وسط الحقل الفرنسي الرائع الممتلئ بعباد الشمس ظلت آماليا تتجول بينهم شاردة تحت أشعه الشمس التي تختفي بسبب الغيوم كان الجو غائم لم تنم طوال الليل بل ظلت مستيقظة تراقب ملامحه التي باتت تعشقها وعناقه لها هل سيظل علي تلك الحاله معها يرغب بها ام سيفقد شغفه يوما ما عندما يعود كل منهم لحياته ولمسؤولياته هل سينشغل عنها بأعماله واجتماعاتها وحياته مع شيرين بينما هي ستحاول ان تتطور في دراستها وتتعلم اكثر حتي ترتقي لتحصل علي مكانة والدها يوما ما .. والدها ااااه لم تتذكر سوي ذكريات طفيفة عنه
كانت تمشي بضعة خطوات بين عيدان عباد الشمس مختفيه بينهم ثم تقف قليلا ثم تعود السير مرة اخري ثم تقف حتي وجدت نفسها تصل لاخر الحقل ووصلت عند الجبال رافعة رأسها للسماء التي ازدادت قتامة بفعل الغيوم لتدعو الله ان يريح قلبها من ذلك العذاب
بدأ الجو يلسع بشرتها الناعمة لتشعر بالبرودة الشديدة انها ترتدي ملابس خفيفة هي لاتهتم بالبرد شعورها بالوجع اقوي من شعورها بالبرد الايام الجميلة بقربه تنتهي وميعاد العودة يقترب لقد بدات تعتاد علي ذلك المنزل الرائع شعرت انه يشبهها لقد احبها واحبته هل تتركه بتلك البساطة أغمضت عيناها تتذكر اشواقه المجنونه لها لتبتسم ابتسامة مريرة يجب ان تكون مستعدة للقاء والدتها القلقة بالتأكيد اسبوع لم تحدثها ولم تعرف عنها شئ يجب ان تجهز الكثير من الاكاذيب حتي تقنع والدتها فهي قد تعمدت ان لا تتواصل معها حتي لا تثير الشك في قلب والدتها وعليها عندما تعود ان تكمل التمثيل حتي تجد حل لذلك العذاب
بينما في البيت الخشبي استيقظ اخيرا بسبب الضوء المنبعث بفعل اشعة الشمس كان يحتاج لبعض الدفئ ليمد يده لها ولكن الفراغ امامه لم تكن بجانبه مكانها خالي ليقوم يبحث عنها في المنزل ولكن لا اثر لها
تفاجأت به خلفها يضع عليها غطاء يعيد اللي جسدها الاسترخاء بشكل رائع خرافي ما اجمله من حلم كانت زراعاه محيطتان بها بتملك يضغط عليها برقة يريد ان تقترب منه اكثر ينثر قبلات رقيقة علي وجهها لمساته تحرق بشرتها الناعمه صوته الهامس يتسلل إليها : صاحية من بدري ليه
اغمضت عيناها مستمتعة بأحتضانه لها فوق الغطاء شعور رائع بالدفئ ملئها بهجة خالصة
صوته الهامس لها أذابها لتقول : انا منمتش اصلا
جائها صوته المتسائل : ايه السبب
آماليا بمزاح : شكل المكان هنا رافض اني انام واسيبه وكأنه بيقولي انا حابب تقضي معايا كل الساعات اللي باقية لك هنا
ابتسم ابتسامته الرائعه ليقول بتسلية : لو علي المكان فهو ملكي انتي لو حبيبتي في اي وقت تيجي هنا قوليلي وانا مسافر هاخدك معايا
آماليا بسعادة : بجد يا ادهم يعني ممكن اجي هنا تاني وده مش هيكون اخر لقاء بينا
ادهم وهو يومئ لها : طبعا تيجي هنا تاني وتالت وعاشر كمان وقت ماتحبي
لتبتسم ابتسامه حزينه وتنظر حولها بشرود بينما هو وقف يتابع شرودها ليقول : ايه سر الابتسامة الحزينة دي
افاقت علي صوته العميق وقالت وهي تسترد انفاسها : محتاجه وجود بابا جدا
اقترب منها اكثر وقد اشعلته نعومتها ليهمس في اذنها : مينفعش مرات ادهم السيوفي تكون محتاجه حد وانا موجود هو مش موجود انا مكانه احكيلي ايه اللي مضايقك
نظرت له بنفس الابتسامه الحزينة من بين دموعها الان فقط ادركت انها تحتاج لوجوده انها تشتاق له للغايه كانت دائما تجلس مع والدتها ترغب في معرفه المزيد عنه لتقول اخيرا : اول ما دخلت القصر كانت برغبة ماما كنت دائما بشوفها بتستحمل كلمات عمتي سلوي القاسيه وظلم جدي وتسكت وتصبر لما بدات اكبر وكنت هاخد حقي وقفت لي واعترضت ان القوة في الصبر علشان اقدر اوصل لمكانه بابا لازم استحمل واصبر الصعاب اللي هتقابلني واقدر اتخطاها دي قوة وفي الاخر هوصل للنجاح اللي عاوزاه كرهت الضعف والسكوت والهروب وصبرت بس علشان اثبت للكل اني نسخة من ابويا مراد السيوفي متعتي اني انام في حضن ماما وهي بتحكيلي عن مغامراتها وقصة حبها مع بابا اول مرة اتقابلوا اول ما اعترف لها بحبه قد ايه كان حنين وبيحبني كان نفسي يكون موجود ينصحني يحميني في الوقت اللي كنت انت مسافر فيه يقولي اتصرف ازاي
اخر اسم نطقه قبل ما يموت كان اسمي كان حاسس اني مش هكون بخير رفعت يدها تغطي عينيها وقد شهقت ببكاء لم تستطيع منعه
نظرات ادهم تتأملها كانت تعاني كانت تحارب الامواج الهائجة بمفردها بينما هو كان بعيد عنها
شعر ادهم انه في دوامة عميقة جنون يسيطر عليه وهو يتأمل حيرتها سارح في ملامحها وكأنه لا يريد ان يشبع منها لتمتد اصابعه تتلمس وجنتها ثم حجابها الذي يطير بفعل الهواء همس اخيرا : كل حاجه فيكي شبه والدك انتبهت له وهي تستمع له بتركيز ليكمل : عارفه انا شايف قدامي نظرات عمي مراد من اول يوم شوفتك فيه وانا بشوفك كأني شايفه وانا بكلمك كأني بكلمه وواضح كده انك بنت ابوكي فعلا
استطاع ان يخرجها من حزنها لتبتسم له وتستسلم لسحره
ظل ينظران الي بعضهما البعض طويلا كمحاولة لقراءة كل منهما للاخر
إلي ان قالت أماليا اخيرا بصوت خافت : ممكن تسيب لي نفسك ليوم واحد بس
أجابها ادهم بعد لحظة بهدوء : موافق
لتتحول نظراتها الي سعادة لتهمس له يبقي اول حاجه هتعملها انك تتخلي عن ادهم السيوفي وطباع ادهم السيوفي خالص
ابتسم لها وهو يومئ لها بصمت
اماليا بحماس : يبقي نبدأ من الاول : صباح الخير يا زوجي الغالي يلا نرجع البيت رافقت كلماتها قبله شغوفة
ابتسم ادهم وهو يسير معها بزهول من حاله لقد استسلم لها وترك لها القيادة ليوم واحد فقط
دخل البيت الخشبي لتطلب منه آماليا ان يشعل المدفئة بينما هي ستغير ملابسها اطاعها بصمت
مرت دقائق
ودلوقتي يلا تعالي ساعدني في المطبخ
التفت لصوتها لتتفرس نظراته تلك الهيئه المغرية ذلك القميص الابيض القصير الذي ينافس جسدها في بياضه مشمرة اكمامه تركت اول ازاره مفتوحه ظاهرة رقبتها وكأنها تعلم ان ذلك العنق يثير جنونه قاطعت افكاره وهي تمسك يده لتقول بعفويه : يلا قدامي علي المطبخ كان سيعترض لتقاطعه قائله برقة : انت وعدتني يوم واحد بس
ليتنهد باستسلام لتمسك يده وهو يلحقها بخضوع
وقف بجانبها وهي تضع الدقيق والبيض ومسحوق الشيكولاته علي الطاولة لتحضر مريلة الطهي ليرتديها ثم تقوم بربط الحبل من خلف جسده العريض لتضحك علي تذمره ثم تحضر قالب كبير وهي تقول بعملية ودلوقتي يلا نبدأ اول خطوة
كانت نظراته بعيده كل البعد عن ما تفعله مشغولة وهي تسير ببطئ علي قوامها الذي ازداد جمالا في ذلك الاسبوع يشكر قميصه الابيض انه يظهر ذلك الجمال الخلاب بوضوح لم يفوت عليه انها طاهية محترفة ليبتسم اخيرا وهو يقول عمي مراد كان طباخ شاطر هو كمان
ابتسمت أماليا بسعادة علي جملته لتنظر له لتتسع عيناها لانها وجدته ينظر في اتجاه اخر يشعر بالملل لتقذفه ببعض الدقيق علي وجهه لينتبه لها اخيرا والي فعلتها لقد تلوث وجهه وقميصه الاسود بالدقيق الابيض لتنظر له بأسف مصطنع وهي تضع يدها علي وجهه كأنها تزيل الدقيق لتبتعد ضاحكة بتسلية لقد لطخت وجهه بمعجون الشيكولاته الموجود في يدها
نظر لها بشر وتوعد وهو يخطف منها المسحوق ليغرق وجهها كله به وسط صراخها اصبح وجهها كله مغطي بالشيكولاته يدها تحاول مسح القليل منه حتي تري ولكنها تزيد الامر سوء
نظراته لها كانت متسلية وهي تتوسله ان يمسك المنديل ويزيل الشيكولاته من علي وجهها لينصاع لها وهو يقترب منها مهووس بمنظرها المغري انثي الشيكولاتة وكم يحب ان يزيل ذلك المسحوق من عليها شعرت باقترابه ليمسك كتفيها برقه لتسكن بين يداه عندما شعرت بفمه علي وجهها يزيل الشيكولا من عينيها ووجنتيها ثم شفتيها وكان عليه ان يتأكد انه قام بازالة معجون الشيكولاته من علي شفتيها تماما ليعيد الكرة وهو يتذوق شفتيها المصحوبة بطعم الشيكولاته ليتذكر قطعة اللحم ليقبلها بنهم اكثر وهو يذوب في شهد شفتيها
سرح بعيناه علي فتحة قميصها التي اظهرت عنقها بوضوح ليجد بعض الشيكولاته وقد تمردت لتنزل الي رقبتها لينزل بشفتيه اللي عنقها يزيلها وهو يفك باقي ازرار القميص ليقع علي الارض بينما هو تأوه في صمت ليجذبها اليه مقبلا اياها بعنف ارتفعت زراعيها تحاوطان عنقه وهي تبادله عاطفته المجنونة حتي كاد ان يفقد عقله ليحملها بين زراعيه ليلقي بها علي تلك الوسادات علي الارض بجانب المدفئة نظرت له بحب وقالت بهمس خافت وصوت انفاسها واضح له : محتاجه قربك اكتر من اي وقت فات محتاجه تعويض عن السنين اللي ضاعت وانت بعيد أدهم السيوفي انا خالفت الاتفاق اللي بينا ووقعت في حبك توقف عند اعترافها صوتها الهامس افقده ماتبقي من سيطرته الاخيرة ليهجم عليها يبثها جحيم اشواقه وعنفوانه ليذيقها جنونه وتهوره وهوسه ليتوقف قليلا وهو يهمس لها بأنفاس متقطعة : قوليها
توقفت الكلمات عند حلقها
لتجذب رأسه اليها بشوق وقد انتهي وقت الكلام فهي ارادت ان تعترف له اكثر حتي لو كلفها سنين من الاعتراف ولكنها تعلم انه لن يبادلها مشاعرها
أنت تقرأ
حفيدة الملك (آماليا)
Romansaعلمت من النظرة الاولي لها أنها ستكون ملكتي وملكة قلبي تلك الواقفة بخوف لا تنطق بحرف ولا تلقي السلام علي احد تختبئ خلف والدتها تمسك ذيل الفستان بأصابع صغيرة ترتعش بسبب صراخ جدي الجالس امامهم تظن انه لن يراها وقد بدأ قلبي يدق من تلك اللحظة اتت...