الفصل 16:لَعَلْهُ خَيّرْ {وَقُلْ الحَمْدُ اللهِ}

135 10 3
                                    

لا تكن بخيلا... وضع نجمة في الأسفل
أيها المار الجميل.... ♡✨
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و من أجمل ماقيل في الرضاء بالقضاء والقدر
"تشاء ياعبدي وأشاء، فإذا رضيت بما أشاء أعطيتك ماتشاء"
وتضيق أنفسنا، وتُعَتمُ في اعيينا الحياة ونفقد القدرة على الاستمرار ونيأس لإنعدام السبيل...
وننسى أن هاته الدنيا دار فانية،و مانحن الا بزوار فيها، نتماشى معها، ونؤدي ادوارنا بإختلافها وعلى مسرحها أحداث لا تنقطع ووقائع لا تتغير.
ـــــــــــــــــــــــــــ
لعله خير، عسى خير، جمل لطالما حطت على مسامعنا في وقت الضيق تطبطب علينا... جمل بسيطة من كلمتين ذات معنى كبير وعميق.. قد نصطنع التحمل ونكابر لأقصى حدود طاقتنا،
لكن، لا نلبث أن ننكسر عند اول عتبة.
لاوجود لحياة بدون صعاب ولن تبلغ حلاوة الحياة دون صعاب، معادلة سهلة صعبة الفهم والتطبيق.
ــــــــــــــــــــــ
Flach back
قبل الحادثة بساعات تحديدا تمام الساعة التاسعة صباحا.
خرجت مسرعة من الحصة بعدما استأذنت استاذها، متجهة الى مركز الشرطة فلقد استدعاها هي الاخرى زين.. أخدت سيارة اجرة وهاهي الآن أمام المكان المنشود، دلفت الى داخل حيث غرفة التحقيق الخاصة بالنائب العام زين لتلمح شقيقتها تنتظر هي ايضا هناك "جويرية، أنتِ هنا، لقد وصلتِ قبلي" اردفت لانة تقول هاته الكلمات ليأتيها الرد: " لانة، أجل لقد اتجهت مباشرة لهنا فور خروجي من البيت"
تسائلت لانة: "لقد أعلمني النائب أن هناك مستجدات في قضية مقتل أمي، هل لديك فكرة" لتجيبها جويرية بعدما حركت رأسها بحيرة: "بصراحة، ليست لدي أي فكرة حول الموضوع سنعرف قريبا" لتضيف لانة: "أتراها لها علاقة بالتحقيقات السابقة و تلك الاستدعاءات المنفردة المتكررة؟" لتومئ لها جويرية بأنها هي الاخرى تجهل الموضوع... دقائق حتى لمحتا ذلك المنتصب أماممها، وقد علت وجهه ملامح تثير الاشمئزاز، لم يعد مثلما كان، فقد صار أنحف بكثير ونال الشيب مساحة ليست بالهينة في شعره وكثرت تجاعيد رقبته... و تدخينه المستمر قد أهلك جسمه أكثر فأكثر كما أن الامر يبدو أنه لا يقتصر على التدخين فحسب .... رمقهما هو الآخر، ينظر لكل منهما على حدى، ينقل نظرات الكره والقرف بينهما، من يراه يظنه عدو لهما وليس بوالدهما، كُسِر الصمت حينما اردف قائلا: "أفضل رؤية الكلاب على رؤية فتاتين مثلكما، أشعر بالقرف كلما أتذكر أني أبوكما، لولاكما لما حدث لي مايحدث الان، لولاكما لما دخلت مراكز الشرطة، لو أنكما فقط لم تنجبا كان ذلك سيكون أفضل، واحدة أمها ولدتها وتركتها خلفها بلاء فوق رأسي ولو أنها ماتت معها كان أرحم للجميع، أما الاخرى ربيتها في كنفي لتغدر بي في أول فرصة،ولمن أقول وماذا أقول أصلا!؟" يبدو أنه لا يستغني على كلماته اللادغة، ولا يبدو أنه تاب عما فعله بهاتين الطفلتين، هل أبوهم أو لا.. ذلك شيء لم تقدر أي منهما معرفته....
حدقت به جويرية في سكون قاتل ، تنظره له من الاسفل الى الأعلى، صمتت لبرهة ثم أجابته: "عذرا، فحتى الكلاب تقوم بواجبها وتدرك معنى الوفاء في حين هناك من البني آدم لا يدركون الكلاب حتى في أبسط صفاتهم" تغيرت معالم وجهه وأحمرت عينيه غضبا ثم اردف قائلا: "ماهذا الذي تقولينه، أتعنتين والدك بالكلب ايتها......... عديمة التربية والاخلاق" قاطعته لانة التي قد اغرورقت عيونها دموعا الا أنها أوقفتها تقول: "من أنت لتقول أنك والدنا، أ أديت دورك يوما، أنت حتى لم تهتم لنا، جل مايهمك مهنتك وزوجتك سارة، لم نكن في مخططاتك يوما ولا أظن أننا سنصير كذلك، قد كانت أمنية لي أن يكون لي أب مثل صديقاتي يحضر في المناسبات المهمة، يصطحبني في نزهة، يشتري لي بوضة، يلعب برفقتي، أهذا كثير عليك أبي؟؟، أتذكر جيدا ذلك اليوم حينما سألتك لتساعدني في درس الرياضيات، كنت قد جلست بجانبك، لم تشرح لي شيئا لكنك صفعتني بحجة أني لم افهم، وذلك اليوم عندما ضربتني أمي بأنبوب على كلتا ذراعي كنوع من العقاب، لم توقفها ولم تقل لها أي شيء، لازلت أذكر أيضا ذلك اليوم عندما أشتكت زميلة في الصف مني واستدعاك المدير لم تستفسر أبدا حكمت علي بدون عناء منك بأنني المذنبة، بالرغم من أني انا من كنت ضحية التنمر الدائم ومع ذلك أهنتني أمامهن وأجبرتني أن أعتذر عن شيء لم أفعله البتة، أما زلت تظن نفسك أبا، لا أعتقد أن أمثالك يستحقون هاته الصفة فهي كثيرة عليهم" أدار وجهه يتجنب نظراتها القاتلة، لم يجد مايجيبها به فكل ماذكرته واقع.... وواقع مر.
فُتِح باب المكتب ليخرج سمير يستدعي ثلاثتهم لمكتب زين، دلفت كل من جويرية ولانة ووالدها للداخل وأخدت الاختان كرسيان بجانب بعضهما فيما قابلهما أبوهما... ابتسم زين بخفة فور رؤيته لها وقد لاق بها الأزرق الملكي كثيرا....
"مثلما أخبرتكم هناك مستجدات في
قضية سارة فتحي" اردف زين يقول هذا ليجيبوه "بلى، وماذا بعد"

دروب العَتمة🖤[مكتملة] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن