٢٦ | هدية.

6.1K 331 32
                                    

بعدَ فترةٍ، والتي لم تكن تعتبَر قصيرَة عدتُ وأمي إلى القصرِ أخيرا.. الوقتُ كان قد تجاوزَ منتصفَ اليوم بالفعل.

وفورَ دخولنا من البابِ قابلنَا الأشخاصُ الذينَ كانوا متجمعينَ بالصالَة مع بعضهم.

ريونا رفقَة ستيف وزاك، كارلاَ كانت كذلكَ تجلسُ معهم تلاعبُ لوكا وكانَ واضحاً بالنسبَة لي محاولاتهَا في تجاهلِ فكرة تواجدِ ستيف بمحيطِها.

أتمنَى أنها بخيرٍ بعد آخرِ حديثٍ دار بيننا.

خالتي ايميليَا وفورَ لمحها لنا إستقامَت تتقدمُ لمكان وقوفي ووالدتِي، سمعتهَا تنعتُ أمي بالخائنة.

فعلَت ذلك كونها معتادَة على الذهابِ معها في كلِ مرة كونهمَا أختانِ لاتفترقانِ عن بعضهمَا.

وبالتفكيرِ بذلكَ أدركتُ أنني كنتُ السببَ في إبعادِ أمي عن أختها لفترةٍ طويلَة للغايَة.

كم من شيءٍ سيءٍ تسببتُ به؟.

هل في كلِ مرةٍ سأدركُ وألاحظُ شيئاً جديداً؟.

خالتِي لم تتركنِي أعودُ للإحاطَة بأفكاري، إذ جعلت من إنتباههَا يتركزُ نحوي وهي تحادثنِي بإبتسامةٌ صغيرَة حاولت رسمها على ثغرهَا، «هيا تيانَا.. لماذا لاَ تجلسينَ معنا كذلك؟»، هي كذلكَ تتعامل معي بلطفٍ رغم قلةِ إختلاطي بها.

لما تفعَل ذلك؟.

ورغمَ أن أولَ شيءٍ كنت أرغبُ بالقيامِ به بعد عودتي هو الإنعزالُ والبقاء لوحدي، إلا أنني وجدتُ نفسي أتبعهَا لأجلِس رفقتهم، ربما سأحاولُ إشغالَ تفكيري لفترةٍ أطول.

جلستُ بالقرب من كارلاَ، لأرحبَ بلوكا الذِي إبتسم نحوِي بإبتسامته البريئة.. إنه حقا لطيف.. ويشبه والدهُ كثيرا، شَعر أصفر مع أعين عَسلية.

عدت بأنظَاري نحو كارلاَ التي فعلت المثل لنقُول في نفس الوقت، «هل أنتِ بخير؟».

ضحكتُ بخفوت لذلك، لأومئَ لها موافقَة أمثل أنني بخير، بينما هي تنهدت قائلة، «أظنُ أنني بخَير، لازلتُ أحاولُ تجاهل مشاعري».

أتمنى أنها حقاً بخيرٍ وليسَت مضطرَة لتمثيلِ ذلكَ مثلي.

إبتسمتُ لها، ثمَ ألقيتُ نظرة ناحيَة ستيف والذي كانَ يحادثُ زاك بشيءٍ لم أسمعه.. لكن كانَ يظهرُ على كليهمَا الإنزعاجُ من بعضهمَا.. تجاهلتُ الأمر أعيدُ تركيزي ناحيَة أختي لأضع كفَ يدي على خاصتهَا أشدُ عليها قليلاً، لتبتسمَ نحوي.

سعيدَة كونَ علاقتي وكارلاَ تحسنَت، ولم يعد يتواجدُ ذلكَ التوتر بيننَا مثل السابق.

جميعُ المتواجدينَ كانوا يتحدثونَ بأمورٍ مختلفَة، لوكا لا يتوقفُ عن التحركِ والحوم بالمكان دونَ توقف.

لكن صوتَ زاك جعلَ من الجميعِ يصمتُ ويركز به وبستيف حينَ تحدَث بحدة، «إنّها رفيقتِي، بأي حقٍ ستمنعنِي من الزواجِ منها!».

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن