اقتربي يا عروسة ابني
توقف غيث مرة واحدة ليعم الصمت ينظرون له ليقول بهدوء موجه حديثه الي الشيخ حمدان : محتاج نتكلم لوحدنا يا شيخ حمدانبغرفة اخري
تحدث غيث بكل صراحة : أنا فعلا هنا بتقدم لبنتك يا شيخ حمدان لكن أنا اسف علي سوء التفاهم انا بتقدم لرحيل مش أمانفي البداية اندهش الشيخ حمدان ولكنه لم يطيل في دهشته ليتحدث بهدوء : أنا هخرج واقول الحقيقة يا ولدي لكن قبل ما اقول سوء التفاهم اللي حصل انت شوفت بعنيك السعادة اللي كانت علي وجه ابنتي أمآن من زمن طويل ما شوفتها بتضحك وهو ده علاجها
غيث بتساؤل : أنا مش فاهم حاجه يا شيخ حمدان وضح ارجوك
حمدان بحزن عميق ظهر في صوته وعيناه : السعادة اللي ظهرت علي ملامح أمان جزء من العلاج بنتي مريضه سرطان بالدم مرحلة متاخرة أيامها معدودة الطبيب قال ان اهم حاجة حالتها النفسية تكون كويسة وهو ده علاجها كل ما كانت سعيدة أيامها بقت اكتر بأمر الله حالتها النفسية مهمة جدا
وانت نزلت لي من السماء يا ولدي معجزة انت اللي ربنا جعلك تكون سبب ان عمر امان في الدنيا يطول
رحيل قوية هتقدر تعيش حياتها مش خايف عليها
أنا مقدرش ادخل اقول لأمان انك هنا علشان رحيل ممكن ماتتحملش وتموت
أنا برجوك يا ولدي
ليخرج غيث بجمود وهو يتطلع الي سعادة والده ووالدته التي طلبت منهم الاقتراب والجلوس معهم
في ذلك الوقت طباع غيث كانت مختلفة تماما كان متفاهم مراعي لمشاعر الآخرين كان علي وشك الاعتراض عقله لا يصدق ما يحدث لان قلبه متعلق برحيل يحبها وهي تحبه لتقع عيناه علي آمان يري ضحكتها ليجد نفسه مقيد مكانه عن الحركة والكلام وهو يري سعادتها والأمل في عيناها الواضح لم تشبه رحيل أبدا نظر في عيناها يريد علي الاقل ان يجد شيئا متشابه مع رحيل لا يوجد
ليجد غيث نفسه يجلس مع امان وسط احتفال زعماء القبائل لا يعرف متي وكيف حدث هذا ولكن ما يعرفه جيدا انه خسر رحيل وخسر غيث الذي عشق رحيل ليحل محله غيث جديد هذا الصلب حاد الطباع
لتمر ثلاث سنوات متزوج من امان لم يقابل رحيل ولا مرة انقطعت اخبارهم واتصالاتهم دون وداع او وضع نهاية تليق بقصة حبهم فقط ابتعدوا ليسير كل منهم في طريق عكس الاخر ليكتشف بعد مرور عامين من السلام النفسي والهدوء العلاقة المثالية بينهم لم يحبها ولكنه احب طباعها وهدوئها وتفهمها ليكتشف ان امان تحمل بطفل له رغم اعتراض الطبيب بسبب مرضها ولكنها كانت تصر بعناد ورفضت اجهاض الطفل
ليدخل عليها غيث بغضب : الطفل ده لازم ينزل
امان بابتسامة عاشقة ووجه بشوش ضاحك لم يحزن أبدا منذ معرفتها بغيث : ده ابنك وانت اكيد هتحبه
غيث ولاول مرة يصرخ في وجهها لطالما كان مراعي لمشاعرها مخلص ووفيّ لها لانه وجد فيها الصفات الجميلة كلها : لكن انتي مش هتكوني موجودة تربيه
افهمي يا امان الطفل ده وجوده يعني موتك
امان ومازلت محافظة علي ملامحها الهادئة الملائكية : مقدرش أموت حتة منك جوايا أنا عارفه ان خلاص أيامي قليلة حاسة بكده حبيت اسيب لك حاجه تفكرك بيا انت حب حياتي يا غيث أنا سرقتك من اختي وانا عارفه انها انانية مني عارفة ان قلبك مش معايا ومع ذلك عمرك ما قصرت معايا أنا قولت ان عمري مش كتير وفيها ايه لما اخطف من الدنيا حاجه تفرحني قبل ما أسيبها خالص وامشي اتسعت عيناه وهو يتفاجئ باعترافات لاول مرة لتتابع بدموع : متستغربش أنا عارفة بعلاقتك برحيل وحبك لها لحد اللحظة دي وعارفة كمان تهديدك لاي رجل يتجرأ ويفكر يتقدم لها ويوم لما جيت تقابل بابا كنت جاي لرحيل لكن أنا كنت بحبك من قبل حتي ما رحيل تعرفك كنت دايما بحب اكون في الاماكن اللي انت فيها فضلت اني اكمل الباقي من حياتي في حضنك وانا عارفه ان قلبك مش معايا وعقلك بعيد عني وكنت راضية انت مقصرتش في اي حاجه تخصني مشاعرك وتضحيتك أنا قدرتهم لاقيت ان الهدية اللي ممكن اقدمها لك طفل مني ذكري حلوي تعيش معاك للابد تفكرك بيا ارجوك ياغيث متحرمنيش من السعادة دي
أنت تقرأ
حفيدة الملك (آماليا)
Romantizmعلمت من النظرة الاولي لها أنها ستكون ملكتي وملكة قلبي تلك الواقفة بخوف لا تنطق بحرف ولا تلقي السلام علي احد تختبئ خلف والدتها تمسك ذيل الفستان بأصابع صغيرة ترتعش بسبب صراخ جدي الجالس امامهم تظن انه لن يراها وقد بدأ قلبي يدق من تلك اللحظة اتت...