمَا قد يعودونَ الآن من مملكَة السحرَة بينمَا كان من المُرجحِ عودتهم يومَ غد؟.

أليسَ بالأمرِ بعضٌ من الغرابة؟.

تجاهلتُ أفكارِي حينَ أجبتُه بكونِي جالسةّ بمنزلِي، وهوَ قال لي أنَّه قادمٌ لهنا.

وقد أحضر من أجلِي تلكَ الأشياء التِي طلبتُ منه شراءها لأجلِي من مملكَة السحرَة.

تجاهلتُ فضولي الذِي إنتابنِي حينَ أخبرنِي بكون أحداثٍ قد مرَّت عليهم وهم هنَاك، وحاولتُ أن أنتظرَ لحينِ قدومه حتى أسألَه.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن