#زمهريـراً
:: 1 ::
زمهريراً كلمة موجودة في آية قرأنية واضحة وتعني برداً شديداً .. ومن هنا تبدا حكايتنا
في ليلة من ليالي ديسمبر الباردة .. أم آية واسمها ( ليلى ) مقعمزة ع كرسي في وسط الكوجينا تبكي ع حظها من دون خواتها .. تزوجت انسان مجرّد بالكامل من الانسانية اغلب ماحرّم ربي كان يحلل فيه لنفسه .. وكانت عايشة في جهيم معاه وصابرة ع خاطر بنتها صغيرة وخايفة عليها من مجتمع لا يرحم .. ماتبيش بنتها تعيش بعيدة ع بوها خايفة عليها من النقص بينما كانت اطبّق في النقص بحذافيره معاها .. آية ماكانتش حاسة بجو أسري لطيف نهائي بالعكس كانت مرعوبة كل ليلة لو يروّح بوها ويتعارك مع امها كالعادة وترقد ودموعها سيل ع خدها .. خايفة من غدوا لو تكبر فيه من دون بنات جيلها ماعندها لبس يدفيها ولا اكل تشتهيه تلقاه ولا مكان نظيف وصحي وصافي نفسياً تعيش فيه طفلة بعمرها
فجاءة الباب يطق بطريقة هستيرية بسرعة جرت ليلى تفتح الباب وتلقاه بوها في ذروة هيجانه
: لمي دبشك وهيا
ليلى بتوسل: بالله عليك يابوي تربح بنتي منو بيها ؟
لطفي وهذا اسم بوها: مادخليش فيها بنته يتصرف معاها
ليلى: خليني نبات الليلة بس معاها
لطفي جبدها من ايدها: لمي دبشك قلتلك هيا
خافت ومشت تجري للدار تلم في حوايجها .. آية لحقتها بخوف وتهمس بكلمة ( ماما .. ماما )
نزلت لمستواها ليلى ووجهها محمّر من البكي: سامحيني يابنتي سامحيني
تغمرتها بقوة وآية مش مستوعبة حجم المصيبة يللي هيا فيها حالياً .. بس سمعت جدها يقول
( بنتي عندي وبنتك عندك برا ان شا الله يللي درته في بنتي تلقاه في بنتك ياحقير )
وسكرّ الخط وكأن ناسي ان البنت يللي يدعي عليها تكون بنت بنته ( حفيدته الصغيرة ) يللي ماذنبها شي في اللي صار الا سوء اختياره زوج لبنته ..
لطفي: تي هيا عام ؟
سكرت شنطتها وتغمرت بنتها بقوة: سامحيني ياماما بالله عليك ( تباعدت عليها وشدت خدودها ) غدوا تكبري وتجيني راني في ظرف يابنتي مانقدر نتصرف .. مش مطاوعني قلبي نخليك ياآية ( مسحت دموعها بقوة مع رشفة خشم ) انا نبيك قوية لما تكبري مايكسركش راجل حتى لو كان بوك .. باهي ؟
آية مش فاهمة تلت رباع الكلام او تقدرو تقولو كله .. عمرها مايستوعب كمية الحروف المسترسلة يللي سمعتها .. في بالها ان امها ماشية ..
لما شد جدها شنطة امها وخبطها ع ذراعها: تحركي
هنا آية استوعبت ان امها بتخليها بروحها بدت تبكي بالشويا .. وصوتها يعلى كل ماامها تتقرب للباب .. يعلو ويعلو .. ويعلو .. ومافيش سامع ليها
وصلت امها للباب ورجعت: خليني نأمن عليها بس
بوها شبحلها بغل: ماتعطليش
خشت للحوش وسكرت جميع اجهزة الكهربائية خلت الدفاية الزيتية يللي خدتهالها حماتها باش ادفي بنتها في كل شتاء لان عارفة خوها عديم الاحساس .. سكرت باب الكوجينا بالمفتاح خوفاً عليها من النار .. باستها بالقوة ع خدها وهمستلها : ردي بالك ع روحك
وطلعت تجري وسكرت الباب .. مجبورة ياآية .. أمك مجبورة وكم من أم سيبت ضناها تحت الضغط .. خوفاً من مصير محتوم ومجتمع معاق ويُعيق
آية لما سمعت قوة صوت الرعد خشت تجري لدار امها وتغمرت بطانيتها المهترية وتبكي وتصيح ولا مجيب غير الله يراها فيحويها ويحميها من شر الذئاب البشرية
وروّح بوها بعد منتصف الليل يقربع في الباب وخش لداره لقي بنته الملاك الصغير راقد بعمق رغم البرد يللي حواليه .. خداها بدون رحمة ولفها بالبطانية وطلع بيها ..
من قوة البرد البنت دارتها ع روحها ( تبولت ) ومش عارفة تبوح بللي صار خافت منه يهيج فيها .. حاطة ايديها تغطي مادارت وحملوها مسؤولية شي مش ذنبها فيه .. ومشي بيها وهوا عاقد حواجبه ويتلفت يتوعد ويهدد في أمها ليلى
وصل بيها لحوش عمتها يللي تحبها آية طبعا .. وين شاف جيهتها شم الريحة
بقرف قال: الله ياخدك انتي وامك في ليلة وحدة .. صنتك زي الجيفة من امك الخامرة
وصفها ونعتها بافظع الاوصاف وناسي انها بنته ومن صلبه .. جبدها بقوة وخلاها تمشي حافية القدمين .. وصل بيها للباب طق بالقوة
طلعت عمتها وزوجها
عمتها جميلة: خيرك ياعيسى معقولة هكي في عقاب الليل ؟
حذفلها البنت يللي بدوها تلقتها بحنان: ووه عليا ايوتة بنيتي خيرها هكي ( قامتها في غمرها وشافتله ) شن صار تاني ؟
عيونه لهيب نار: الفرخة اهيا مانبيش نشوف خليقتها بكل وامها الكلبة لوحتهالي وروحت
زوج جميلة واسمه علي: طلقتها ان شا الله ؟
ضحك بهزوة: امالا تبيني نخليها ؟
قعد يصفق في ايديه علي: لا حول ولا قوة الا بالله
جميلة حاضنة آية: ياعيسى هادي الثالثة توا معاش تحلك بكل ره
عيسى: وطز .. المهم الفرخة اهيا اهي عندك بتلوحيها بتقتليها بتربيها ديري رايك .. وجهها مانبيش نشوفه
ويامصعب هديك الليلة ع آية ..
سكر علي الباب وشبح لجميلة: ديما تجينا من وراه غير المصايب
جميلة في وضع لا يحتمل النقاش والاعتراض لان فعلا كان معاه حق ..
دخلت آية لغرفة بناتها ( أسيل وحنين ) وبدلتها وخدت من حوايج أسيل بحكم نفس عمرها .. وعطتها طاسة حليب دافية .. البنية كان فمها جاف من قلة الاكل
تشبحلها بشفقة: ياروحي ع البنية
علي مقعمز جنبها: اقسم بالله تقطع القلب
جميلة تنهدت: غدوا نرفعها لدار الايتام
علي فنص فيها: لا عيب شن تقولي انتي .. البنت حسبة بناتي وتعيش وسطنا هادي في حسبة يتيمة حق
جميلة ابتسمت بحب: الله يبارك فيك كنت بنقولك هكي وتحشمت
طبطب ع ركبتها بعطف: عارفك حنينة
..................
ليلى مقعمزة قدام بوها ودموعها سيل ومش قادرة تفكر في شي غير بنتها وشن صاير فيها في هالصقع .. ومش قادرة ترد ع بوها بكلمة الجثة قدامه والعقل عندها غادي
لطفي: قسما بالله ويمين بالله لو مازال تفكري تعتبي برا الحوش والله لما نذبحك .. ساد ماجتنا من وراك المصايب يردك ويطلق واهو توا الثالثة وسمعتيها وتهنيتي وتوا آك زي البلغمة قدامي شن تبيني نديرلك توا هي ؟
امها كان مغلوب ع امرها وساكتة
ليلى: يابوي مانبي شي منك نبي بنتي توليلي بس
لطفي بانفعال اكبر: بنتك انسيها ( يصفق في ايديه ) خلاص بنتك انسيها معاش تفكري فيها والله لو يجيك نصيبك غدوا لما نعطيك
ليلى بصدمة اكبر : يابوي اسمعني
لطفي : ماعندي مانسمع كلامي واضح والله لو نسمع بيك تواصلتي مع حد من فيته هالكلب تشوفي شي عمرك ماشوفتيه ياليلى تسمعي فيا ولاه ؟
غطت بايديها وجهها وقعدت تبكي .. طلع وسكر عليها الباب
ويامحرف الليل عليك ياليلى
...............
الشمس اشرقت ومتأملة من كل من ذاق المرّ ليلا ان ينسى او يتناسى قليلاً اوجاعه ويبتسم للحياة ولكن ...
آية تبكي : نبي ماما
جميلة مش عارفة كيف تسكتها .. آية من صعوبة الحياة اللي عايشتها لسانه رزين ولا تجيد الكلام غير كلمتين ماما وبابا
جميلة: حنين بنيتي تربحي نزليلها العابك
حنين عاقدة حواجبها: لا ياماما تو يكسروهم
أسيل نفس عمر آية بس تعرف تتكلم كويس: تبيش ياماما من امبكري نقوللها حرام ايوتة تبكي
جميلة تنهدت: حنين والله نحرمك من مشي لحوش افنان ره
عوجت فمها ومشت لدارها طلعت الالعاب: هاك
آية لقت تصبيرة بالالعاب قعمزت هيا واسيل يلعبو
جميلة قعمزت ع الارض وحطت ايديها ع وجهها: ياربي كيف ندير انا البنية صغيرة وماني حمل عيل تاني سادني صغاري ( شبحت كيف عيون آية يلمعو من الدموع ومنهمكة في اللعب ) ربي يعينك يابنيتي ربي يعينك
...............
عفاف مدت طاسة اليانسون لاختها ليلى يللي كانت تهلوس باسم بنتها
عفاف قعمزت جنبها: خلاص ياوخيتي والله قطعتي قلوبنا
ليلى والهالات واخدين جزء كبير من وجهها : صغيرة ياوخيتي راهي صغيرة وبوها والله ماينفع
عفاف بتنهيدة كبيرة: مادامك عارفتيه ليش جبتيها ع الدنيا بس
فتحت عيونها ليلى ع وسعهم: كأنك مش عارفة يعني ؟
طبطبت ع رجلها: خلاص استودعيها ربي ونوضي كولي حاجة راك بتموتي
ليلى ضمت رجليها لصدرها: ياريت نموت
هنا عرفت عفاف انها مستحيل تقنعها .. وقفت وطلعت خلتها مع تخيلاتها وشن صاير في بنتها ؟
...................
جميلة حطت صفرة الغداء قدام راجلها وصغارها ( أسيل وحنين وأحمد ) ووقعمزت آية بحداها بتوكلها لان آية ماكانتش تعرف تاكل بروحها ع عكس أسيل معتمدة ع نفسها ..
أسيل: ماما اعطيني لحمة
جميلة زفرت بضيق: يالطيف يااسيل ماتشبعيش لحم خليها لآية
وقفت أسيل وبدت تبكي : كل شي آية كل آية وانا شنو ؟ .. مش كان خالي خلاها هنا معناها كل شي ليها
جميلة فنصت فيها وعلت صوتها: سكري فمك عيب عجبك باهي ماعجبكش نوضي اقعدي من غير غدي
مشت أسيل تبكي للدار ...
علي طارتله وتلفت لجميلة : حتى اسيل صغيرة ره ماتجيش هكي ياجميلة
أحمد خوهم الكبير كان يقرا صف سادس: اسيل مدلعة يابوي
فنص فيه علي: قاعدة صغيرة قلنا
جميلة تنهدت ووكلت آية: الله يهديني ومعاش نكشخ عليها
حنين تاكل ومش منتبهة معاهم بكل
علي: معاش جي عيسى ولاه ؟
جميلة حركت راسها بالايجاب
علي: كلمي امها تجيها مش معقولة هكي
جميلة: تي هيا امها اللي سيبتها في الحوش
علي بتذمر: مش عارف منين طحتو فيها بس
جميلة تنهدت: والله بنية كويسة خوي هوا اللي ماينفعش
علي رفع حاجبه: كويسة وتخلي بنتها ؟
جميلة: اكيد مجبورة ماتعرف ظرفها شني
علي: لا ظرف لا واحد تو غدوا تتزوج وقولي قالها علي .. البنية اهيا توجع القلب اقسم بالله
جميلة شبحت لآية بوجع: مسكينة ياما شافت من هم ( تنهدت ) ربي يعوضها خير ويواتيها الوقت الطيب
علي مواصل ماكلته: امين يارب
................
أحمد كان يقرا لامتحانه بينما آية مقعمزة بروحها تتفرج ع التلفزيون وأسيل تلعب بالعابها وحنين تكتب في واجبها .. جي أحمد وفي ايده بطانية خفيفة وغطى آية ع رجليها
احمد مبتسم: تغطي كويس صقع باهي ؟
آية فاهمة شن يقول بس ماكانتش تعرف تتكلم كويس ف ردت عليه: باه
ابتسم وقعمز بحداها: نجيبلك تاكلي تفاحة ؟
هزت راسها بالنفي
ابتسم: علاش شن ماتحبيشي ؟
ونفس الشي هزت راسها بالنفي
ابتسم احمد وغطاها كويس ووقف ..
لقي أمه واقفة تشبحله مبتسمة: سلم ولدي ياربي
ابتسم احمد: اديريلي تمارين ؟
جميلة: اي هات كتابك هي
جاب كتابه وقعدت تكتبله في تمارين
احمد: امتى بيجي خالي يروح بيها ؟
ابتسمت جميلة: مش مروح بيها .. قاعدة ديما معانا
انصدم احمد: مش ديما تقوليلنا كل واحد يقعد في حوشه ؟ علاش بتقعد في حوشنا آية وهيا عندها حوش ؟
تنهدت جميلة
#Dudu
أنت تقرأ
زمهريراً
Actionالاعتياد...! أصبح واقع أعيش تفاصيله.. و رداءًا ارتديه في جميع المواسم.. لكن الشعور لا يمكن له أن يكون عاديًّا.. اضطراب،خوف،ورعب... هذه أنـا .. وهذا ما أعيشه.. #زمهريـراً
