وصلت سيارة غيث الي منزل الشيخ حمدان لتنزل رحيل من السيارة بوجه شاحب متعب اغمضت عيناها فوالدها لن يفوت فعلتها تلك اقترب منها حمدان بغضب : هي دي ثقتي فيكي يا رحيل بتكذبي علي كانت واقفه بتعب لتساندها اماليا وفرح
ليقترب غيث ويتخطاها ليصبح في مواجهه الشيخ حمدان : نأجل كلامنا يا شيخ ونرحب بضيوفنا
الشيخ حمدان : يأهلا بضيوفنا المنزل زاده الشرف بقدومكم
ثم بوجه غاضب الي رحيل : وانتي يا رحيل واضح ان ثقتي فيكي كانت كبيره عليكي ادخلي مع الضيوف وزي ما قال غيث كلامنا هيتأجل
لم تكن رحيل في حالة تسمح لها بالمجادلة الان لتدخل مع البنات
بينما بقي غيث مع حمدان وهو يقول له : في كلام بينا يا شيخ حمدان كان لازم نقوله من زمان
ليومئ له حمدان بتفهم وهو يتقدمه الي مجلس الضيوفحل منتصف الليل والحراس في كل مكان عيناهم تتابع من خلال سواد الليل
لتتعالي فجأة صوت إطلاق النار لينتفض الحرس مكانهم آخذين مواقعهم ووضع الاستعداد قبض ادهم علي سلاحه وهو يحثهم علي اخذ كل واحد ساتر يحتمي به متخذين الظلام ستارا لهم يسهل عليهم حركة الهجوم ليكون هو وسليم في المقدمة والاتجاه الاخر محمود يذهب الي الحراس في المبني ليستطيع رصد مواقع النيران من الاعلي
هبط ادهم خلف الصخرة وهو يمسك سلاحه موجها حديثة الي الرجال : سيبولي واحد منهم عايش هو اللي هيدلنا علي مكان الملك
بينما سليم كان مشغولا بإطلاق النار ليستجيبوا له الحرس وما هي إلا دقائق وكان رجال الملك ملقيين علي الارض تحت اقدام ادهم تركوا واحد فقط علي قيد الحياة مقيد من معصمه جذب أدهم شعره بقوة رافعا رأسه المتدلي علي صدره وهو يزمجر بشراسة : لو عاوز تفضل عايش قولنا مكان الملك لم يكن يستطيع التقاط انفاسه
ليعاجله ادهم بركلة من قدمه في وجهه لينزف من انفه ليسقط علي ظهره
ليعود سليم ويرفعه من شعره وهو يميل عليه هادرا فيه بشراسه : انطق قبل ما اخليه يخلص عليك
نطق الرجل بصعوبة بكلمات متقطعه من فرط الالم ادهم بأعين تبرقان بوحشية في الظلام وهو يأخذ سيارته مع سليم ومحمود ليتبعه رجاله ليذهب مسرعا الي المكان الذي اخبره به الرجل
وقبل طلوع الشمس كان ادهم قد وصل وجهته ليخرج من السيارة وخلفه سليم ومحمود بينما رجاله فقد كانوا يحاوطوه مشكلين نصف دائرة ليتقدم ادهم وهو يتحدث بقوة وشراسة الي حراس البوابة الحديدية بعدما لمح ذعرهم من قوة رجاله وعددهم : من غير كلام كتير سلموني الملك وانا أديكم كلمتي انكم ترجعوا لبلادكم سالمين ومفيش حد هيعترض طريقكم
بشرط هتسلمونا الاسلحة عشان لو عقلكم قالكم تعملوا حركة غدر يبقي هقرا عليكم الفاتحة
لم يتحرك رجال الملك ليومئ ادهم رأسه وهو يقول بنبرة لا رجوع فيها : وصلني ردكم وانا ردي بقي انه مش هيطلع عليكوا نهار لا انتوا ولا الملك بنفسه ولم يتثني لأحد من قوات الملك ان يخرجوا سلاحهم فقد هبط عليهم وابل من الرصاص ليتساقطوا كالبعوض
