٥ | أهيَ الحقيقَة؟.

9.2K 504 27
                                    

ها أنا ذِي بنفس الغرفَة التي كنتُ بها صباحا، الإختلافُ الوحيدُ هو أنني بت أفهم ما يحدثُ حولي، بالرغم من أنّ عقلي يأبَى استعابَ ذلك.. غير قادرة علَى تصديقِ أيٍ من ذلك الحديثِ الذي خضتهُ رفقة أمِي وكريس.

هل هِي والدتِي حقاً!، هذَا هو السؤَال الذي أطرحُه على نفسِي منذُ أن عرفتُ جزءاً ممَا يحدث.

عدتُ للغرفَة قبلَ عدّة ساعاتٍ ولم أغادِر لمكانٍ بعدهَا.. لحسنِ الحَظ أن مفتَاح الغرفَة كان معلقًا في الباب لذَلك أقفلتهَا حتى لا يقترِب أيٌ منهم منِي!.

لستُ واثقةً ما إن كَان ذلك يكفِي أم لا لكِن هذا كُل ما أمكننِي فعله، وكُل ما قمت به منذ ذلكَ الحين هُو أنّني جلستُ في ذلك السريرِ محاولةً التفكِير في الكلاَم الذي سمعتُه منهمَا، وربطَ الأحداثِ، لا يمكننِي أن أصدقَ أنّ شيئاً كهذَا يمكنُ أن يكون حقيقياً حتى.

أليس حقيقَة وجود مخلوقَات غير البشَر مجردَ خرافاتٍ نجدهَا فقط في الأفلامِ والكتُب، ونَحكيها للأطفَال قبْل النوم!، هل يريدُون منّي تصديقَ هذا الهراء الآن؟.

رؤيتي أصبَحت مشوشَة.. رفعت يدِي أمسَح الدمُوع التي تأبَى التوقفَ، وتلكَ المحادثَة لا تكاَد تتوقَف عَن التكرارِ في عقلِي حتى أني أُصبتُ بالصدَاع بسببِها.

~~~

«كا ما فِي الأمرِ أنكِ عدتي للمكانِ الذي تنتمينَ إليه.. مملكَة المستذئبين»، قالهَا والجدية ترتسِم على ملامحِه، كأنه يقول كلاماً عادياً وليس شيئاً من المستحِيل تصديقُه من طرَف أي شخصٍ عاقلٍ.

تجمدتُ في مكانِي لوهلَة قبل أن أضحَك بصوت عالٍ بعد أن استوعبتُ مزحته الثقيلَة، أظن انه يملِك حساً فكاهياً جيداً في النهَاية.

قل صوتُ ضحكتِي تدريجياً بعدَ رؤيَة ملامحيه التي لم تتغَير، أمي كانَت تنظرُ نحوه بلومٍ.

هي كانَت تنوي التحدثَ لكنني قاطعتهَا أسألُ بنوعٍ من الشك «هو يمزَح صحيح؟».

«هو لاَ يفعَل تيا، هذه هيَ الحقيقَة بالفعل، لقد عدنَا حيثُ ننتمِي بعد عديدٍ من السنوات»

تركتنِي في صدمتي أحَاول فهم ما نطقَت به، بينما عادَت تنظر نحو كريس «دعني أتكفَل بالموضوعِ، سأخبرها أنا».. اومئَ هو يتكأ علَى ظهر الكرسي أمّا أنا فإنتظرتُ سماع باقي كلامهَا.

«أعلم أنّ ما قلناهُ قد يكونُ غيرَ قابلٍ للتصديقِ بالنسبَة لك، لكن هذَا ما حدث فعلاً.. لابد أنكِ تتسائلينَ عن سببِ إبتعادنَا عن أفراد أسرتنَا وعن السببِ في عدم لقائك بهم قبلاً، السبب هو أنّنا كنا نهرب من أعداءٍ كانوا يتربصونَ بنا قبلاً.. لم نكن لننعمَ بحياةٍ هادئة بتواجدنَا هنا.. لذلكَ غادرنا»، واصلت هيَ حديثها غير القابلِ للتصديقِ، حاولَت أمساكَ يدي أثناء ذلكَ لكننِي إبتعدت عنها.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن