تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي

٣٤ | الحقيقة.

لاحظتُ وأنّه فورَ نطقِي لكلماتِي تلك، هي جعلَت من بعضٍ من الجدية تشاركُ ملامحها التِي كانَت متسائلَة.

«ماذا تقصدِين بحديثكِ تِيانا؟»، سألتنِي وهي لا تزالُ واقفَة مقابلاً لِي جاعلَة من بعضٍ من الترددِ ينمو بداخلِي.

كريستيَان أخبرنِي بأنَّ إليونا لم تشعُر بتواجدِ هالةٍ من السحرِ حولَ سايمون.

لكننِي كذلكَ لم أعلَم ما إن كانَت قد تأكدَت من ذلكَ أم أنّها إعتمدَت في معرفتهَا على توقعهَا كونَ لا هالة سحرٍ تنبعثُ منه.

أتذكَر أنه وخلالَ إطلاعِي على تلكَ الكتبِ في بداياتِ تواجدِي هنا، جذبتنِي معلومَة بخصوصِ أنَّ الساحرَ القوي في العادَة قد يستشعرُ تواجد هالةٍ في الشخصِ في حال كانَ معرضاً لتعويذَة ما.

لكِن، ألاَ توجَد حالةٌ خاصةٌ في كلِ شيء؟.

ألا يمكِن أن تتواجدَ حالةٌ حيثُ لا يمكن للساحرِ حتى ولو كانَ حاكماّ أن يستشعرَ الهالةِ التي تكونُ منبعثَة مِن من هوَ تحتَ تأثيرِ تعويذَة ما؟.

صحيحّ أنّ هذا كانَ مجردَ إستنتاجٍ مني، لكن ماحدث قبلَ قدومِي هنا، بدا لي حقيقياً لذلكَ الحد الذِي جعل مني أحاولُ البحثَ عن أي إحتمالٍ غير أن ما أظنُ أنني علمته كانَ من وحي خيالِي.

لأنّه وخلالَ تلكَ اللحظَة بدا لي وكأنّه حقيقي، وكأنَّ ذلكَ الحديثَ حقاً إنتقلَ ومر بداخلِ عقلي جاعلاً منهُ غير قادرٍ عن التوقف عن تكرارهِ في كل مرّة.

لذلكَ أبعدتُ كاملَ ترددِي حينَ رميتُ بسؤالِي نحوها، راغبَة في معرفَة الإجابة علَّ كل شيءٍ يتوضح لي، وينقشعَ ذلكَ الضبابُ الذي يحيطُ بي.

«هل هناكَ إحتماليَةُ أن لا تتمكنِي من إستشعارِ الهالة الصادرَة من شخصٍ تحت تأثيرِ تعويذَةٍ حتى وأنتِ حاكمَة؟».

هيَ حافظَت على صمتهَا بعدَ حديثِي.

لم تقُم بتأكيدِه ولكنّها كذلكَ لم تقم بنفيِه.. هَل أعتبرُ الإجابَة هي نعم؟.

لَم أكَد أتحدَث مجدداً حتَى رأيتها تتحركُ من مكانهَا تعودُ لتجلسَ في ذاتِ مكانها السابقِ، «ما الذِي يجعلكِ تتحدثينَ بخصوصِ هذا فجأَة تيانا؟».

«لستُ متأكدَة من الأمرِ، لكِن هناكَ شيءٌ غريب حدَث معي ولم أستطِع التوقف عن التفكيرِ به طوال الوقتِ منذُ وقوعِه.. ومن شدّة تفكيري توصلتُ لذلكَ الإستنتاج، هل أعتبرُ إجابتكِ أجل؟»، هذهِ المرّة أجبتها مباشرَة دونَ أن يظهرَ أي ترددٍ من حولِي، ثم وقبل أن أستمعَ إلى جوابها تقدمتُ بخطواتِي لأجلس بأول كرسيٍ قابلني حيثُ كنت مقابلةً لها وما يفصلنَا كان مكتبها.