واحد تلو الاخر وفي ظرف ثواني كانت الاجساد الملقاة علي الارض تملأ المكان لتصبح الرمال حمراء اللون
لتجحظ عين الملك الذي كان يقف يتابع من فتحة صغيره باعلي المبني وهو يشاهد ادهم بالاسفل هو المنتصر لينسحب من الباب الخلفي وهو يخرج مسرعا وخلفه بعض الرجال يحتمي فيهم
ليقف ادهم يقول بصوت عالي جهوري : غلطتك انك معرفتش بتواجه مين
ليركب ادهم سيارته مسرعا وهو يلحق بسيارة الملك ظل يتبعه حتي توغل داخل الصحراء في منطقة بعيده جدا لتتوقف سيارة الملك وهو ينزل من سيارته وابتسامة خبيثه ظهرت علي وجهه لينزل ادهم وسليم ومحمود
ليكون سليم اول من تحدث بكره : قانون واحد بس اللي هيمشي هنا قانوني أنا ليخرج سلاحه ويضغط علي الزناد لترفعه يد ادهم للاعلي ليضرب الرصاصة في الهواء
في نفس اللحظة ازدادت ابتسامة الملك خبثا وغدرا سعيد انه استطاع خداع ادهم
ليظهر عدد كبير من القوات والخارجين عن القانون
ابتسم ادهم ابتسامة وحش مفترس لا يهاب الموت ليندفع بقوة خلف السيارة التي كانت بجانب الملك مباشرة يحتمي خلفها يصوب سلاحه اتجاه رجال الملك ليوقع الكثير منهم بينما محمود فقد جري خلف صخرة وهو يطلق الأعيرة النارية علي عدد كبير ايضا وسليم الذي فرغ سلاحه ليفاجئه رجل من رجال الملك من الخلف يهجم عليه وبحركه مفاجأة من سليم امسكه واستخدمه كدرع اخذ الرصاص بدلا عنه وهو ينخفض ويحمل سلاح من احد الجثث الملقاة علي الارض ليوقع العشرات منهم ليقترب من الملك وكان علي وشك الإمساك به
لمح ادهم رجل من الخلف يصوب علي سليم من بعيد ليجري مسرعا نحوه لتأتي الرصاصة في ذراع ادهم ليصاب في كتفه وهو يسقط علي ركبتيه علي الارض كان سليم ومحمود سيذهبوا اليه ولكنه منعهم باشارة من يده
وعندماً اطمئن الملك لسقوط ادهم خرج من جحره ليأمر رجاله الذين زاد عددهم بتقييد سليم ومحمود
ليقول الملك : اخيرا وقعتوا
ادهم بنظرات متوحشة : صدقني مش دي النهاية علي الاقل احنا لاخر نفس هنموت رجالة مش زيك بتستخبي في الجحور لياخذ الملك السلاح يصوبه امام ادهم وهو يقول بابتسامة خبيثه : تحب الرصاصة تكون في قلبك ولا في دماغك أنا بصراحة افضل تكون في الاتنين
وفي نفس الحظة امتلئ المكان برجال يظهر عليهم انهم بدو الصحراء ليتم تراشق النيران بين القوات القليلة المتبقيه للملك وبين رجال البدو ليضرب سليم الرجل الذي كان يقيده بضربة قوية برأسه في وجهه ليتحرر منه وهو ينحني يحمل سلاحه ويطلق عليه الرصاص بينما محمود فقد كان يقاتل المتبقيين وقد أصيب بجرح سطحي وهو يحمي ظهر سليم
وصل قائدهم الملثم الي ادهم وهو يقول له : انت كويس
أومأ له ادهم وهو يقف علي قدميه ليقول له : هات سلاحك
أعطاه قائد البدو سلاحه دون تفكير وفي لمح البصر كان ادهم يصوب السلاح اتجاه الملك الواقف يحتمي في ظهر حارسه ليصيبه في قلبه جري الحارس مبتعدا ليتوقف إطلاق النار بينما ادهم فقد اقترب من الملك الملقي علي الارض ليقول بصوت قوي وابتسامة انتصار : كش ملكتنهد سليم ومحمود براحة ليقول محمود : اخيرا خلصنا منه ده حتي كان غبي
اقترب سليم وهو يمسك بيد ادهم المصابة التي تحمل السلاح ليقول : الرصاصة .. محتاجين نخرجها يا ادهم
ادهم برفض : مش وقته ياسليم يلا بينا علي وجهتنا
محمود باعتراض : مش هينفع يا ادهم ذراعك بينزف
ادهم بغضب : لازم نلحقهم قبل ما خبر موت الملك يوصلهم ويختفوا تاني
محمود بهدوء : احنا لسه هنسأل عن غيث الأنصاري ونعرف مكانه فين
ليقترب منهم قائد البدو وهو يخلع قناعه ويقف امامهم بطلته الواثقة وهو يقول بقوة لاتقل عنهم ونظره علي ادهم بالخصوص : أنا موجود هنا بنفسي مش محتاجين تدوروا عليا
نظرات ادهم المثبته عليه بهدوء جعلته يتعجب كان يتوقع منه ان ينقض عليه لقد رأه يوم الحريق وهو ينادي علي صديقة رحيل توقع ان يخترق النيران ويصل لها ويحترق لايهمه
ولكن سلامة رحيل قبل كل شئ لينقل الفتايات ويعود اليه لقد وصله انهم يبحثون عنه ليصل لهم في الوقت المناسب
تجاهل نظراتهم وهو يقول لهم : أعرفكم بنفسي غيث الأنصاري زعيم القبيلة في المنطقة الشمالية وصلني انكم بتدوروا ورايا وعارف السبب البنات موجودين في الحفظ والصون في حمايتي
كان محمود من تحدث بغضب : وصلت لهم ازاي وايه علاقتك بيهم
بينما سليم وادهم فالتزموا الهدوء الذي يعاكس ما بداخلهم
ظل غيث يطالعهم ببرود ليقرر الرد علي محمود : ماليش اي علاقة بيهم اعتقد زوجة ادهم تكون صديقة قديمة ل خطيبتي من ايام الجامعه وطلبت منها تساعدها في الهروب من القصر ولما وصلني خبر اختفاء خطيبتي من القبيلة عرفت كل حاجه وصلت الحارة وقت الحريق وانقذت حياتهم من الموت وهما دلوقتي في بيت الشيخ حمدان
ابتسم سليم وهو يقول بهدوء : لحقت نفسك قبل ما تحصل الملك شايف آللي قصادك ده ليشير الي ادهم ثم يتابع مش بيهزر في موضوع متعلق بمراته
غيث بهدوء وهو يمد له يده قائلا : ادهم السيوفي غني عن التعريف طبعا عارفك من زمان اتقابلنا من اكتر من عشر سنين في اجتماع كنا لسه شباب صغير ومتابع الحرب الباردة بينك وبين الملك ووجودي هنا ...
ليقاطعه ادهم بهدوء مكملا بدلا عنه : مش صدفه عارف من اول ما ظهرت نفسك ليصافحه بيده المصابة وهو يتمالك نفسه من الوجع
ليشاهد غيث يده التي تنزف بقوة لم يتعجب من عدم شعوره بالوجع ليستطيع ان يقرأ جزء من شخصية الواقف امامه
ليقول اخيرا : تعالوا معي انتم من اليوم ضيوفي نعالج جروحكم ونداويكم في منزليادهم وهو ينظر لسليم ومحمود: قبل ما نتحرك معاك لازم نخفي الجثث دي كلهاً مش لازم نعرف اي حد بالتفاصيل علي الاقل دلوقتي
يتبع ###
أنت تقرأ
حفيدة الملك (آماليا)
Romanceعلمت من النظرة الاولي لها أنها ستكون ملكتي وملكة قلبي تلك الواقفة بخوف لا تنطق بحرف ولا تلقي السلام علي احد تختبئ خلف والدتها تمسك ذيل الفستان بأصابع صغيرة ترتعش بسبب صراخ جدي الجالس امامهم تظن انه لن يراها وقد بدأ قلبي يدق من تلك اللحظة اتت...