دروب العَتمة🖤[مكتملة]

فصل 2: اليتم صعب!

لا تكن بخيلا... وضع نجمة في الأسفل
أيها المار الجميل.... ♡✨
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
"نعم الظلم سيء لكن اليتم اسوء لقد ادركت ذلك وفي سن مبكرة جدا"
ـــــــــــــــــــــــــ
"كان اسعد صباح بالنسبة لي او هكذا اعتقدت في الوهلة الاولى. ان اليوم يوافق عيد ميلادي السابع.. سأبلغ اليوم السابعة من عمري كم انا سعيدة لذلك فلقد كبرت قليلا وصرت اطول قليلا.. لكن ماكان يؤلمني ان لا احد يتذكر يوم ميلادي، كنت جالسة في الغرفة اداعب دبي الصغير الذي ربما كان اكثر من دبدوب مملوء بالقطن بالنسبة لي ذلك انني اعتدت الحديث معه كثيرا عن كل مايحزنني وما لا استطيع البوح به  حتى اني قد وضعت له اسم واسميته "بلسم" فهو بمثابة البلسم لجروح قلبي الصغير..

اخدت الاعبه الى ان دخلت لانة حاملة معها شيء في يدها وقد وضعته خلف ظهرها لدى لم استطع معرفة ماكان، لكن تعابير وجهها كانت تنطق بكم من الفرحة تشعر لذلك  قلت: "لانة هيا نلعب.." اقتربت نحوي وقالت لي:" اغمضي عينيك سأريك شيئا" وماكان مني الا ان اغمضتها بحماس فإذا بي أشعر بشيء يوضع حول يدي حينها قالت لانة:" هيا فلتفتحيها وعيد ميلادي سعيد اختي.. انا سعيدة لأنك اختي لم استطع شراء شيء فأمي رفضت لكن قد صنعت لك هذا السوار الصغير من ما كنت امتلكه."

توسعت عيناي لبرهة واغرورقت بالدموع السعادة  فقفزت نحوها معانقتها قائلة:" اختي حبيبتي، لانة شكرا لتذكرك لي لولاك لا ادري كيف كنت ساستمر بالعيش في منزل كهذا، لقد اسعدتني كثيرا"
وعانقتها عناق طويل واخدنا نبكي  بعفوية على بعضنا البعض.

لقد كانت لحظات عفوية مالبثت ان تلاشت في السماء وذاك حين سماع صوت صراخ امي وسقوط شيء على الارض.. خرجت انا ولانة بسرعة وفزع واذا بنا نرى والدي وقد اغمي عليه اثر سقوطه من اعلى السلم وتامر يقف خلف امي ويبكي واما عنها فكانت تلتفت يمنة ويسرى وهي مفزوعة وبدى من وجهها ان افكار شيطانية تدور في رأسها..

مرت دقائق حتى وصل الاسعاف واخدوا ابي للمستشفى و هناك تلقى العلاج وبقينا ننتظره حوالي ثلاث ساعات حتى اتى الطبيب قائلا" الحمدلله لقد تجاوز مرحلة الخطر سيفيق بعد ساعة على الاكثر الا انه قد يعاني من بعد الكسور في رجله وظهره وقد يجد صعوبة فالاعمال الشاقة مستقبلا لان اي ضرر بالعظم الفقري سيؤدي لإعاقة مدى الحياة لقدر الله.." أدركت حينها أن اصابة ابي كانت خطيرة لكن كيف حدث ذلك هذا مالم افهمه بقينا ننتظر هناك حتى أفاق من المخدر وتحدث الينا قليلا ثم نام.

بعدها نامت لانة على رجلي وانا بقيت مستيقظة واذا بي ارى امي تصرخ على تامر وتخرجه خارج الغرفة ليتحدثا تركت لانة نائمة ونهضت لأسمع ماكانا يقولان وهناك صدمت اذا قالت لابنها:" والآن كيف سنفسر لأبيك مافعلته كيف ساقول له انك وضعتها عمدا هناك لاسقاط جويرية وسقط هو عوضا عنها أكنت تنوي قتلها أو ماذا!!؟ "فرد هو باكيا:

" امي انها مزعجة وانااكرهها وانت دائما اردت التخلص منها وفعلت مافعلت لأجلك امي رجاءا لا تخبري ابي أني وضعت قشرة الموز هناك! "

ذهلت لما سمعت وهممت راجعة لمكاني وتظاهرت بالنوم وفي المساء استيقظ والدي فرحنا جمعيا وامضينا دقائق سعيدة الا ان نطقت سارة قائلة: "اتعرف من فعل بك هذا؟" ارتجف تامر وحدقنا نحن بها فيما قد تعجب أبي ثم اردفت قائلة
"انها هي" وهي تشير لي..

لم افهم ماتقصده الا ان اتمت قولها "اسمع ياعزيزي هاته الطفلة خطيرة للغاية لقد قامت برمي قشرة الموز أمام السلم عمدا حتى تقلتلك أو لكي تنتقم منك لقد رأيت بعيني ولكن ظننت انها تمزح مع لانة أو تلعب واتضح فيما بعد أنها كانت ناوية على قتلك اه كم انت طفلة خبيثة تماما كانور (نور اسم والدتي المتوفاة)" حينها غضب والدي كعادته يصدق كل ماتقوله هاته الحرباء، وصرخ في وجهي قائلا :" أحقااا ماتقوله تحدثي!! رددت: "لا قطعا لم افعل شيئا حقا."
فقالت سارة" بلى فعلت وانا وتامر شاهدان على ذلك" وقتها قال هو" نعم فعلت وانا رأيتها بأم عيني.."

وما لبث ابي أن صدق كلامها السام ونطق بسخط   قائلا:" فتاة ناكرة الجميل اهذا هو جزائي يبدو اني قد ربيت افعى في كنفي.. اذا كان هذا مافعلته الآن فماذا ستفعلين لاحقا يبدو اني حقا ساتخلى عنك اساسا لافائدة منك فانتِ ذكرى سامة بالنسبة لي.." واكمل قائلا "خديها من امامي سأتكفل بامر نقلها للميتم فور خروجي من المستشفى بحول الله" ضحكت سارة ضحكة  ساخرة لم أرها من قبل وكأنها
انتصرت في حرب ضارية، وكذا تامر لم تكن سوى لانة التي حزنت لما قيل لي وقد أكد ذلك تلك الدموع التي اجتاحت مقلتيها.

عدنا للمنزل مع ابي ودخلت مباشرة لغرفتي وظللت ابكي على السرير بكاء بالم وحرقة، حقا كم هو مؤلم ان تتهم ظلماعلى شيء لم تفعله، وكم هو مؤلم عدم وجود شخص من حولك يفهمك والاسوء اليتم.. اليتم صعب وانا ادركت ذلك جيدا وفي سن مبكرة جدا ، مرت تلك الليلة كالكابوس وانا لا ادري اين ساذهب أو ماهو مصيري وبعد أيام معدودة  باشر ابي التجهيزات لنقلي وبعد بمدة قليلة حدث ماخشيته ونقلت للميتم حيث تتكفل الجمعيات بتكاليف الاطفال اليتامى ومجهولي النسب هناك.. وطأت داخله وقد دفنتُ أبي حيا فمن يومها عاهدت نفسي أن لا عائلة لي... وأن هذا الميتم سيكون ملاذي الوحيد.

لم اتوقع يوما ان حادث لم أكن سببه  سيغير حياتي لكن ذلك ماحدث ولقد تخلى عني من كنت أخاله ابي فيالقسوتك ياأيتها الحياة، أنتحساب بشيء لم نفعله وهل هذا عدل؟! وان كان امرا لا مفر أليس هناك من يعاتب أشخاص كهؤلاء.  "

ومرت الايام كأنها اسابيع والاسابيع كأنها شهور والشهور كأنها سنين والسنين كأنها دهور الى أن جاء ذلك اليوم في يوم الذي يلي يوم ميلادي الحادي عشر  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اهلا فقط للتذكير جميع الاحداث والشخصيات هي من نسج الخيال ولا تمد للواقع بصلة كما انني لا اربط ايها منها بالدين بشكل خاص ستلاحظون اني تعمدت وضع لمسات دينية لكن خفيفة وشكرا 🤌🏻♥😌الفصل قصير نوع ما فالاحداث ماتزال لم تبدأ بعد
اخيرا...... قراءة ممتعة.... ♥
دمتم في رعاية الله وحفظه... ♡