الفصل 12:حقائق مدفونة 1

210 11 0
                                    

لا تكن بخيلا... وضع نجمة في الأسفل
أيها المار الجميل.... ♡✨
ـــــــــــــــــــــــــ
.. غريبة هي الحياة تفاجئنا بما لا نتوقعه وتصدمنا بما كنا نتوقعه...... بين الحقيقة والخيال يقف لغز  مبهم.... تدركه البصيرة ولا يدركه البصر ويفهمه الضمير لتعجز الذكريات... وتستسلم اللغات لتهرب الحروف والكلمات!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد الى منزله بعد أعياء يوم كامل... واشعل تلك الانوار الخافتة لذلك المنزل الذي يتكسي ثوب الظلمة... فهو قد عشق الظلمة منذ صغره فصارت جزء لا يتجزأ منه.... ألقى بجسده المنهك على سريره يستذكر أحداث يومه لكن لم تفارقه صورة تلك السمراء المحتشمة أبدا... وموقفها وتعاملها مع الوضع الذي مرت به اليوم... فلم يكن يتوقع أن تكون ذات الفتاة التي كاد يصدمها صباحا بسيارته وسيكذب إن قال أنها لم تزعج راحته وهدوءه لكن ولسبب ما لم يعد منزعج من حادث الصباح و إنما ردة فعلها هي ماترسخت في ثنايا ذاكرته... أغمض خضراويتاه أملا في النوم الذي لم يصاحبه لمدة طويلة وهو يتمتم ببعض الكلمات....لتعلو وجه ابتسامة حقيقية نادرا مايبرزها.. وخلد الى النوم...
Flach back
الساعة الثامنة صباحا أمام مبنى شركة الغد
يقود سيارته بسرعة جنونية متجها الى عمله وقد شغل مسبقا موسيقاه الكلاسيكية المحببة الى قلبه.. وفجأة من العدم تظهر أمامه تلك التي توقفت في منتصف الطريق مذهولة.... كانت كمن يتأمل لوحة فنية بعمق شديد، أجل لقد شردت وهي تنظر الى ذلك المبنى الضخم متقن الهندسة والديكور... ليتوقف هو بصعوبة وعلى بعد أمتار قليلة منها... ويضغط على صافرة سيارته لتنتبه إليه تلك التي غرقت في أبعاد أحلامها.. وتستيقظ من غفلتها ناظرة ناحية السيارة السوداء وتنزل رأسها وكأنها تعتذر على الموقف الذي وضعته فيه توا، ودلفت الى الداخل، رمقها هو الاخر بنظرات وكأنه يتفحصها بأعينيه...ينظر الى تلك الملابس المحتشمة التي وكأنها خلقت لها والى إحتوائها البنفسجي وكأنه جزء منها ولقد زادها نورا على نورها مبرزا جمال تلك الملامح الطفولية!
Flach back end
"لا... لا.. ليست هي أيضا.. ياإلهي..... لا.. ليس الان" استيقظت مفزوعة من مكانها وفتحت عينيها بصعوبة.... فلقد راودها كابوس فظيع... كانت تتصبب عرقا وبالكاد تستطيع إغلاق يديها من الخوف الذي شعرت به.. لوهلة حتى تذكرت أنه مجرد كابوس سيء وياليته كان كذلك، فراحت تأخد أنفاسها ببطئ... واستغفرت ربها واستعاذت من الشيطان الذي يوسوس لها...ومالبثت أن حملت هاتفها... لقد كانت تشير الى الرابعة صباحا... إرتئت أن تصلي قيام الليل كعادتها عل ذلك يخفف عنها!
فلا أقرب ولا أحن لبني آدم من ربه... فهو من يعرف حالك بدون شكوى وهو من تجده معك في كل خطوة....وهو من يعينك في كل أزمة  هو الامان والصلاة نجاة والقرآن دواء لكل داء!
هذا ماتيقنت منه جويرية فقد كان عزائها الوحيد فكل مايصيبها... توضئت وادت صلاتها وراحت تدعي: "يالله ياغفار ياقهار  اللهم عالم الغيب و النوى، اللهم أصلح لي شأني كله، اللهم لاترني بأسا في من أحببت يوما،  اللهم أني أستودعك أياهم فأحفظهم لي ياالله فأنا لا أقوى على فراقهم... اللهم إني عبدتك الضعيفة لا ملجأ لي الا منك واليك فوفقني في دربي وسدد خطاي واجعل الحقيقة حليفي يارب... استغفرك اللهم عن كل ذنب أعلمه ولا أعلمه واستغفرك إن تخطيت حد من حدودك يالله." لتختتم دعائها وترتل ماتيسر لها من القرآن فالنوم أبى زيارتها الليلة... وهاهو يرفع آذن الفجر بنوره وبركته التي تريح النفوس معلنا عن يوم جديد.... أدت جويرية صلاة الفجر وقرأت أذكار الصباح وذهبت  لتجهز فطورهم الصباحي وماإن خرجت من الغرفة حتى التقت بمنار هي الاخرى ذاهبة للمطبخ.."صباح الخير منار.. كيف أصبحتي "اردفت جويرية تلقي التحية

دروب العَتمة🖤[مكتملة] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن