استيقظت من نومها لتقوم وتتجه الي شرفتها لتفتح بابيها علي مصرعيهم لتشرق الشمس وقد القت بأشعتها علي خصلاتها الذهبيه التي تتطاير مع نسمات الجو لتشعر بلسعة البرودة الخفيفة بينما هو فقد كان يستلقي علي ظهره يتأملها لا يشبع من النظر الي جمالها الغاضب فهي تبتعد عنه. منذ فتره ترفض لمساته لها تتحجج بالنوم اغلب الوقت في غرفة أبناءه ريان ورويد ولكنه لايهتم بغضبها ليدخل الي حجرتهم بعد ان يذهبوا في النوم ليحملها ويعيدها الي فراشها لتستيقظ بغضب اكثر لا يعلم أسبابه
اماليا بهتاف عالي : أنا بجد مش مصدقة يا ادهم رحيل توصل امبارح وانت تقولي دلوقتي
أستمر ادهم ينظر الي تلك الطفلة الغاضبة ليرفع حاجبه مع زاوية فمه وهو يتسائل بصوت ساخر : اقولك امتي وانتي كنتي نايمه من بدري
ليكمل بمغزي : ولا انتي كنتي بتمثلي انك نايمة
ارتبكت اماليا وهي تقول بنفي : لا طبعا همثل ليه وهي تكمل بصوت حانق أنا هلبس وانزل اشوف رحيل وانت روح شغلك ولو رجعت في الشغل لاقيتني نايمه مع ريان ورويد ياريت تسيبني معاهم
ليومئ ادهم بغرور وهو يقوم متجه للحمام : اعملي اللي يريحك يا اماليا
ودون مقدمات ارتفع صوتها المخنوق : هعمل اللي يريحني يا ادهم هو اني هبعد عنك أصلا
ظل صامت يحاول استيعاب ما سمعه ليقول اخيرا : ممكن تفسري لي تصرفاتك دي
أماليا بصوت غاضب : معنديش اي تفسير هو أنا عاوزه اكون بعيده عنك وخلاص لتتركه وتخرج من جناحه
نزلت الي ألأسفل لتقابلها رحيل بابتسامه واسعه وعناق : كل ده نوم يا كسلانه
ابتسمت اماليا وهي تبادلها العناق وتنحني تقبل ادهم الصغير بشوق كبير
لتجلس بجانب رحيل التي همست لها : سمعت ان شيرين رجعت القصر
أومأت اماليا وكأن بجملة رحيل تلك فتحت باب العذاب التي حاولت اماليا ان تغلقه
لمحت رحيل الدموع في عين آماليا لتقول بتفهم : أنا عارفه انك بتحبيها ومقدرة مشاعرك يا اماليا لكن رجوعها كان هيحصل كدة كده
اماليا بحزن : أنا مش بكره شيرين بالعكس لما كنت في باريس كنا بنتعامل بشكل طبيعي جدا لكن نظراتها لادهم لما بيكون موجود لسه متغيرتش يا رحيل مش قادره اتخيل انهم يتعاملوا مع بعض تاني ويكون في بينهم شغل وصفقات دي كانت مراته حتي لو صوري بس كانت متجوزاه وانا اخدت اجازه مؤقته أتفرغ لريان ورويد بغير اوي عليه أنا واثقه في ادهم انه بيحبني لكن غصب عني مشاعر الغيره بتاكل في قلبي هو لو مكاني مستحيل يوافق انه يجمعني مع شخص كان حبيبي ده شادي مستحيل يقرب من مكان أنا موجوده فيه بأمر من ادهم
رحيل بهدوء : لازم تكوني اعقل اكتر من كده
اماليا بحزن : انا طول عمري اعقل من كده وتصرفاتي كانت آهدي أنا الفترة دي مش عارفه مالي مضايقه دايما وعاوزه اكون بعيده عن ادهم
تخيلي المغرور قالي اعملي اللي يريحك تخيلي
ضحكت رحيل وهي تقول باعين متسعه : أوعي تكوني
أماليا ببكاء : منها لله فرح هي السبب هرمونات الحمل عندها انتقلت لعندي
شهقت رحيل وهي تضع يدها علي فمها : انتي حامل
اماليا بصوت خافت : هش هش وطي صوتك مش عاوزه اقول
رحيل بابتسامه : مش هتخبي كتير هرمونات الحمل هتكشفك
ليصمتوا بعدما رأوا قدوم فرح ونانسي وشيرين
بعد ان رحبوا برحيل جلسوا معا
فرح بتساؤل : جهزتي كل الفساتين
لترد نانسي بحماس : كل شئ جاهز والحفلة التنكري هتكون في آخر الاسبوع
اماليا بدهشه : تنكريه انا كنت فاكره انها حفلة عادية
نانسي بابتسامه وهي تنظر لهم : هي دي المفاجأه هتكون تنكريه وفي مفاجأة احلي
رحيل بفضول : انطقي بقا
نانسي بحماس : انا مصممة لكل واحدة فيكوا شخصية تلبسها في الحفل
ماعدا شخصية واحدة بس كلها اسود في اسود هتكون لأختي الشريرة
نظرت شيرين لها بغيظ
لتضحك البنات عليها
لتقول فرح : أنا كمان عندي فكره ايه رأيكم بدل ما تكون الحفلة في القصر تكون في الحديقه الخلفيه أوسع وأكبر والجو حلو جدا
اماليا بتفكير : لكنها مهجورة من سنين بس أنا عجبتني الفكره يا فرح احنا ممكن نستغل المساحة دي احنا نروح نشوفها يلا بينا
خرجوا الي الحديقه الكبيرة
رحيل : دي فعلا مهجورة ومفيش اي حد مهتم بيها
شيرين بسخرية : يا رحيل يا حبيبتي احنا كنا أسرة مش بتهتم ببعضها هنهتم بالحديقة
اماليا بابتسامة : يلا يابنات مع بعض هتكون اجمل حديقة
وبالفعل تحركت البنات بسعادة وحماس يحاولون ترتيب الأشياء في مكانها
كان اليوم مشمس دافئ في ذلك اليوم اصبحت الاجواء رائعه بعدما قرر سالم ان يكون تناول الفطور لاول مره في الحديقه جهزوا الخدم الطاولة الكبيرة في منتصف الحديقة لتتجمع الاسرة وسالم السعيد بالتعرف علي الشيخ حمدان الذي انضم لهم وسط سعادة الجميع بوجودهم
خرج غيث مع ادهم وسليم ومحمود الذين تفاجؤوا بعودة الحديقه الي الحياة بعد ان كانت مهجورة ذابله
كانت المشاعر الصادقه السعيده فقط هي السائده بدت الاجواء جميله
كانت اماليا تقف بين الزهور تبدو كزهرة متفتحة في الربيع المشرق وسط باقي الأزهار بثوبها الازرق الفضفاض تقف مع البنات يحاولون زراعة انواع جديدة من الورود مغمضة عيناها مبتسمة تلك الابتسامة التي تبدو في رقة وجمال الزهور
غافلة عن نظرات ذلك الذي يتطلع لها يستنشق رائحتها التي وصلت له
ليستدير سليم اليه مبتسما وهو يرجع ظهره للخلف ليتابع نظراته الي حبيبته المجنونة التي تتمايل بنعومة : اختك ناويه تجنني في يوم من الايام
ابتسم ادهم علي كلماته
ليلتفت الي غيث يقول له : خطوة زكية منك انك تقرر توسع اعمالك هنا وتشاركني في الصفقة الجديدة
غيث بابتسامة : مش هلاقي افضل من مجموعة السيوفي أشاركها براند عالمي
محمود : العقود جاهزة لو حابب تغير اي بند في العقد تمام ولو عاوز المهندس يكون من عندك بردو حاجه بسيطة
غيث باعتراض : بالعكس أنا قريت العقود وكل شئ تمام وسمعت عن مهندس محترف جدا اسمه شادي السيوفي يشرفني انه يكون المسؤل عن الالات
ابتسم شادي بهدوء اصبح مصاحب له مؤخراً بعدما عاد للقصر بعد محاولات مع جهاد لتقابله بالرفض : وانا كمان يشرفني يا غيث
سليم بابتسامة : وطبعا دخولك مع ادهم في الصفقه الجديده هيخفف عني حمل كبير في الشركة علشان اقدر أتفرغ لمراتي علاقتي بتنهار بسبب شغل ادهم اللي مش بيخلص
ضحك غيث وهو يقول : أنا مش مطول كتير هنا
سليم برفض : لا طبعا انت معانا لفترة حفلة اختي نهاية الاسبوع وانا امرت الخدم بتخصيص جناح مخصوص لك وجناح تاني للشيخ حمدان
غيث بابتسامة : حتي بعد ما تعرف السبب الرئيس اللي جابني
ادهم بغموض : زيد الأنصاري مش كده
ضحك سليم وسط دهشة غيث وتساؤل شادي ومحمود ليقول : انت المفروض تكون فهمت دماغ ادهم هو دايما سابقك بخطوة يا غيث احنا عارفين من الاول ان هو ده السبب الأساسي
ليقول غيث بتفهم : وطبعا سؤالي التاني متوقع اجابته ان في تفاصيل مش هينفع نتكلم فيها هي دي الأصول الكلام بيكون مع صاحب الشأن
ليومئ سليم بجدية : بالظبط
ليومئ غيث بتفهم وبابتسامة لا يخفي اعجابه الذي يزيد كلما تقابل معهم وصداقتهم لبعضهم التي تقوي مع الوقتكانت اماليا تقف تضع بعض البذور في الطين لتنظر حولها وجدت أن سليم يعاون فرح ورحيل مع زوجها ونانسي مع محمود لتجد نفسها وحيدة لتنظر الي ادهم الجالس بكل غرور الجميع يعملوا في الحديقه كل واحد يأخذ مكانه بجانب حبيبته يساعدها في تزيين الحديقه لتذهب بغضب الي ذلك الجالس بكل تكبر لا يكلف نفسه ويأتي اليها حتي وقفت امامه لتشتعل غضبا بسبب تجاهله لها وعدم القيام من مكانه وفجأة ودون مقدمات قامت بوضع الطين علي وجهه نظر لها بأعين متسعه وتهديد صريح من عيناه ولكنها تجاهلت خوفها لتبادله بتحدي ليقوم ادهم ويسحبها من يدها امام الجميع لايهتم بنظراتهم المتسائله
رحيل بهمس : مش قولتلك هرموناتك هتكشفك بس متخيلتش تكون بالسرعه ديثواني وكان يرفعها بهدوء قاتل يجلسها علي رخام الحمام يناولها الفوطه ليقول بصوت صلب : امسحي اللي عملتيه ده
ظل يراقبها بصمت وهي منحنية أمامه تمسح ذلك الطين علي وجهه خصلة حريرة تحررت من اسفل حجابها لتسقط علي جانب وجهها بينما عطرها المسكر يلفهما معا بجو من السحر الغامض سيفقده صوابه
انتهت من تنظيف وجهه تضم المنشفة الي صدرها بملامح متجهمة خائفه
كانت ملامحه غامضه وهو يقول : ايه الجنان اللي حصل تحت ده
لتقول بصوت تتحداه : كل واحد كان واقف مع مراته سليم وغيث ومحمود وانت اللي بعيد عني لتكمل بدموع : وانا هحقق لك رغبتك وأبعد فعلا وبجد المرة دي
انتظرت منه الرد وحين لم يرد حاولت التملص من يده لتغادر وفجأة امتدت يده تحيط خصرها لتثبتها في مكانها لتنظر له لحظة ثم نطقت بصوت مبحوح اثر خنقتها : ابعد عني يا ادهم
ليهز رأسه بمعني لا وهو يهمس : مش هقدر
لتقول بتحدي : بس أنا هقدر
ظهرت ابتسامة علي زاوية شفتيه وهو ينقل بصره الي حجابها لتمتد يده يحرره ثم يحرر شعرها من عقدته لينزل بنعومة علي وجهها تلك الحمقاء لاتعلم انه لايستطيع ان يرفع بصره عنها وكأنه لم يري نساء من قبل
قرب وجهه من وجهها حتي كاد ان يلامسه وما ان شعرت بأنفاسه الساخنة علي بشرتها اغلقت عيناها ورفعت وجهها للحظات تنتظر قبلاته التي تعشقها ولكنه لم يتحرك لتفتح عيناها ببطئ وجدته يتطلع لها وعلي شفتيه ابتسامه ثم قال بصوت عميق : شوفتي انك كدابة وانك مش هتقدري تبعدي
رفعت نظرها بغضب ليسبقها ويقول : اعملي كل اللي انتي عاوزاه اغضبي وثوري لكن وانتي هنا معايا في حضني
رفعت نظرها لتقول ببكاء : بس أنا فعلا بمر بفترة صعبة وانت مش هتتحمل نوبات غضبي
ليقول بنبرة حانية : وهو أنا عملت اي رد فعل لما بهدلتيني بالطين قدامهم تحت
ثم تابع بهمس امام وجهها : أنا جوزك وواجبي أتحملك في كل حلاتك ليتابع بنبره ذات مغزي : حتي وانتي حامل
متستغربيش أنا شوفتك وانتي بتعملي الاختبار ونسيتيه في الحمام
نظرت له بضيق : يعني كنت عارف وشايفني قصادك بتعذب وغيرانة
ابتسم وقال بصوت خافت : مفيش سبب للغيرة يا أماليا لو فتحوا قلبي هيلاقوا واحدة بس جوة ثم يتابع بهمس امام شفتيها : وناوي أصالحك حالا ومش هبعد غير بعد ما اتأكد انك اتصالحتي كويس جدا وفكريني في المرة الرابعه ابعدك عن فرح وهرموناتها المجنونة
ابتسمت برقة تذيب الأحجار اسبلت رموشها لاتصدق انه غير مودها الغاضب للأفضل من بضعة عبارات
افاقت علي صوته القريب من اذنيها وهو يقول بهمس : وعقابا علي عملتك فباقي اليوم كله ليا أنا وبس والضيوف ينتظروا عادي
ارتجفت بقوة وهي تبتسم بدلال وانوثه لتدخل يدها بنعومة الي داخل سترته وتمهلت قليلا لتشعر بمضخة تضرب بعنف تحت أصابعها مما جعلها تبتسم بإغراء لاتملكه غيرها وهي تقول بصوت هامس : بحبك
لم يعد هذا وقت الكلام ليحملها بين ذراعيه بنفاذ صبر وهو يتجه بها الي عالم غابا فيه معا ليتركوا الواقع والناس خلفهم ليبرروا غيابهم غدا وليس اليوميتبع النهاية ######
أنت تقرأ
حفيدة الملك (آماليا)
Lãng mạnعلمت من النظرة الاولي لها أنها ستكون ملكتي وملكة قلبي تلك الواقفة بخوف لا تنطق بحرف ولا تلقي السلام علي احد تختبئ خلف والدتها تمسك ذيل الفستان بأصابع صغيرة ترتعش بسبب صراخ جدي الجالس امامهم تظن انه لن يراها وقد بدأ قلبي يدق من تلك اللحظة اتت...