في أولى خطوات رحلتهم، انطلق إيثان ودين وبوبي في رحلة البحث عن بوابة الجحيم. كانت الشوارع معبأة بالظلام، وكل زاوية كانت تخفي أسرار الليل. كان القمر يلقي ضوءه الخافت على وجوههم المحاطة بالتوتر.
"أين نبدأ؟" سأل بوبي بتساؤل، وجهه يعبس في محاولة لفهم الخطة.
"علينا أن نتبع الشياطين، قد تكون لديهم أفكار حول موقع البوابة." أجاب دين بصوت هادئ، وكأن الليل يترجم أفكاره إلى أفعال.
اتجهوا نحو أحياء المدينة، حيث كانت الشوارع خالية تقريبًا. في لحظة مظلمة، شعر إيثان بوجود شيء يراقبهم. كانت أصوات الليل الصامتة تُركز انتباههم على أي حركة غير عادية.
في زاوية الشارع، ظهرت ظلالٌ غامضة. أشكال مظلمة تندلع من الظلام، وعيون حمراء تتلألأ كالفحم في الظلام. لم يكونوا وحدهم في رحلتهم؛ الشياطين كانت تراقبهم، تنتظر اللحظة المناسبة للهجوم.
"استعدوا،" همس إيثان بحذر، واللحظة التي يختبئ فيها الخطر قد حلَّت.
بدأت الشياطين في الظهور من الظلام، أشكالها تتشكل تدريجيًا. كانت همساتها الظلامية تتسلل إلى آذانهم، تحذرهم من المعركة القادمة.
بينما تزايد التوتر، انطلقت الشياطين نحوهم بسرعة مخيفة. بدأت المعركة المظلمة تتكشف في ضوء القمر، حيث ارتفعت صرخات القتال والنداءات الشجاعة في الليل الساحر.
وسط الظلام، كان إيثان ودين وبوبي يواجهون الشياطين بقوة وتحدٍ. كانت تلك المعركة أولى خطوات رحلتهم المظلمة نحو إعادة السلام إلى عالمهم المضطرب.
في لحظة الصراع المريرة، ارتفعت صرخة قهر من صدر إيثان بينما تجاوزت جرحه البالغ. أخذت دماءه تتساقط على الأرض الباردة، ووجهه يعبس من شدة الألم.
دين، مشدوهًا برؤية شقيقه يعاني، شعر بالغضب المتصاعد داخله. بدأت الظلمات تتجمع حوله، وعينيه أضاءت بلون أحمر غاضب. في هذه اللحظة الحاسمة، غيّرت طبيعته بشكل مرعب.
تحول دين إلى وحش، شكله شيطاني يتسم بالقوة والوحشية. مخالب حادة نشرت من يديه، وفمه امتلأ بأنياب حادة كسيوف، جاهزة للانقضاض على أعدائه.
بينما كانت الشياطين تحاول الهجوم على إيثان، دخل دين في نزوة دموية. انطلق بسرعة فائقة، ينقض على الشياطين بوحشية لا تُصدق. كل هجوم كان كفيلًا بتمزيق وتحطيم الظلمات.
سالت الدماء بلا رحمة، وأصوات النزال الوحشي امتلأت الليل المظلم. دين، الذي صار وحشًا منفصلًا عن الإنسان الذي كان، اندفع إلى الهاوية المظلمة بداخله، مفترسًا كل آثار الشر بلا رحمة.
إيثان، رغم الجرح البالغ، شاهد هذا الانقلاب الرهيب. تخلص من حالة الصدمة، حاول الوقوف بين هذا الوحش المتصاعد والشياطين الباحثة عن الفرصة المثلى للهجوم.
لكن القوة الوحشية لدين كانت لا تقهر. اندلع في مجزرة دموية، حيث لم يترك أي أثر للشياطين العدوانية. دين، أو الوحش الذي أصبح، كان يسير في مهاجمة لا تعرف الرحمة.
وفي تلك اللحظة المروعة، بدأت الظلمة تتبدد تدريجيًا. الوحش الذي كان يتحكم في دين، بدأ يتلاشى، والإنسان دين يعود تدريجيا إلى وعيه.
في سكون الليل، ألقى دين نظرة حزينة على أثر الدمار الذي خلفه، ووجهه مليء بالحزن والندم. إيثان، على الأرض وسط آثار المعركة، نظر إلى دين بعيون شاكرة وممتنة، حيث أنقذه الأخ الذي أصبح وحشًا من نفسه.
في هذا السياق المأساوي، توقفت أصداء المعركة، وبدأت الهدوء تعود تدريجيًا إلى المكان الذي شهد الوحشية الفاحشة. إيثان وبوبي نظروا إلى دين بدهشة ورعب، لا يدركون ما حدث بالضبط.
"دين، ماذا حدث؟" سأل إيثان بصوت يرتجف، عيونه تبحث في عيون دين بحثًا عن تفسير.
دين أخذ نفسًا عميقًا، يحاول تجاوز الوحشية التي اجتاحته. "هذا هو هيرمانوكس... الشيطان الذي يعيش داخلي. لقد فقدت السيطرة، وتحولت إلى وحش."
بوبي قال بتعجب، "هيرمانوكس؟ كيف حدث هذا؟"
دين أومأ برأسه، "كانت معركة ضارية، وفي لحظة من الضعف، استغل هيرمانوكس فرصته. لا يمكنني تفسيره بشكل دقيق، ولكن الآن يجب أن نجد بوابة الجحيم."
إيثان وبوبي تبادلا نظرات قلقة، وكان الصبي الصغير يتأمل بتساؤل. دين أضاف، "علينا الآن البحث عن البوابة لإيقاف هذا الشر وإعادتي إلى حالتي الطبيعية."
وفي تلك اللحظة، عاد الشيطان هيرمانوكس إلى السيطرة الداخلية، وكأنه يتربص في زوايا عقل دين. نظر إليهم بنظرة تجمع بين الاستهزاء والتحدي. "البوابة ليست بعيدة، ولكنكم ستواجهون المزيد من التحديات قبل الوصول إليها."
دين أغلق عينيه بقوة، يحاول استعادة السيطرة. "سنجدها، وسنغلقها. لا يمكن للشياطين الفوز."
هكذا، بين الظلمة والأمل، بدأوا رحلتهم نحو البحث عن بوابة الجحيم، في مواجهة تحديات لا تعد ولا تحصى، ومع شيطان داخلي يتربص بكل خطوة يخطوها دين، محاولًا تحديدهم واختبار قوتهم وعزيمتهم.
أنت تقرأ
الصياد/ The Hunter
Fantezieعندما يُعبث بكتاب غامض يكشف عن أسرار عالم سفلي، ينقلب عالمه رأسًا على عقب. حينما يعلم أنه فتح بوابة لكائنات لا تُصدق، تسلك طريقها إلى أرض الواقع قادمة من العالم السفلي. فهل سيتمكن من تدارك الأمر و إعادتها إلى العالم السفلي؟ أم هل ستكون نهايته محطمة...