٢٥ | ليلَة سيئة.

6.2K 369 11
                                    

تيانَا:

شعرتُ بألم طفيفٍ برأسي.

أغمضتُ عينايَ بقوةٍ أحاول إيقافَه.

لقد كنتُ نائمة وأفقتُ للتو، جلستُ في مكانِي أبعِد الغطاء عن جسدِي، كنتُ أشعر بالحَر مع أننا على مشارفِ فصل الشتاء.

أتذكرُ أنَّه قبل قدومِي هنا كان فصل الشتاء أيضاً، ولكن الخريف هو الفصل الذي كَان هنا، و هاهو الشتاء سيعود.

حاولتُ الوقوفَ حتى أتجه نحو الحمام، ولكنّني كنت متعبة لحدٍ كبير حتى أنني عجزتُ على ذلك، أشعر بالدوار قليلاً.

جلست مكاني مجدداً، أستسلم عن فكرة الوقوفِ وبدأتُ أعيد التفكير بما حدَث البارحة.

سمعتُ طرقاتٍ على الباب والتي قطعت تفكِيري. سمحتُ للطارق بالدخول.. لقد كانت أمي.

تحملُ صينية بها حساءٌ متقدمة نحوي.
جلست على السرير تقابلنِي بينما ترسمُ ابتسامةً على ثغرها، تنظرُ نحوي بعينيهَا الزرقاء المماثلَة لخاصة كارلا وكارل الذينِ يشبهانهَا لحدٍ كبير.. على عكسي.

أظُن أنني أشبه والدي الذِي لا اتذكره ولا اعرف عَنه شيئاً، إلا أنني كنت مقربَة منه كثيراً عندما كنتُ صغيرة.. ويعود الفضل في معرفتِي إلى تلك المذكرة.

وضعت أمي الصينية بعيداً قليلاً، لتمسكَ يدي تمسحُ عليها بحنانٍ بينما تنظر نحوي،«تيا صغيرتِي.. هل أنتِ بخير؟، لقد أتيتُ قبل قليلٍ وكنتِ نائمة لذلك لم أُرغَب بإزعاجك».

هي الآنَ تسألُ عن حالِي، تحاولُ الإهتمامَ بي.

كأنني لم أفعَل شيئاً.. كأنني شخصٌ جيد ويستحقُ مثلَ هذهِ المعاملة.

نظرتُ نحوها بحزنٍ الدموع تهددني بالنزُول.

لم أقم بإجابتهَا ولم أقل شيئاً بل إرتميتِ في حضنها أعانقُها بقوة.
غلبتنِي دموعِي لأبكي بينما هي تمسَح على شعري بهدوءٍ وتحاول الإستفسار عن سببِ بكائي ويبدو القلق جلياً عليها من نبرتها.

«أمي، أنا آسفَةٌ حقاً، أعلمُ أنني فتاةٌ وإبنةٌ سيئَة.. أعلمُ أنني قمتُ بأمورٍ لا تغتفَر، ولكنني لم أقصد.. وعلى الرغمِ من كوني لا أستطيعُ تذكرَ أي شيءٍ إلا أنني حقاً آسفة، أنتِ لا تستحقينَ إمتلاكَ إبنةٍ مثلي.. آسفَة»، كنتُ أتحدث بسرعَة أثناء بكائي ولا أعلَم ما إن إستطاعت والدتِي أن تفهمَ حرفاً من ما قلتهُ، لم أترك لها مجالاً لمقاطعتي.

هي بعدَها حاولت إبعادِي للإستفسارِ إلا أنني إمتنعتُ عن ذلك.. طلبتُ منها أن تبقيني بينَ ذراعيهَا وهي لم ترفض الأمر.

أحتاجُ عناقاها بشدَة.. رغم أنني لا أستحقُه.

شخصٌ مثلي لا يستحقُ أن يحضى بحضنٍ من أشخاص قام بإيذائهم.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن