٦ | صبَاح جدِيد.

8.4K 468 47
                                    

شعرتُ ببعضِ الضوء يزعِج نومِي، لذلكَ رفعتُ الغطَاء أغطِي به وجهي بشكلٍ كاملٍ كرد فعل لَا إرادِي بدر منِي، محاولةً بذلكَ العودة للنَوم مجدداً، لكنّني عجَزت عن فعلِ ذلِك، أدركتُ أنّ الصباحَ حلّ وأنّ يوماً آخر لي هنَا بدأ.

زفرتُ بإنزعاجٍ وأنا أبعدُ الغطاءَ من على وجهِي، جلستُ في الفرَاش أفركُ عيناي أحَاول إبعاد آثار النومِ عنّي ثم هذبتُ خصلاتِي البنيّة التي تبعثرَت.

ليلَة البارحَة أهلكتُ نفسي بالتفكير، لكنّني لم أتوّصل لأي نقطَة.

هل سأبقَى بهذه الحالَة الآن؟، أحبس نفسِي بين أسوارِ الغرفَة لا أحدِّث أحداً؟..

لكن ماذَا عساي أفعَل؟، ليسَ بيدي شيء.

استقمتُ من مكاني نحوَ الحمام أغسلُ وجهي، سمعت صوتَ بطنِي تطالبني بالأكلِ والذي إمتنعتُ عنه ليليَة البارحَة.

«تباً»، شتمتُ وضعِي.

فترةٌ مرّت عليّ وأنَا أتأملُ ملامحِي في المرآة.. خصلاتِي ذات اللونِ البني الفاتحِ والتي كانَت مبعثرَة، آثار تعب جراء البكاءِ أحاطَت عيناي العسليَة.. مظهري غيرُ مرتب كما يجب.

أرجعتُ خصلاتِي للخلفِ أزفر الهواء من فمِي، بحثت في الحمامِ عن شيءٍ أربط به شعري.. وفي النهاية وقعت عينِي على ربطَة شعرٍ أخذتها.

_

كارلاَ:

اليوم إستيقَظت بوقتٍ مبكر كالعادَة، رغم فشلي في النومِ ليلَة البارحَة.

والدتي أخبرتنِي وكارل عن مَا حدث عندما تحدثَت والآلفا كريستيان معَ تيانا، والتي كما كانَ متوقعاً لم تتقبل حرفاً مما قيلَ لها.

غسلتُ وجهي وغيرتُ ملابسِي، توجهتُ للمطبخِ حيث قالت خادمَة أنها حظّرت طعام الفطور لتيا.. لذلكَ سآخذه لها، منذ البارحَة أقفلت البابَ على نفسها ولم تقبَل التحدث مع أحد رغمَ محاولاتِي وكارل، كما أنها لم تتناول شيئا.

في النهايَة وجدنا أنّه علينا عدمُ الضغطِ عليها، لذلكَ تركناها علَى حالها.

بعدَ فترَة سمعتُ خطوَات خادمَة تتجِه نحوِي وهِي تحمل صينِية تحتَوي الطعام، كانت نفسَ الخادمَة التي أرسلتها والدتِي البارِحة لغرفة تيَا، ولكنّها عادَت قائلةً أنّ تيا طردتهَا و رفضَت تناول طعامِها.

أمرتُها أن تسبقنِي أمّا أنا فبسرعةٍ عدت لغرفتي، حملتُ الصندوق المتوسطَ الذي نسيتُ أخذهُ قبل خروجي من الغرفة.. كان يحتوِي على بعضٍ من متعلقاتِ تيانا.

توجهت ناحيَة غرفتها.. في طريقي. إلتقيتُ بكارل الذي رافقنِي.. لم نتبادَل أي حديثٍ طوال طريقنَا.

فورَ وصولي كنت أسمعُ صوت الخادمَة وهي تحاولُ جعل تيانا تفتحُ الباب لكنّ الأخيرَة رفضت، تقدمتُ آخذ الصينية منها أما الآخر فبدأ يطرقُ الباب متحدثاً «تيا، إفتحِي الباب هيَا.. إنّه أنا كارل».

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن