كانت شيرين تمشي جيئة وذهابا وهي في قمة الغضب بينما البنات ينظرن اليها في توجس وقلق
لتتحدث اماليا بنفاذ صبر : ممكن تقعدي بقا خيلتيني
التفتت اليها شيرين بشراسة وهي تهتف حانقه بعينان تلمعان : انتي مش شايفه وضعنا بقا عامل ازاي يا ست هانم احنا في آخر العالم منعرفش اي اخبار عن القصر او عن اللي في القصر ولا ادهم ولا سليم وانتي بمنتهي البرود بتقولي اهدي
حركت اماليا رأسها شاعرة باليأس وهو ترد علي شيرين : مقولتش اهدي بقولك أقعدي علشان نقدر نفكر
وادهم اكيد بخير لو ده اللي هيهديكي
نظرت لها شيرين قائلة بشراسة : مش ادهم بس اللي يهمني وسليم اخويا كمان
لتتأفف اماليا مخرجه الهواء الغاضب لعلها تهدأ ثم تتابع بهدوء : شيرين ممكن تركني كرهك ليا علي جنب وانا اوعدك انسي خلافتنا مؤقتا محتاجين كل مجهودنا نفكر ازاي نقدر ننهي اللي بدأناه
نظرت فرح الي شيرين بحنق وهي تقول بدون تفكير ت : أماليا معاها حق يا شيرين ممكن تنسي انك متجوزة جوزها مؤقتا
شهقة عالية صدرت عن رحيل التي تنظر الي اماليا وشيرين باعين متسعة لتغمض اماليا عيناها بقوة وهم ينظروا جميعا بغيظ الي فرح
لتقول شيرين هامسة بغيظ : غبية
لتقول فرح بحاجبان معقودان وابتسامة غير مرئية : في ايه بتبصوا لي كدة ليه هو أنا قولت حاجه غلط
لتجد رحيل نفسها تبتسم ابتسامة عريضه وهي ترد علي فرح قائلة : أبدا انتي مقولتيش حاجه انتي بس رميتي قنبلة هتنفجر دلوقتي
لتقول شيرين وقد خمد غضبها قليلا : فرح محتاجة عقل علشان تعرف تفكر قبل ماتتكلم
لم تستطيع نانسي تحمل ذلك الضغط اكثر من ذلك وقلقها علي محمود وشوقها له لتنفجر باكية وهي تدفن وجهها بين كفيها لتجد شيرين نفسها تقترب منها ولأول مرة تضمها اليها وهي تربت علي شعرها بقلق هامسة : متقلقيش يا نانسي هنرجع القصر وكل حاجه هترجع زي الاول وأحسن
نانسي وهي تزداد تشبثها بها غير قادرة علي إيقاف عاصفة البكاء التي اصابتها : خايفة اوي يا شيرين علي محمود معرفش اي حاجه عنه اكيد بيدور عليا ومش عارف يوصل لي او ممكن يكونوا بيحاربوا الملك في اللحظة دي لتضع يدها علي فمها تمنع شهقاتها لتتابع أنا قلبي بيوجعني اوي خايفه يحصله حاجه من غير ما اشوفه
استمرّت شيرين تمسح علي شعرها بنعومة وهي تهمس لاول مرة برقة : أنا متاكدة انه بخير وهيجيلك وتتجوزوا ونعملك احلي فرح في الدنيا
شهقت فرح شهقة ناعمة لفتت انتباه شيرين التي نظرت لها ولفمها المفتوح والزهول علي وجهها شيرين بتأفف : في ايه بتبصيلي كده ليه
فرح وهي تنظر الي اماليا التي لاتقل عنها زهول قائلة : هو انتي شايفه اللي أنا شايفاه
لتومئ لها اماليا بصمت
نفثت شيرين هواء ساخنا من شفتيها من شدة غضبها لتقول : اسمعوا بقي الوضع فعلا مش متحمل لازم نقف مع بعض ونكون فريق واحد حتي لو الفريق ده هيجمعني أنا واماليا
لتهمس رحيل القريبة من اماليا : هي مش بتكمل حاجه حلوة لاخر كنت هبدأ اقلق انها مش طبيعية
كتمت اماليا ضحكتها لتختفي في نفس الثانية وهي تسمع شيرين تتابع : ولحد ما نشوف ادهم هيختار مين فينا
لتخرجً اماليا عن صمتها وهي تقول بحزم : أنا مش بدله هيختار اللون اللي عجبه او المقاس المظبوط عليه بعد ما كل الأمور تنتهي أنا هطلب الطلاق وزي ما قولتلك قبل كده حلال عليكي من يوم ما اتجوزك عليا وادهم هيبقي خارج حساباتي
أنا هكمل مسيرة بابا اللي بدأها من سنين
لتقول شيرين بهدوء حزين بالرغم من تمزق قلبها لانها تعلم انه يحبها هي : وانا موافقه لو اختارني هكمل معاه لانه حقي من الاول وانا هنا علشان دي تكون آخر فرصه ليا ولحد ما ده يحصل أنا مجبرة أتحمل وجودي معاكي لتمد شيرين يدها بالسلام لاماليا التي نظرت لها بابتسامة هادئة وهي تصافحها
أنت تقرأ
حفيدة الملك (آماليا)
Romanceعلمت من النظرة الاولي لها أنها ستكون ملكتي وملكة قلبي تلك الواقفة بخوف لا تنطق بحرف ولا تلقي السلام علي احد تختبئ خلف والدتها تمسك ذيل الفستان بأصابع صغيرة ترتعش بسبب صراخ جدي الجالس امامهم تظن انه لن يراها وقد بدأ قلبي يدق من تلك اللحظة اتت...