Part 12

367 7 0
                                    

#زمهريـراً

:: 12 ::

آية مصدومة: انتي فاهمة غلط
بدت تعلي في صوتها بحضور حنين يللي كانت ترعش من رهبة الموضوع
آية من قوة الموقف ذكرياتها رجعت تحارب فيها .. قدام عيونها صورة الطفلة آية اللي نزعو منها البراءة والضحكة من لما قررو ينفصلو ويرموها للزمان .. من لما قررو انهم مايناسبوش بعض في لحظة وريثتهم محتاجتهم .. ماتبيش ورث مادي تبي حب وحنان وحضن لأغلى شخصين ع قلبها ( من المفروض )
اذكرت وقت كانت ضامة رجليها لصدرها وتبكي بالعبرة وتناجي في ( ماما .. بابا )
ولَكِــنْ لاَ حيــاةَ لِمَــنْ تُنَــادِي
حطت ايديها ع وذانها ومش قادرة تفهم وتستوعب اي كلمة من اسيل في الوقت الحاضر .. تشتت الانتباه باسلوبها المهاجم وبقوة اندفاعها وبجهلها بما يحدث من وراها
اسيل: درتك وخية وحكيتلك سري وكل شي بينا وانتي كنتي تسبي فيه ومش عاجبك وتحاولي تخليني نكرهه طول هالوقت وانتي تخزني في طباعه وشخصيته باش يجيك كل شي واتي وماتتعبي وتتعمقي في شي لانك بالطبيعي عارفة كل تفاصيل علاقتنا وشن يحب وشن يكره وشن ينرفزه وشن يعجبه .. علاش درتي هكي علاش خنتيني ؟ علاش تحبي تكسريلي خاطري ؟ وتكذبي عليه الكارثة تحكي عليه لصاحباتك انه يخون فيا مع عرم بنات وتشوهي في سمعته باش تخليني نضيعه وتكسبيه انتي ؟
انصدمت آية في اخر الكلام ولوحت بايديها بالنفي : لالا غلط مش هكي
شبحتلها بحقد وقربت منها : شن الصح ؟ هآ قولي شن الصح ؟ .. نقولك الصح ؟ .. الصح انك انانية وحقودة وحاسدتيني ع عيلتي وحياتي وبتموتي حسد ع خاطر متفوقة في قرايتي وعند بو يحلف براسي مايحنت وعندي أم  تشوفي فيا بالدنيا .. الصح انك ماتربيتيش اساسا
جميلة قاطعتها وقربت منهم: اسكتي اسيل عيب
اسيل اندفعت: خليني نتكلم ياسر ياماما ماسكتنا وركبت فوق ظهورها كل شي تحملته منها الا هادي .. الا انها تخون وتلدغ العيلة يللي لمتها من الشارع .. ( شبحتلها وعاقدة حواجبها بتعصب ) تي كان مش من امي راك عايشة مع السكّار هداكا
آية عيونها توسعو وتعبو دموع .. بس مازالت ساكتة
جميلة: اسكتي ياأسيل اسكتي
اسيل ضحكت ع جنب: انتي تحسابي سراج حق يحبك ؟ راهو خطبك مش لسواد عيونك خطبك باش يغيظني بس .. باش يعاقبني اما انتي وحدة ارخص من كندرته عنده
في هاللحظة جف لسان آية .. وماتت كل طرق الدفاع عن النفس .. كل شي المشاعر فيها تبلدت
اسيل واصلت حلقات الاهانة : نقولك شي ! .. سراج مستحيل يبدلني وصدقيني لما يسيبك زي ماسيب عشرة زيك .. وانتي كليتيها في عمرك ياروحي تسخفي ؟ غير من يرضى بيك ؟
ضربتها كف .. ولاول مرة تتشجع وادافع عن نفسها .. الكف فيقها من غيبوبتها المؤقتة .. فلتت عيونها فيها وبصلابة وقوة لا تتضاهى: سراج اللي تدوي بيه هوا خانك .. هوا اللي خاشلي خاص ويدويلي عليك تبي تشوفي ؟
مشت تجري جابت تليفونها وفتحاته: شوفي هآ
اسيل ماكانتش مصدقة ف لوحت التليفون بالقوة وقربت منها وعيونها شرار يحرق كل شي واي شي قدامها: انتي وحدة حقيرة ورخيصة .. صدقت امك اللي باعاتك اذا كان احني اللي حويناك مالقيناش فيك الخير بتلقاه هي ؟ .. وبعدين علاش تجاري فيه بالدوة كان انتي فعلا بنت ناس وحاسبتيني اختك !
آية والدموع مغرقات ملامح وجهها: باش تبيني نحلفلك ؟ اقسم بالله ماجاريته ولا عطيته وجه .. اقسم بالله حاسباتك وخيتي ومانخونك ولا نطعنك في الظهر افهمي راهو يلعب بينا احني الزوز قصداً باش تكرهيني ويثبتلك انه الضحية اللي ضحكت عليه انا ؟ يبي يوضحلك انه كلامه صادق فيا .. شن تحسابيني ماعنديش علم بللي يقول فيه عليا ؟
اسيل ولا حركت فيها شعرة شافت لامها بغل: لو بتقعد اهيا هنا انا طالعة ومسيبتلك الحوش
وطلعت من الدار ..
انهارت آية وغمت وجهها بايديها وبدت تبكي .. جميلة لحقت بنتها بصمت قاتل .. اما حنين قعمزت بحدا آية بنوع من الصدمة ومتفاجئة بالكلام يللي سمعاته
حنين: هذا علاش سألتيني يومها ع حسابه ؟
حولت يديها وعلقت نظرها للفراغ
حنين: ماتوقعتكش هكي !
آية مسحت دموعها بقوة وهمست لنفسها ( انا مش ضحية .. انا مش ضعيفة .. انا قوية )
حولت اكسسوراتها وحطتهم ع الشكماجة ..
حنين تنهدت بضيق وصفقت ايديها: لا حول ولا قوة الا بالله
طلعت شنطتها وبدلت حوايجها وحطت وشاحها وطلعت من الدار ..
اسيل متغمرة امها في المعيشة وتبكي وعايشة دور الضحية بحذافيره
حنين اطبطب ع اختها بشفقة وخوف من القادم لانها كانت فعلا خايفة من سراج ومكايده لاختها
طلعت ورمت وراها هالعيلة كلها من كبيرهم لصغيرهم .. كل ايامها ولحظاتها .. كل ضحكاتها ودموعها .. كل وجعها وفرحها .. كل شي خلاته ورى ظهرها واستمرت في المضي قدماً
سكرت وراها باب الحوش ولمحت مخبئها من كل الناس ابتسمت بوجع .. قلبها قوي .. ملامح وجهها جدية واضحة .. جمود .. صلابة .. لا مكان للضعفاء هنا
كملت دربها .. وخدت تاكسي ونعتاته بالمنطقة يللي يسكن فيها بوها بدون تحديد .. نزلت شنطتها وبصمت قاتل لكل وجعها وألآمها .. لقت راجل في محل صغير في ركن الطريق سألاته : حوش عيسى &$&& وين بالزبط ؟
شبحلها الراجل باستغراب: تعرفيه ؟
آية بخجل من مكانة بوها بين الناس بس خافت ع سمعتها: اي انا بنته
استغرب الراجل بس نعتها بدون أي سؤال ولا استفسار عن وين كانت طول هالمدة !!
.....................
كان يدندن ويغني ولا هم وراه ولا قدامه .. لين سمع صوت الباب استغرب: من جايني توا ؟
فتح الباب لقاها قدامه ولانه أب لا يعرف من ملامح بنته شي ف ماعرفهاش
عيسى: انتي منو ؟
آية تنهدت: بنتك .. انا آية
ضحك بالقوة وبهزوة واضحة: بنتي ؟ ماعنديش بنات
آية دفت شنطتها للداخل: الوقت جابني ليك كان هذا والله ماتشوفني
سكر الباب وخش لداره وهوا يدندن ولا ع باله
وقفت في حالة ذهول في حيوط حوشهم .. وين الاثاث ؟ وين السجاد ؟ وين التحف والكاتروات ؟ باهي وين الدفء وين الحب والحنان ؟ وين أي شي يدل ع انه حوش وفيه ناس ؟
تنهدت واصلت طريقها لغرفتها المطفية .. المعتمة من كل متاع الدنيا .. حطت شنطتها ع جنب لقت فراش مرمي ع الارض .. لا دولاب ولا سرير واي شي يدل ع انها غرفة بنت .. قعمزت ع الفراش وخشرت راسها بين رجليها وقعدت تبكي
والاب ؟
وين الاب ؟
لا وجود له
.......................
احمد: كيف يعني ؟
حنين: مانعرفش من اللي يكذب ومن الصادق .. هيا تقول هوا خشلها خاص وبدي يتكلم ع اسيل بالغلط
احمد وقف متعصب: تي نقتله اقسم بالله يحساب روحه راجل ؟
حنين: اهدا انا هذا مش موضوعي .. موضوعي آية وين مشت توا ؟
احمد قعمز وتنهد: تنحرق .. اصلا من يوم جتنا واحني من هم لهم
حنين تنهدت بوجع: ربي يهديها ويحفظها وين ماكانت
.....................
فاقت ع اصوات رجال .. او تقدرو تقول اشباه رجال .. افعالهم لا تبث للرجال بصلة ..
حكت عيونها بقوة باش تستوعب هيا وين وهذا شنو وكيف وعلاش ؟
وقفت بتثاقل واستندت ع الحيط .. وقفت ع باب الدار شافت مناظر موحشة .. بوها وجماعته في حتلة سُكر لا يرثى لها .. ارتعبت من المنظر وخرت بقوة وسكرت الباب
: شنو عيسى من عندك في الحوش ؟
عيسى نفث دخانه وضحك: مانعرفش قالت انها بنتي
صاحبه ضحك بهزوة: بنتك والا جايب بضاعة وماتبيش تقول ؟
خبطه ع كتفه: تعرفني انا لما نجيب شي نحسبك ف اطمن هادي بنتي ممكن
ضحكو ع غبائهم وذهاب عقلهم
مسكرة وذانها بايديها بالقوة وتحاول تبعد ماتسمع .. تبعد ماشافت ..
فتحت تليفونها واول ماحطت صبعها كان ع رقم احمد .. وتراجعت فوراً : اكيد متشمت فيا اكيد
لوحت التليفون ورجعت لنوبات بكاها
بس بعدين استوعبت: لازم نسكر الدار بالمفتاح مانعرفش شن ممكن يديرولي
وقفت وسكرت الدار بالمفتاح ورجعت للفراش الوسخ وفرشت وشاحها ورقدت عليه
رقدت مش صايبها نعاس .. رقدت هرباً من واقع يؤلم كل ماكانو العيون مفتوحات
....................
الصبح كان ثقيل عليها لما فاقت ع صوت تقربيع الباب بقوة .. وقفت ورحعت للحيط خايفة .. بعدين استوعبت انه بوها وشن ممكن يدير الاب لبنته ؟
فتحت الباب .. في عيونه تبلد واضح ومش طبيعي
عيسى: شن جابك ؟
آية تنهدت بالقوة: الوقت
عيسى: شن تبي جايتيني توا ؟ مش كنتي مرتاحة عند عمتك ؟
آية: من قالك مرتاحة ؟
عيسى ضحك ع جنب: وعلاش هذا وين هربتي ؟
آية بنفس الملامح والتحفظ: مش عارفة
عيسى سكت شوية وتنهد: بتعيشي هنا ؟
سندت راسها ع الحيط: تقريبا
ضحك وقدّم براسه وشدلها حنكها بقوة: معناها اللي بنقوله يتنفذ .. تبي ماتبيش يتنفذ فاهمة ولاه ؟
كانت في حالة اغماء وفقدان وعي حركت راسها بالايجاب: باهي
رخاها وابتسم : ايوااه توا بري حطيلي ماناكل
آية حركت راسها بفزع: باه
مشت تجري للمطبخ بدون ماتوعى لروحها .. فتحت الثلاجة لقت فيها طرفين جبنة وحكة تن مفتوحة وبس .. تنهدت
وين الخير والخيرات ؟ وين الاجبان ؟ وين الحليب واللبن والعصائر ؟ وين الزيتون والمخلل ؟ وين الخضرا ؟
لا حياة هنا
حطت البراد ع النار بعد غسلاته مليون غسلة: مقرف الزفت
وحطاته ع النار ..
خشت للحمام بتغسل وجهها لقت الحمام مهجور .. مقرف .. مقزز .. وسخ بدرجة لا توصف .. حطت ايدها ع فمها وتباوعت قرفاً .. فتحت الشيشمة متمنية المية تكون صافية ونظيفة ..
وين غسول الوجه ؟ واللوشن والشامبو والمعجون ؟ باهي وين الصابون ؟ هذ اقل شي
.....................
.....................
حاولت بقدر المستطاع تهيئ الحوش للعيش .. سيقت ونظفت بللي تقدر عليه واحتاجت صابون وكان عندها مبلغ بسيط نزلت خدت شوية حاجيات من صابون ووراكينة وسطل وليف وفوط .. رجعت للحوش وبدت في رحلة التنظيف
بعد اربع ساعات رجع عيسى للحوش شم ريحة النظافة وضحك
وفي قرارة نفسه يقول: زي امك فالحة يابنت الكلبة
خش للدار لقاها متلوحة ع الفراش راقدة .. ماأعرهاش أي اهتمام .. خش لداره وبدي في رحلة التدخين ..
بعد ماظملت الدنيا كان مجهز لسهرة اليوم .. خش للمطبخ يدور في الارقيلة لقي حاجات غريبة في الحوش .. ادرك شي معين
مشالها يجري فيقها برجله
فتحت عيونها بصعوبة من التعب: شن في تاني ؟
عيسى: من وين جبتي الحاجات ؟
حكت عيونها وقعمزت وحست بوجع في ظهرها تألمت: آي ظهري
خبطها بالقوة ع رجلها: تكلمي من وين جبتي الحاجات !
بلعت ريقها بصعوبة: من المحل يللي تحت العمارة ماعطلتش والله
نزل لمستواها وبحدة: من وين الفلوس ؟
توسعو عيونها بخوف وسكتت
شدلها شعرها بالقوة وعيط: من وين الفلوس تكلمي ؟
ارتبكت .. وصوتها كان مرعوب من حدة صوته: مصروفي والله مصروفي .. خديت شوية حاجات بس
رخاها وقعد يتلمس في شعرها باستفزاز: هاتيهم ياحلوة هي
آية بارتباك: شن هما ؟
عيسى فنص فيها: الفلوس ؟
قلبها بيطلع من الخوف: تمو
ضربها كف عيطت ( آآاااي )
رجع شدها من شعرها: شن قلتلك انا الصبح ؟ اوامري تتنفذ ولاه ؟ هاتي الفلوس وخليك فهومية عاد
تحاول ادور ع الحن والعطف في عيونه بس لا جدوى .. وقف وجبد السبتة وضربها بدون رحمة ولا شفقة .. تتألم وتحاول تهرب يشدها من جديد .. تحاول تستوعب شن الغلط وشن الغلط ؟ ليش قاعدة تتعاقب ؟
طاحت واستسلمت لجلداته الغاضبة بدون توقف .. حتى الالم بدي يختفي بعد كل جلدة وجلدة .. ارتخت عظامها .. واعصابها .. وجمد قلبها واغمى عليها ..

