الفصل السابع والعشرون

1K 47 3
                                    

واقفة بهدوء تحاول ان تتحكم في نفسها  حتي لا تنهار تنظر علي الطريق من خلال زجاج المشفي تتطلع الي الفراغ بشرود تفكر فيه   يعذبها الشوق اليه تتذكر اخر مره رأته كانت حالته يرسي لها يتوسل بقائها علي قيد الحياة كلما تذكرت حالته ذلك   اليوم تبكي بوجع لانها السبب لتنجوا من الموت بمعجزة
لم يأتي اليها وهذا حقة تعلم انه غاضب منها انقطعت اخباره تماما مهما حاولت السؤال عنه لا تجد غير الصمت شعرت بالاحباط من نفس الرد في كل مرة    علي سؤالها عنه ارادت ان تذهب له وتشرح له اسبابها لتجد الاعتراض من الجميع تعلم ان هناك ما هو اكبر من مجرد غضب وها هو اسبوع مر ولم يأتي تنتظر علي احر من الجمر حتي تخرج من المشفي لا تريد ان تفعل اي شئ متهور فوالدتها قد عانت في الفترة الاخيره بسببها وهي لا تريد ان تسبب لها المزيد من الحزن
قطع شرودها صوت فتح الباب لتستمع اماليا الي صوت وقوع المزهرية  علي الارض مكسورة
اغمضت اماليا عيناها دون ان تنظر خلفها لتقول بغيظ ومازالت نظراتها علي السيارات في الخارج :  بقيتي معروفه من الازعاج اللي بتعمليه في كل مره تدخلي عليا دي رابع  مزهريه تكسريها في اسبوع
فرح بحزن : الحق عليا اني بهتم بيكي واجيبلك الورد اللي بتحبيه
التفتت اماليا اليها وهي تبتسم بهدوء رغم الحزن الواضح في عينيها : حد شافك وانتي بتقطفي الورد من حديقه المستشفي
فرح بمزاح : اكيد لو حد شافني هيمنعوني من دخول الحديقه اصلا لكن انا  مش هيفوتني حاجه زي دي بقطف الورد وبخبيه في بوكس كبير واجري بسرعه
ابتسمت اماليا بحزن ودموع ظهرت في عيناها علي الرغم من معرفتها بمحاولات فرح في جعلها تنسي  حزنها وتضحك معها
فرح بحزن وشفقة علي حال صديقتها التي تتعذب : يعني انا بحاول اخرجك من الحزن بس الواضح كده اني فاشلة
همست اماليا بنفي : العيب مني انا  يا فرح واضح ان قدري اكون حزينه اغلب الوقت والعذاب يكون صديق وفي ليا
فرح في محاولات ان تواسيها وتخفف عنها : انا متأكده انه هيجي يا اماليا كلنا شوفنا حالة ادهم كان عامل ازاي يوم الحادث
لتقاطعها اماليا بانهيار : شوفتي من يوم الحادث كان عامل ازاي ايه اللي اتغير  بقي هو فين مجاش ليه يصرخ فيا  يعاتبني يخاصمني بس اشوفه يقول اي حاجه او ميقولش خالص بس يكون هنا معايا انا مش عارفه عنه اي حاجه اسالك متعرفيش اسال طنط عدالة مفيش رد عمو منير يسكت انا عاوزه اعرف ايه اللي بيحصل خارج  جدران الاوضه دي بجد انا بدات اتاكد انه مستحيل يسامحني واكيد اخذ قرار الانفصال
اقتربت منها فرح لتعانقها وتربط علي ظهرها تهدأها من نوبة البكاء تعلم ان شعور الاشتياق صعب  جدا عليها  تتمني لو تساعدها ولكنه ترك القصر منذ ذلك اليوم حتي سليم لم يعطيها جواب يريحها
في تلك اللحظة دخلت نانسي وهي تنظر لحالة اماليا الباكية في احضان فرح لتتجاهل تورم عيناها من البكاء  والحزن الظاهر  عليها لتجري عليهم في محاوله منها ان تنجح في التخفيف عن اماليا : انا كمان محتاجة لشوية حنية  واحتواء احضنيني يا فروحتي
فرح بنبرة ساخرة : أأأوووف كانت نقصاكي الصراحة
لتضغط نانسي بقوة في عناقها لهم
فرح بصوت عالي تهتف بوجع : خفي ايديك يا نانسي شويه عضلاتي وجعتني
لم تهتم نانسي وهي تزيد في عناقها : تعرفوا ايه اكتر حاجه مريحه فعلا الشعور بالدفئ وده مش بلاقيه غير معاكوا يا بنات
فرح بصوت مسرحي ساخر : هي شكلها متخانقه مع محمود انتي مش بتكوني في الحالة دي غير لو ناقصك جرعه حنان هاتي رقمه بسرعه اكلمه يجيي يلحقنا يقولك كلمتين يبعدك عننا
لم تستطيع اماليا التحمل لتنفجر باكية بصوت عالي اخرجت فيه عذاب الاسبوع كله لتدفن وجهها في احضانهم ليضموها اكثر لتربت نانسي علي شعرها بقلق هامسة : اهدي يا اماليا انا متأكده انه هو كمان بيتعذب  خوفه وقلقه يوم الحادث اكد انه مستحيل يستغني عنك او يسيبك اكتر من كده
نظرت نانسي لفرح بغموض علمت علي الفور انها تكذب
انتبهت اماليا لنظرات نانسي : من غير ما تكملي  كلامك يا نانسي  عيونك بتقول انك بتهوني عليا بس انا  متاكدة وعارفه  طباع ادهم انا الوحيده اللي حافظاه مستحيل يرجع لي مستحيل يسامحني انا كدبت عليه وخبيت عليه حاجه خطيره لسة معرفش ايه اللي هيحصل خنت ثقته وحبه واكيد عقابه ليا حرماني من قربه
لتبتعد فرح عنها وهي تمسك بوجهها ترفعه : بصي لي يا أماليا متعودتش منك علي الاستسلام مش انتي اماليا اللي استحملتي سنين عمرك قسوة من جدي ومن عمتي وشيرين وشادي  انتي ابدا عمرك ما كنتي ضعيفه بالشكل ده انا شايفه انك المفروض تكوني اقوي من كده علشان تقدري ترجعي ادهم ليكي من تاني هو بيكره الضعف وبما آنك نجحتي وخليتيه يحبك بالشكل ده يبقي انتي مش ضعيفه ابدا
اللي قدرت انها تخلي ادهم السيوفي يقع في حبها تقدر تعمل ايه حاجه
لتجلس نانسي بجانبها وهي تقول بجديه : طول حياتي كنت بشوف شيرين اختي هي الاقوي وهي الاذكي اخدت اهتمام من الكل من جدو وبابا وماما علي الرغم من طباعها الانانيه وانها مش بتحب تكون الطرف المتنازل   لكن انا كنت بحب فيها قوتها واصرارها علي انها تكسب قلب ادهم ورغم جمالها وقوتها عمري ما شوفت نظرات حب او حتي اعجاب في عيون ادهم ليها اقولك الحقيقه  اكملت نانسي بعد ان رأت انها استحوذت علي كامل انتباه اماليا وترقبها لما ستقوله : من واحنا اطفال وانتي كنتي لسه بريئة يوم حمام السباحة
شادي اتفق مع شيرين علي المقلب اللي هيعملوه فيكي من بعيد لمحت ادهم واقف كنت فاكرة انه بيراقب شيرين كنت بحسدها علي حظها لكني اتفاجئت
بالعكس في حاجه غلط  نظراته مش علي شيرين نظراته عليكي انتي عيونه مرقباكي انتي 
اول ما وقعتي في الماية شوفته بيجري زي المجنون كان بيحاول يفوقك وبيعمل كل المحاولات الممكنه لانقاذك وفعلا فوقتي بسهولة انا شوفتك فوقتي لكن هو مهتمش بحد وقرب منك  جدا مكانتش قبلة الحياة زي ما الكل كان فاهم  لإنك كنتي فايقة اصلا دي كانت قبلة شوق وراحه انك عايشه لسه   وبعد ما طلعتي لاوضتك أنا بليل كنت بذاكر في الحديقه الخلفيه  سمعت صوت جامد قومت اشوف في ايه لاقيت ادهم بيضرب شادي وبيعنفه  جامد اوي  وبيقوله اول ما تشوفها تبص في الارض والا موتك هيكون علي ايدي  بدات احس ان فيه حاجه غريبه في ادهم مستحيل تكوني بالنسبه ليه مجرد بنت عمه وبس نظراته ليكي في كل مره بيشوفك غيرته كانت بتبان  اول ما شادي يقرب منك علي الرغم من بروده  كنت متاكدة من حبه ليكي لكن الصدمه لما عرفت بخبر خطوبته علي اختي وسفرهم والباقي عندك  انتي
كانت اماليا وفرح يستمعوا لها بأعين دامعه لتكمل نانسي  : تفتكري عشق ادهم ليكي سهل انه يتمحي في يوم اكيد لا
لتبكي اماليا بشوق اكثرقائلة : واحشني اوي
نظرت نانسي لفرح بحزن وهي تتذكر ما قاله محمود لها لقد ازداد ادهم شراسه والحرب بينه وبين الملك اصبحت صريحة ومباشرة حراس ادهم يملؤن القصر والمشفى الوضع اصبح غير مستقر في القصر ولكنها اخفت التفاصيل عن اماليا حتي تتحسن صحتها  لتقترب مرة اخري من فرح واماليا وهي تقول بحب : انا بجد بحبكوا اوي يابنات ودون مقدمات قامت باحتضانهم مرة اخري بقوة
لتبتسم اماليا بحب لها وهي تبادلها العناق بينما فرح فقد تأوهت لتفك حصار نانسي لها فردت عضلاتها وهي تنهرها: انتي ايه يا شيخه فتاة حديدية  مع انه ميبانش عليكي كلك عظم
نانسي بغيظ : من بعض ما عندكم يا عصاية هانم
ضحكت اماليا علي منظرهم الطريف
وقفت نانسي وهي تقترب من الطاولة الموجوده في منتصف الغرفه لتخرج تلك العلبه ما ان رأوها اتسعت اعينهم نانسي بشماته وهي ترفع علبة الشيكولاته وتتلاعب بها امام اعينهم ومن النوع اللي بتحبوه كمان  نظرت فرح لاماليا وهي تقول بهمس اول ما اقول تلاته نهجم علي طول

: تلاااااته

ثواني ووجدت نانسي نفسها محاصره منهم خطفت فرح علبة الشيكولاتة  ليفتحوها يتناولوا القطع منها  لتخطف نانسي العلبة من ايديهم وهي  تجري تبتعد عنهم ليلحقوا بها وهم يجروا خلفها
فرح : نانسي بلاش طفاسة هاتي العلبة
نانسي بغيظ وهي تتناول واحدة واراء الاخري
لتجري عليها اماليا تفاجأها وتخطفها منها تتناول كميات كبيرة والاخريات يلحقوها لتسرع وتقفز علي السرير في نفس لحظة  دخول فريدة وعدالة وخلفهم الطبيب تسمرت الفتايات في مكانهم نانسي وفرح واقفات علي الارض يحاولون كبت ضحكاتهم بينما اماليا واقفه علي السرير ونظرات فريدة وعدالة المتسعة عليها وهي تحمل علبة الشيكولاته وفمها ممتلئ ووجهها ملطخ بالشيكولاته
وقف الجميع في الغرفه ينظرون لبعضهم بصمت ليتحدث الطبيب وهو يقطع ذلك الصمت موجه حديثه لفريدة : فريدة هانم كنتي طلبتي مني اجي مع حضرتك اطمن علي وضع اماليا الصحي  والحقيقة اني كنت متردد اكتبلها علي خروج
لكن حفاظا علي الورود المسكينة اللي بتختفي كل يوم من الحديقة  وهو ينظر لفرح التي نظرت في الارض  بحرج ليحول نظراته الي نانسي متابعا وكمان كنت نبهت علي طاقم المشفي يمنعوا دخول اي اطعمة من بره المستشفي انا مصدوم  بجد انا شايف قصادي شيكولاته ياتري اتهربت ودخلت المسستشفى ازاي
فلاقيت انه احسن قرار هاخده وانا ضميري مرتاح اني اكتب لبنت حضرتك علي خروج  خايف بصراحة استني لبكرة الاقي الموضوع اتطور لأخطر من كدة
فريدة بحرج: يعني نقدر نمشي النهاردة
الطبيب مسرعا : دلوقتي حالا لو حبيتي
فريده بامتنان : شكرا يا دكتور واسفين علي الازعاج
الطبيب وهو ينظر لحال الغرفة الفوضوي ووضع اماليا  العالقه علي السرير والمزهرية المكسورة ليقول : تقدري تنزلي يا اماليا هانم وتكملي اكل الشيكولاته علي الارض وياريت تبلغوا عمال النظافة يجوا يشيلوا المزهريه رقم خمسه من علي الارض ولو علي الازعاج بس لا مفيش ازعاج أبدا اللي يهمنا راحة اماليا هانم عن اذنكم
خرج  الطبيب  لتنفجر نانسي وفرح من الضحك علي وجه اماليا شديد الاحمرار وهي تجلس علي السرير اخيرا لم يستمعوا لتحذير عدالة وفريده ليهجموا علي اماليا يختطفوا منها علبة الشيكولاته
فرح بطفولية : سيبيلي الشيكولاته البيضه
نانسي بنفس الطفولية : انتي واحده وانا واحده
اماليا : انا اللي تعبانه المفروض انا اللي اكلها لوحدي
عدالة بصوت عالي : بسسسس يا بنات ميصحش اللي بتعملوه ده وريني كده شيكولاته ايه دي اللي بتتخانقوا عليها بالشكل ده
فريدة وهي تنهرهم :  يعني بعد الاحراج ده مش مكسوفين من اللي حصل عمايلكم  الطفولية والصراخ واصل لبره والمستشفي كلها بتتكلم علي اللي بيحصل هنا ينفع كده لتقطع كلامها صوت عدالة : والله طلع معاهم حق يا فريده الشيكولاته طعمها يجنن دوقي كده لتتناول منها فريدة القطعه وهي توافقها الرأي 
نظرت عدالة وفريده لبعضهم وهم ينفجروا من الضحك ليشاركوا البنات اكل الشيكولاته وهكذا انتهت فترة المشفي وحان وقت العودة الي القصر

اسففففه جدا علي التاخير لكن الظروف اللي بتمر بيها البلاد الواحد مالوش اي نفس يكتب اي حاجه
ادعوا لاهالي غزة
نصر الله قريب ✌️ باذن الله

تحياتي لكم بقراءة ممتعه
الاحداث مش هأخرها عليكم كلها هتكون قريبه من بعضها
متنسوش التفاعل  ياحلوين بيحمسني وبيشجعني اكتب اكتر
قراءة ممتعه
رحاب ايمن

حفيدة الملك (آماليا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن