فتح باب القلعة المهجورة الموجوده بمنطقه بعيدة عن البشر علي اطراف المدينة ذلك المكان المظلم الذي يغطيه الصمت وبعض اصوات الرياح الباردة
دخل ذلك الرجل العجوز مكرمش الوجه مع بعض الحرس يضربوه بعنف ليركع امام الملك الذي يجلس امامه بجبروت وقسوة في عيناه مظهرا عن حقيقته البشعة
اغلق الحراس باب القلعة خلفه لتهتز جدران القلعة مرسلة رعشة مرعبة بداخله
صوت الملك القاسي هو من قطع الصمت : هتعترف علي كل واحد في الحارة دي انه متورط في احداث الشغب اللي حصلت وانهم بيدبروا لعملية جديدة لاغتيالي
الرجل العجوز : لكن جلالتك الكلام ده مش حقيقي اهل الحارة دائما كانوا في حالهم كل اللي كانوا يتمنوه انهم يعيشوا في سلام اقول حاجه مش حقيقية انا شيخ كبير الحارة بقالي سنين كتير مر عليا اشكال والوان من البشر وكلهم عارفين اني في حالي بشغل مطعمي وعايش علي قدي افتري ياعالم
الملك وهو يشير لحراسه ليقوموا بضرب ذلك الرجل العجوز بوحشية وقع علي الارض فاقد للامل والحياة مات ظلما علي يد الاكثر ظلما
لينادي الملك بصوت عالي : شكري
اتي شكري ذلك الظابط سيئ السمعة سيرته معروفه في الشرطه انه انسان وحشي يتلذذ وهو يعذب المساجين بطريقه غير ادمية منافق ليس له ذمة يقف بجانب الاقوي ليبقي الاقوي ومصلحته مع من يدفع له يقوم ببعض الاعمال القذرة في الخفاء في صمت تام وهذا عز الطلب الذراع الخفية للملك يستغله في الفساد الذي يقوم به في الخفاء
شكري بابتسامة مقرفة تسير الاشمئزاز عند البعض : تحت امر جلالتك
الراجل ده يترمي من فوق القلعة وتبلغوا اهله انه مرمي في السجن ومات لوحده وهما مش هيسألوا عن جثته
العملية التانيه وفتح عنيك كويس اوي : انا متاكد ان الحارة دي هي المكان اللي المجرمين دول بيعملوا فيه خطط لاغتيالي هتروح لكل بيت من الحارة هتقبض علي راجل واحد من كل بيت ولو في بيت مفيهوش راجل يبقي تاخد مكانه واحدة ست وتجيبهم هنا في القلعة نعذبهم بطريقتنا
شكري بتساؤل : وافرض جلالتك انهم بعد ما يخرجوا بلغوا عن طريقته التعذيب والشرطة عرفت انا كده هترفد من شغلي لان الاساليب اللي بنتبعها هنا مرفوضه تماما
الملك بغموض وحشي : مين قال انهم هيخرجوا منها
شكري بابتسامة خبيثه : يعني اثبت انهم متورطين في محاولة اغتيال جلالتك ونعدمهم
أومأ الملك بابتسامة خبيثه شريره مظهر عن حقيقتة الشيطانيه وبجانبه شيطان الانس شكري الذي يتلذذ بتعذيب الابرياءفي القصر
شعرت بلكمة في صدرها حينما اخبرها جدها في الصباح ان محمود تقدم لها وعلمت ايضا انهم قاموا بتحديد الخطبة بعد اسبوع لم تكن تتوقع ان يكون شخص ملتوي خبيث هكذا
ارتدت ملابس رقيقه حافظت علي مظهرها الجميل وبنفس الوقت راعت ان تكون ملابس محتشمة لقد تغيرت حقا لم تعد تريد ان تكون نانسي التي تهتم بالمظهر فقط عليها ان تبرز جمال روحها الخفي اولا
وصلت اللي النادي واقفه تتطلع علي الاماكن الذي يتواجد بها لتلمح اصدقائها جالسين في نفس المكان لتبتسم بسخرية وهي تراهم من بعيد مجموعه من المدللين المنافقين لم يسألوا عن غيابها ولم يهتموا
كان معه حق عندما اخبرها انها تافهه كانت سعيدة بتجمعهم حولها وعندما غابت لم يهتموا من الاساس بالسؤال عنها
رجعت فجأة للخلف اصطدمت بريهام التي اوقعت القهوة مره اخري لتتناثر علي قدمها
لمحت الرعب في اعين ريهام وهي تحضر المناديل وتعتذر لها هل حقا كانت انسانه بشعه لتلك الدرجه لتثير الرعب بقلب انسانه ذنبها الوحيد انها ولدت وفقيرة لتتحمل هذا الكم من الضغط مقابل مبلغ من المال
امسكت نانسي يد ريهام توقفها
ريهام بخوف : والله ما شوفتك يا نانسي هانم ارجوكي انا محتاجه الشغل ده
نانسي بصوت عادي : انتي لازم تمشي من المكان ده ياريهام مش شبهك
ريهام ببكاء : لا ارجوكي انا محتاجه الشغل ده امي واخواتي البنات مالهمش حد غيري
نانسي برأفه لحالها : ايه رايك تيجي تشتغلي معايا في مشروعي الجديد
ريهام بعدم تصديق : انا يا هانم
ابتسمت نانسي وهي تخبرها بمزاح : هو انا كنت بخوف اوي كده
ريهام بمودة ونبرة صادقة ظهرت عليها : عمري ماشوفتك مرعبة حتي وانتي بتغضبي وتثوري كنتي هانم رقيقة ومش شبه اصحابك بصراحة
ضحكت نانسي لتسالها : انتي بتدرسي يا ريهام
ريهام بفخر : طبعا يا هانم درست تجارة و كان نفسي اكون محاسبه قد الدنيا واجوز اخواتي بس اي شغل وخلاص المهم اقدر اكفي مصاريف اخواتي وامي اخر الشهر
نانسي برقة : انتي تسيبي شغلك ده وهتيجي تشتغلي معايا في مشروع الازياء اللي بجهزله انا محتجالك معايا وعاوزه بنات كمان يكونوا شبهك كده عندكم رضي وقناعه وقريبين من الناس علشان نقدر ننجح وندخل في قلب كل بيت بسيط
ريهام بسعادة : عندي طبعا بنات جيراننا من نفس الحارة والله ميختلفوش عني ياهانم انا مش مصدقة نفسي بجد
نانسي برقة : هنتظركم بكره في العنوان ده لتكتبه لها في ورقه الطلبات
اقتربت منها ريهام وهي تهمس لها : انا كمان هرد لك الجميل محمود بيه واقف وراكي من اول كلام بينا وشاور لي اني متكلمش او ابين انه وراكي انا اسفه بجد سامحيني
أومأت لها نانسي بهدوء لتقول لها : روحي انتي يا ريهام ومتنسيش ميعادنا بكره الساعه ٣
رحلت ريهام بينما وقفت نانسي تستنشق بعض الهواء ومازالت تعطيه ظهرها
محمود بهمس : انا واقف من بدري اوي علي فكرة
استدارت له بهدوء عيناه المشتاقه ظلت تتابعها ظاهرة الحب فيها بوضوح والندم ايضا لمح بها شئ غريب ربما مظهرها البسيط والغير مكلف علي الرغم من حفاظها علي جمالها وانوثتها الطاغية
ذهبت لتجلس علي تلك الطاولة بجانبها بنفس الهدوء دون ان تنطق بشئ علي الرغم من ان هذا الهدوء يقلقه الا انه تجاهل الامر كانت اول من تحدثت : انا مش موافقه علي ارتباطي بيك يامحمود وبكل هدوء ترجع في كلامك ووفر عليا مناهدة وجدال مالوش لازمة
كان يستمع لها بتركيز حتي انتهت : خلصتي
رجع بظهره للخلف يرفع يده يشير لريهام حتي اتت : هاتيلي قهوة يا ريهام لو سمحت وهاتي عصير ليمون لنانسي
غضبت نانسي من بروده لتهتف به : انا مش عاوزه اشرب حاجه
تجاهلها محمود و بنفس البرود : يلا ياريهام روحي هاتي اللي قولتلك عليه
رحلت بحرج من امامهم
محمود ببرود : انا مش عيل صغير علشان ارجع في كلامي انا هتمم الخطوبة
ضربت بقوة علي الطاولة وقد فقدت اعصابها وكان هذا ما اراده ان تتخلي عن البرود وتغضب لتخرج مافي قلبها : ايه لاقيت الطريق مسدود مع فرح قولت يبقي نانسي انت شخص كذاب
محمود بغضب : انا مش كذاب انا عمري مافكرت في فرح اصلا ده كان سوء تفاهم الملك هو اللي قرر انها تكون فرح في اجتماع للمشروع الجديد اللي بين والدي وجدك ووقتها بابا وافق لانه ميعرفش بعلاقتي بيكي واني بحبك انتي
صمتت قليلا تستوعب حديثه ثم تحدثت بسخرية : كل ما اقول اني فهمتك ارجع اكتشف ان فهمي بطئ
انت شخص مؤذي يامحمود كنت في وشي بتضحك وانت مداري كلام مينفعش تداريه
كنت بتقرب لكن واخد احتياطات للبعد في اي لحظة
شوفت الوحش اللي فيا وتعاملت معايا علي الاساس ده ونكرت الحلو اللي كان ممكن يخرج معاك
مش ذنبي اني كبرت علي نظام وبرتوكول معين ام بتشجع علي الانانية اخ مشغول عني واخت مش مهتمة بيا مفيش حد وقف معايا يوجهني للصح لاقيت نفسي بدفع تمن ماليش ذنب فيه اني اتولدت وسط القصور وتعاملت مع اصحاب السلطة وانا مش هعرف اغير طريقتي ولا اسلوبي ده
وارد اغضب واثور واكون عصبية مشاعر طبيعية احيانا هكون تافهه وارد اي حاجه تحصل مني غلط انا مش ملاك
انا من بعد اخر مرة اتكلمت معاك فيها قررت اشوف نفسي واعمل بنصيحتك كلامك ليا خلاني افكر انا موهوبه في ايه لاقيت اني بحب الموضة والازياء قررت اعمل مشروع بسيط لاقيت نفسي فيه هو اني ادمج الملابس الغالية بتكلفه قليلة احولها لملابس للطبقات المتوسطة وعامة الشعب
في احتمال اني افشل وارجع نانسي الشريرة معرفش أنا هكون ايه
علشان كده انا النهاردة بكلمك وانا واخدة قرار اني هنساك ومش هفتكرك تاني انت مش شبهي ومش هوقف حياتي عليك بالعكس هحب جديد انت كنت وقت وضاع من عمري سيبني الحق السنين الجاية انا اتعلمت من اخطائي هقفل بابك وهلاقي بعدها ١٠٠ باب مفتوح
اخذت حقيبتها ولم تنتظر ان تسمعه لتقوم من امامه ولكن قبضته كانت اسرع منها وهو يسحبها لمقعدها مرة اخري تجاهل تألمها وهو يقول بشراسة وتملك : انتي عرفتي محمود اللي كان بيجاريكي في افعالك ويوافقك علي كل حاجه متهورة بس لان كانت نيتي اخدعك فعلا واوصل لجدك لكن اللي قدامك ده مش هيسيبك لحظه واحدة ولا هيسمحلك تكرري الجنان اللي قولتيه ده ويوم ماتفكري في حد تاني هكون قاتله
انتي عرفتيني وانا بحاول اخدعك يبقي تعرفيني وانا بحبك
نانسي وهي تسحب يدها بقوة من يده : انت مجنون ازاي عاوزني ارتبط بشخص فوضوي عاوز يقلب الدنيا بالخراب والقتل والاغتيال
هتف بقوة : انا مش فوضوي انا انسان بيدور علي كرامة لشعب بسيط من حقه يعيش في عدل انا رافض الظلم والاستعباد وانتي اجباري هتكوني معايا وفي ظهري تسانديني وتحبيني وتشاركيني كل المواقف والازمات لاني مش هتخلي عنك انتي الوحيده اللي سلمتها قلبي ومش عاوز ارجعه افهمي بقا انا بحبك
أنت تقرأ
حفيدة الملك (آماليا)
Romanceعلمت من النظرة الاولي لها أنها ستكون ملكتي وملكة قلبي تلك الواقفة بخوف لا تنطق بحرف ولا تلقي السلام علي احد تختبئ خلف والدتها تمسك ذيل الفستان بأصابع صغيرة ترتعش بسبب صراخ جدي الجالس امامهم تظن انه لن يراها وقد بدأ قلبي يدق من تلك اللحظة اتت...