...............
ملك: شن قصدك بهربت ؟
اسيل ضحكت ع جنب: يعني خلاص آية هوب مشت خلاص
ملك بخوف: تكلمي اوضح .. البنت امس بس كنت نكلم فيها وحالها باهي شن صار توا ؟
اسيل: الله ؟ سبحان الله حالها باهي ؟ تي وحدة ارخص منها مافيش هالخاينة تحساب روحها بتغيظني مشت كلتها ع راسها
ملك وقفت ومش فاهمة شي .. تباعدت ورفعت تليفونها اتصلت بآية .. مرة بعد مرة ومرة ومافيش رد .. ركب فيها الخوف وبدت تخمم فيها
.....................
دورت ع شنطتها مالقتهاش .. وقفت بصعوبة وفتحت الباب سمعت الاصوات كالعادة .. شدت في الباب بالقوة واستندت عليه .. وحاولت توصل للحمام بصعوبة قصوى ..
وصلت واخيراً
فتحت الباب وشافت لوجهها في المراية كله متعلم عليه بالسبتة .. غسلت وجهها بالقوة .. لو عدتهم لحظتها كانو فاتو المليون مرة .. بس العلامات قاعدات قعمزت ع المرحاض وبدت تبكي بحرقة .. بوجع لا شفاء منه
فتحت امية الدوش وخشت تحتها وكانت دموعها اقوى منها .. فرغت مافي جعبتها من وجع وآهات ولعلها تنتهي .. وتزول بزوال الجروح الجسدية .. كانت المية تحرق فيها حرق ..
تكلمت بصوت اشبه بالوضوح: موجوعة .. موجوعة
طلعت ولبست حوايجها وفتحت الباب بهدوء .. راقبت الممر مالقت حد باين خشت لغرفتها ع طول وسكرتها بالمفتاح .. وفتشت في غلاف الفراش وطلعت تليفونها يللي خافياته ع بوها ومدايراته صامت
لقت ملك متصلة .. عاوتلها
ملك: وينك يابنتي شغلتيني ؟
آية انهارت وكأن من سنين كانت تستنى في هالسؤال
ملك: خيرك والله خوفتيني تكلمي ؟
آية وشهقاتها باينات: متاكدة خايفة عليا ؟
ملك: اي شن في فهميني ؟
آية: قالوها قبلك ناس وطلعو كذابين
ملك تنهدت: ياودي احكيلي بلا جو الغاز متاعك اهوا
آية تنهدت بقوة: خليها وقت تاني
ملك يأست: باهي بتجي غدوا ؟
آية بآسى: نحاول
ملك: تمام .. ماتبي شي توا ؟
آية: سلامتك
سكرت الخط ورجعاته في مكانه التليفون وتلوحت ع الفراش تبكي ..
هل بتكفي عياط ؟ ودموع وحزن ؟ والا بتكون قوية وتتخطى كل ماصار ؟

#Dudu

زمهريراً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن