الفصل 6:دستور الحياة

305 19 2
                                    

لا تكن بخيلا... وضع نجمة في الأسفل
أيها المار الجميل.... ♡✨
ـــــــــــــــــــــــ
"كما نحتسي الفرح..... نتجرع الالم .... فلا شيء مجاني في الحياة "
ــــــــــــــــــــــــــ

انها العاشرة مساءا، حي بسيط، في احد الازقة المظلمة، كان يقبع في آخرها منزل صغير متواضع، هدوء قاتل... وصمت لا تكاد تسمع فيه سوى نسائم الهواء... امطار تتساقط ورعود تتضارب... لا حركة ولا حديث وكأن كل شيء قد اتفق ان يكون اليوم كذلك...

فتحت الباب، تقدمت ببطئ.... تراجعت للخلف بضعة خطوات وكأنها تأبى ان تنظر لما حولها... ظلام قاتل.. ويأس يتجدد.. وهاهي الآن تتقدم مرة اخرى وتختلس بضع النظرات لما اسفلها، بعدما ومض الرعد واخترق النافدة واذا بها تصدم اجل لقد كانت جثة هامدة...

تراجعت مرة اخرى للخلف، خائفة من اشعال الانارة لتُصدم بما هناك... تتصب عرقا، دموع تنهمر وهي لاتدري لما، خوف يقيدها.... لقد كانت لحظة صعبة.. اجل صعبة للغاية... التفتت للوراء عازمة على مواجهة الواقع وان كان مرا. اضيء المكان بالنور.. ليحل الظلام على روحها مرة اخرى... تصلبت في مكانها وتجمدت عروقها ورفعت يدها لتغلق فاهها غير مصدقة ماتراه بعينيها..... ااه لقد كانت جثة امها جميلة ملقاة تحت قدمها ويبدو كأنها ضربت على رأسها ، ركعت بجانبها تتوجع بألم...

وما لبثت تستوعب مارأته اذا بها تتذكر ابيها محمد فوقفت تبحث عنه في المكان.. لكن..... لكن..... كانت الصدمة مضاعفة والألم في تزياد... هل حدثتكم يوما عن غدر السعادة وقهر الامل... يبدو أنني لم افعل... فحين نعيش في دوامة من السعادة يتولد لدينا الامل وكأننا لن نقهر يوما ولن نيأس يوما اوه ربما هذا مانتمناه، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن...

سكون وجمود وعيون قد جحظت من ثقل مارأته.. اجل لقد كان معلقا في السقف بسلك صغير.. رأس محمر قد تحول الى ازرق من شدة الخنق.. آثار ضرب بارزة... مكتب مبعثر... وكتاب القرآن مرمي عرض الحائط اوراق ممزقة ومزهرية محطمة.. وكأن كل شيء في تلك الغرفة كان يطلب النجدة والاغاثة....
من ولما ولأي سبب قد يفعل ذلك... او هل هناك مبرر لافعاله...

او لنقول لا مبرر لافعال وحشية كتلك من قد يقتل روحين في يوم واحد من قد يسلب حياة شخصين الى المساء كانا على قيد الحياة... من يستطيع فعل امر وحشي كهذا لاشك في أنه وحش وليس بني آدم.... كيف لها ان تتخطى رؤية والديها احدهما مرمي على الارض، والآخر معلق في السقف... هل تظنون انكم قد تنجون من ماهو محتم لكم..  لا تتوقعوا هذا فبشكل او بآخر ستتضارب الامور الى أن تلتقي في مصب واحد.... وهكذا كانت حياة جويرية.

ــــــــــــــ
قبل الحادثة بساعات (جويرية)

"لقد كنتُ في غاية السعادة وشعرت بارتياح رائع وخصوصا اني اليوم قد انهيت امتحانات الباكلوريا.. فاحببت فعلا ان استريح اليوم وطلبت من منار ان نتسوق ونذهب لحديقة الالعاب وهي لم ترفض..
وماكان باقي علي الا ان استأذن والدي بذلك، بعد تناول الغداء، اردفت قائلة:
امي، أبي بما ان اليوم قد انهيت آخر امتحان لي فاني استأذنكما للذهاب رفقة منار ووالدتها لتسوق وحديقة الالعاب فلقد اقترحت علينا ان تقلنا هي، فما رأيكما هل انتما موافقين" صمت كلاهما لثانية واردفت أمي تقول: آه جميلتي يمكنك ذلك بالبطع لابأس معنا فقط استمتعي بوقتك فأنت تستحقين ذلك.... "

دروب العَتمة🖤[مكتملة] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن