الفصل الثاني والثلاثون

991 40 0
                                    

قبل الفجر بنصف ساعة استغلت اماليا ذهاب فرح ونانسي في النوم بعد ان قرروا بتصميم ان يبيتوا معها ولا يتركوها قامت من علي فراشها تسير ببطئ علي أطراف اقدامها  فتحت الدولاب لتخرج منها ملابس فضفاضة تريحها  في الحركة والسفر اخذت حقيبتها التي كانت قد جهزتها منذ ايام كانت تعلم ان خروجها من القصر اقترب
انحنت علي ركبتيها تتطلع الي والدتها النائمة بهدوء ابتسمت لها بحب وهي تخفض رأسها  تقبلها ببطئ وهي تضع بجانبها ورقة بيضاء مطوية بعناية
لتقترب من  فرح ونانسي تقبلهم ايضا
فتحت نانسي عيناها لتمسك بيد اماليا التي اشارت لها باصبعها ان تصمت حتي لا توقظ الباقيات
قامت نانسي بحذر لتحتضن اماليا وهي تهمس في أذنها : لا إله إلا الله
اماليا بابتسامة هادئة : محمد رسول الله  خلي بالك من فرح وماما أومأت لها نانسي بدموع الفراق والشوق لتلك الرائعه التي اصبحت تعني لها اكثرمن اختها لتتمني لها التوفيق وتدعو الله ان تكون بخير لتراها مرة اخري
غادرت اماليا الغرفة وهي تغلق الباب خلفها بهدوء بعد ان رمقت والدتها بشوق وحب
التفتت نانسي الي فرح وهي تقول : مشيت خلاص  تقدري تقومي
قامت فرح من علي  الاريكة وهي تبكي وتحتضن نانسي : تفتكري هنتجمع تاني أنا مقدرتش أودعها صعب عليا أودع شخص قلبي بيحبه أنا عمري ما هسامح سليم لانه سايبني في أصعب وقت أنا محتاجة وجوده فيه يمكن لو كان موجود مكانش هيسمح لعمتي انها تتمادي مع اماليا وتخرج من القصر
تنهدت نانسي وهي تعانقها بقوة وتبادلها البكاء : ولا أنا كمان هسامح محمود المفروض اننا واحد لكن هو مصمم يعمل بيني وبينه حواجز وفروق اللي أنا بتمناه دلوقتي اننا نتطمن علي اماليا  لتتابع بأمل وتفائل : أنا واثقه ان اكيد ادهم وصله الخبر دلوقتي وهيبدأ يتحرك واستحالة يسمح لها انها تأذي نفسها اكيد هيلحقها
فرح بداخلها تتمني ان تكون بخير وتدعوا الله ان يمر القادم علي خير فهي متاكده ان القصر سينهار علي رؤسهم من رد فعل ادهم بعد ان يصله الخبر

خرجت اماليا من القصر حافية القدمين لترتدي حذائها في الحديقه وسط الظلام الدامس فقط نور القمر هو من ينير لها الطريق لمحت ظل قادم ناحيتها لتجري بسرعه اتجاه الحديقة الخلفية  وعندما وصلت هناك وجدت حارس قوي البنية جسده يغطي الباب الحديدي  اخذت تبحث حولها حتي وجدت ضالتها بعض الأحجار  القت واحد  بعيدا لم ينتبه له الحارس لتلقي بآخر بدأ الحارس  ينتبه للصوت في الظلام رفع سلاحه وهو يتقدم بحذر اتجاه الصوت  ليستكشف المكان حتي ابتعد عن الباب الحديدي لتجري اماليا في نفس اللحظة اتجاه الباب الحديدي
استني عندك  رايحة فين
لم تهتم اماليا لتخرج من القصر وهي تجري علي الرصيف بأقصي سرعة لها  توقفت عندما لمحت ضوء السيارة قادم نحوها حتي وقفت امامها ليفتح الباب الأمامي : اركبي بسرعة يا اماليا
ودون تفكير وفي اقل من الثانية ركبت اماليا لتتحرك السيارة في آخر لحظة ليتوقف الحراس مشلولين عن التفكير وخائفين من رد فعل رئيسهم بعد ان يعلم بما حدث

حفيدة الملك (آماليا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن