٢٢ | جزءٌ من مَا حدث.

5.8K 378 24
                                    

روز وجَهت نحوِي نظراتٍ مندهشةٍ ثم أخرَى منزعجة فورَ إدراكها لوجودِي.

ثم في النهايَة إبتسمت بسخريَة تحدقُ بي بعيناها الخضراء، تعيدُ خصلاتها الحالكَة القصيرَة للخلف بعدَ أن مررَت أصابعها عبرَها.

وقفَت مقابلةً لي على بعدِ عدة خطواتٍ فحسب، في حينِ كنت أرسم ملامحاً حاولتُ جعلهَا هادئَة لٱخفاء التوتر الذِي أشعرُ به.

«مرحباً روز».. لا أعرفُ كيف علي التصرف!..

أنا خائفَة مما ستقوله، لا أستطيعُ أن أكذب على نفسي وأظهرَ عكس ذلك.. لم افكر كثيرا قبلَ قدومي خلفهَا.

وقفتُ بإعتدالٍ بعدما كنتُ أتكأ على الباب بعد دخولي الغرفَة.

«ما اللعنَة التي تفعلينهَا في غرفتي يا هذه»، حسناً.. بداية غيرُ موفقة، بتاتاً.

«أريد التحدثَ معكِ»، أجبتها بهدوءٍ معاكسٍ لما هو داخلي، قبل أن أضيفَ بنبرةٍ حاولت جعلها جدية، «على إنفراد».

نظرت نحوِي للحظاتٍ لا تبدي ردة فعلٍ ثم ضحكت ساخرَة مما قلته، توجهَت لسريرها تجلسُ على حافتهِ مقابلةً لي.. لأقتربَ أكثر.

«تتحدثينَ معي؟، حسناً».. كانَت تسخرُ مني بحديثها.

«ماهو الشيءُ الذي تريدينَ التحدثَ معي حوله، تِيانا مارتن»، تحدثت مجددا تركز على حروفِي إسمي، عيناها شعرتُ بهما تحرقانني من شدة نظارتها.

«أريدكِ أن تخبرينِي الحقيقَة روز، أعلم أنكِ الوحيدَة المستعدَة لذلكَ عكس الآخرين»، أجبتها وأنا أقتربُ أكثَر أقف مقابلاً لها.

«لما قد تظنينَ ذلك؟»، سألت ترفعُ حاجباً.

«لأنكِ ومنذ لقائنا الأول لم تظهرِي عكس ذلكَ؟».

ركزَت نظراتها نحوي أكثر ثم أراحت كفيها على السرير تشدُ علَيه، كأنها تحاولُ الضغط على نفسها والتحكمَ بها.

«ليسَ هناك شيء لإخباركِ به، غادرِي غرفتي فوراً، ليسَ مرحباً بكِ هنا»، نطقت كلماتهَا بصوتٍ غاضب.

«ليسَ أنتِ أيضاً روز، عليكِ إخباري.. أنتِ آخر أملٍ لي,، أنا أعلَم أنكِ تكنينَ الكره لي.. أريدُ أن أعرفَ السبب، ماذَا فعلتُ لتكرهينِي وكذلكَ يفعلُ الآخرون؟»، سألتها بإلحاحٍ شديد أرفض المغادرة.

إبتعدتُ خطوة للخلفِ عنها بعدمَا إستقامت هيِ بغضبٍ ظاهرٍ على ملامحهَا، إقتربت مني وكانَت تمسكني من كتفي تحاولُ إبعادِي وجعلي أغادرُ الغرفَة بينما تتحدَث، «إستمعي إلي جيداً ياهذِه.. لا أريدُ التحدث معكِ أتفهمينَ كلامي!، أنت أصبحتِ آخر شخصٍ أريد رؤيتهُ في حياتي لذلكَ غادري غرفتِي واللعنة!، ليسَ لديكِ شيء هنا لذلكَ أخرجي».

هيَ كادَت تفتحُ الباب لتدفعنِي خارجاً لكنني تداركتُ الأمر أعيدُ غلقَه مجدداً ليصدر صوتاً كانَ عالياً نسبياً.
ثمَ نفضتُ يديها بعيداً عني، ولم أعلم من أينَ أتتني القوَة لإبعادهَا عدة خطواتٍ حتى.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن