٨ | بدَاية إكتشافِ العالمِ الجديد.

7.6K 442 63
                                    

مر أسبُوع كاملٌ وأنَا على نفسِ الحالَة، أبقَى في تلكَ الغرفة دونَ حراك، أرفضُ التحَدث مع أيٍ كان، وهُم لا يتوقفُون عن القدُوم محاولين التحَدث معِي.

لكنّني لم أستطِع البقاء وحدِي ولم يعُم الهدُوء في هذه الغرفَة طوال الأسٔبوع.

الخادماتُ لم تتوقفنَ عن الذهابِ والعودَة كل فترةٍ وأخرى، قائلاتٍ أنّ الآلفا أمرهنّ بإحضارِ المستسلزماتِ الازمَة لي، ملابس وأشياء أخرَى.

يبدو أنني سأطيلُ بالبقاءَ هنا حقاً.

أنا لم أستطِع منعهن من أخذِ راحتهن بالغرفَة والفضل يعودُ لشخصٍ ما كسر قفل بابِي.. وتركه علَى حاله.

قال أنَّه لن يقومَ بإصلاحِه حتى أعود لعقلي واتوقف عن 'الأفعال الصبيانيَة' حسب قوله، يقصد رفضِي تبادل الأحاديثِ مع الجميع.

خاصة عائلتي.

لكن ما شأنهُ هو؟.. يتدخل بأمورٍ لا تخصه.

أعلم أنّ والدتي وخلالَ الأيام السَابقَة كانَت تأتي لغرفتي ليلاً حين أنام وتجلِس قربي دونَ قول شيء.. ثم بعدَ فترة تغادر.. أنا كنت أمثلُ النومَ حتى لا أفتح حديثاً معها.

أما هو!.. فلم يتوقف عن القدومِ هنا طوال الأسبوعِ السابق.. قائلا أنه يتأكدُ من تنوالي لطعامِي فحسب..

هل يقوم بمراقبتي، أأنَا بالحضانَة ليفعل؟.

كما أنني لم أكن سأُضربُ عن الأكل لأسبوع كامل، هناكَ أشياء أريدُ معرفتها ولن أقتل نفسي بسبب الجوع قبلَ ذلك.

هو مزعج.

بخصوص تلكَ المذكرة فأنا لم أجد وقتا كبيراً لها.. الإزعاج المتواصل طوال الوقت منعنِي من إلقاء نظرة أخرى مطولةٍ عليها.. كل ما قرأته صفحتان ولم يكن بهمَا شيء مهم.

طوالَ هذا الأسبوع وقبل خلوِدي للنوم، أرى مشهَد إمساكه لِي من خصرِي و شبه إنعدام المسَافة بيننَا في ذلكَ اليوم يتكَرر في عقلِي، وأشعُر بالخجَل بنفس الحد كأنّه حدثَ مجدداً.

ليس وكأَني اريد التفكِير به ولكنّني أتذكر عينَاه التي لن اخطئَ بهما، ولا أستطِيع التوقف عن التفكِير في السبَب الذي سيجعلنِي أحلم بهمَا وأنا لم أراه من قبل، أو بالأحرَى رأيتُه ربمَا، ولكن لا أتذَكر ذلكَ بتاتاً.

مرَ الوقت وأخيراً انتهَت الخادِمات من عملهِن، قالَت إحداهنّ أنَهن أنهين كُل شيء، شكرتُها بخفوت لتستدِير مغادرة الغرفَة.

كنتُ سأزفر براحَة أخيراً، لكنّني سمعتُ صوتَ خطواتٍ داخل الغرفَة -بينما أقف في الشرفَة اتأمَل الحديقَة التي لم أخرُج إليها منذ قدُومي-.

من قَد يأتِي الآن؟، شعرتُ بالملَل مكانَهم، كما أنّه ليس وقتَ الطعام حتى يأتِي كريس -الذِي اعتدتُ قدومَه رغم انزعَاجي منهُ- رفقة خادمَة تحمِل صينيَة ليجلسَ أمامي كمربيتِي.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن