#زمهريـراً
:: 22 ::
نادى الشرطي يللي برا وقاله: خليها في الانفرادي غدوا نكملو معاها .. تعبان ونبي نرتاح
آية تبلدت .. جمدت كل ردود الفعل عندها .. وكل مشاعرها ماتت .. والدموع جفت
......................
اسامة نزل لقي شقة آية مسكرة بالقفل من برا .. عصره قلبه عليها وتوجع هلبا .. اضايق وقعد لحظات صغيرة يتأمل في الباب ويذكر في اخر موقف صار بينهم
( نوعدك .. نوعدك .. نوعدك )
هالكلمة تكررت هلبا ع مسامعه وكل ماتتكرر كان يكره فيها نفسه .. يكره خوف وجبنه .. يكره ضعفه ورهبته يللي صارت .. يكره سلبيته وقت شافها تنجر ع المركز من غير مايقول ولا كلمة ..
نظرتها !!
ملامحها المصدومة !! .. بس كانت قوية .. اي بعد شافت الخبية في عيونه زادت قوتها اضعاف وركبت سيارة الشرطة بثبات وكأنها اجرمت فعلا .. في الحقيقة هي اجرمت وقت خالفت العهد اللي بينها وبين الله .. خالفت أمر الله علينا .. وصدقت العلاقات الواهية المبنية ع كلام كاذب ومشاعر قد تكون صادقة ولكن فعلية ! .. والرجال مواقف
مسح ع وجهه ورجع لحزنه وسرحانه .. خيّب ظنك ياآية
.......................
بين اربع جدران ملوثة ببعض الدماء والحروف والكلمات الغير مفهومة تحكي عن زائريها .. حاطة راسها ع ركبتيها وتتألم بصدق .. حتى هالمرة خابت ياآية .. هل لا صواب في حياتك ؟
رفعت راسها وغطت شعرها بالبرنوص وحطت ايديها ع وجهها .. لازالت تحت التأثير الصدمة .. وين كنتي وكيف اصبحتي ؟
حقدك .. وحسدك .. وظلمك .. وسوء ظنك في بنات عمتك .. وخبثك ايضاً .. خلا حياتك جحيم .. وكل ماتمر الايام بيك تتضياق الحياة عليك اكثر
وقفت قرب الباب وتكلمت بصوت واضح: ممكن اطلعوني وتفهموني انا شن درت بس ؟
صدى الصوت ( شن درت بس ؟ ) كان يتردد في أزقة السجن ولا مجيب .. لا رد .. ولا من يسمع اصلاً
استندت ع الباب وبصوت موجوع: يارب فرجها عليا
اذكرت ومادار في خاطرها :
( اي انا عندي رب .. والله عندي ربي .. ليش ناسياته طول هالمدة .. ولا عمري ركعت ركعة لله .. الصلاة شي غريب عند حوش عمتي ولا عمري ريت حد منهم يصلي بثبات ولا حد أصرّ علينا نصلو وقت كنا صغار ؟ .. نذكر وقتها ملك حذرتني من عقاب الله ع الصلاة واستهنت واستهترت .. واليوم بين اربع حيوط مامعاي حد غير ربي .. لا احمد ولا اسامة ولا عمتي ولا حتى بوي وامي .. هالصندوق يذكرني بصندوق الموتى .. يذكرني بالتابوت ( حطت ايديها ع خدودها بخوف ) ياحليلي لو نموت اليوم باش بنقابل ربي ؟ .. بيرضى عليا كيف وانا عاصياته ؟ كيف بنوّرلي حياتي وانا مظلمتها ع نفسي .. يارب اعطيني فرصة نصلح .. فرصة صغيرة بس نصلح وضعي فيها معاك .. نوعدك يارب مش زي اي وعد في هالدنيا والله )
كانت مرعوبة حضنت نفسها بخوف من الظلام وشق صغير مضيئ .. بس عمى البصر اهون من عمى البصيرة
.......................
مدد يديه عالياً بثقل وتعب: شن في جديد ؟
رد عليه الشرطي باحترام: طلعو نتايج تحليل الاب وبنته يللي امس قبضنا عليهم بتهمة الدعارة
معتصم ابتسم بمكر: هاتهم جاي
استأذن وطلع .. رجع والاوراق في ايديه: تفضل
خدي الاوراق وقلبهم واتضح انه آية لا علاقة لها بالمخدرات او متاجرة الحبوب او بمتاجرة جسمها ايضا .. حذف الاوراق بتعصب وسرح بتفكيره
( البنت ماليهاش علاقة بشي .. باهي امالا الشي يللي شفناه شني ؟ حوايج ملوحات ودنيا حايسة ع اساس كانت في موعد غرامي ووصلنا الخبر انه شقة للدعارة .. والجيران ؟ ولا واحد فيهم نفس هالشي وقالو فعلا صاحبه انسان غير سوي .. مافيش غير تليفونها لازم نفتشه ونسكر الملف )
معتصم رفع عيونه للشرطي: جيبلي الحاجات يللي لقيتوهم في الشقة .. من ضمنهم التليفون ولاه !
الشرطي بكل حزم: اي
معتصم: هاتهم
طلع الشرطي بعد اذن من الضابط
.........................
اسامة يرن عليه رقم غريب مرات عدة وكان متردد يرد .. او بالاحرى خايف .. حاس انه وراه موضوع آية .. كان حابس نفسه في غرفته ومتردد يطلع اصلا مخافة من المواجهة .. بس للاسف طق الباب بالقوة واتضح انها الشرطة جت لالقاء القبض عليه ع نفس التهمة
......................
شابك ايديه ع المكتب وبكل حزم وارياحية يتكلم
معتصم: اهلا اهلا باسامة .. خيرك ماتردش ع رقمك ؟
اسامة يرجف خوف: ماكانش جنبي
سند ظهره ع كرسيه باستفزاز: مع انه لما جابوك كان في جيبك ( خبط البيرو ع الورقة وقدم راسه ) ماعلينا مازلت صغير واكيد الشرطة والجو هذا جديد عليك ولاه !
هز راسه بالايجاب
معتصم: وين كنت هديك الليلة يااسامة ؟
اسامة بلع ريقه بصعوبة: كنت نجيب في عشي للعويلة والله .. أسال خواتي
معتصم: مريض انت ؟ شن نسأل خواتك ؟ يعني توا بتفهمني انك طلعت جبت العشي لخواتك مش لعشيقتك آية ؟
اسامة نافياً: لالا آية معرفتي بيها جديد واساسا ماعنديش بيها اي علاقة .. ضحكت عليا حتى انا
رفع حاجبه باستغراب: يعني انت مصدق انها فاتحة حوشها دعارة ؟
اسامة: اي اكيد .. لان بوها صاحب حرفة
ابتسم بمكر: حلو .. ( ناض من كرسي وجي مقابله ) باهي لو قلتلك انها قالت انت كنت معاها ؟
اسامة: كذابة والله كذابة .. ماكنتش معاها . ( بتوسل وخوف ) ياافندي انا عندي وخيات ونعول عليهم تربح خليني نخدم ع راسي والله ماعندي فيه الموضوع حاجة ره
قعمز وطلع من جيبه ورقة: يعني انت متاكد من انها مش مزبوطة البنت ؟
هز راسه بخوف وبالايجاب المؤكد: اي والله .. حتى قبلها جاها ولد عمته والشاهد خواتي
شبحله بقرف: ياسر منها خواتي خواتي شن تبيني نجيبهم هنا يشهدو معاك ؟
سكت اسامة وبلع ريقة بصعوبة اكتر من رهبة الموقف
حذفله الورقة: شوف .. البنت ماليهاش علاقة لا بمخدرات ولا دعارة .. والواضح انها حرب تشويه سمعة مش اكتر وانا وراهم لين نعرف من هما ؟
شد الورقة اسامة وايديه يرجفو .. بس فرح تدريجياً وشاف للضابط: يعني بتطلع اليوم آفندي ؟
شبحله بصرامة: مادخلكش انت .. اطلع درق وجهك
حط الورقة اسامة وطلع يجري .. واول ماوصل لبوابة المركز تنهد وعدّل لبسه وابتسم
( الحمد لله ياآية توقعتك نظيفة ومش ليك الخمر هذا )
.......................
ريما: يعني كيف ؟
اسامة قعمز ع الصالون مبتسم: يعني البنت ماليهاش علاقة بشي الحمد لله
ريما قعمزت مقابلاته: وانت خيرك فرحان ؟
اسامة: لاني كنت متاكد من برائتها
ريما فنصت عيونها: والله ؟ وان شا الله ناوي تكمل معاها ؟
اسامة شدها من ذراعها: مادخلكش فيا .. اطلعي وخليني في حالي
ريما تعصبت وطلعت قربعت الباب .. رجع لسرحانه وفرحته بعذريتها وكأن الشي الاقدس في الحياة ؟
أقدس من وجودك كرجل يسندها ويشد بظهرها ؟
أقدس من عمق حبك ليها وحبها ليك ؟
أقدس من كونها شريكة الحياة كما تمنيت ؟
لا شي أقذر من الخيانة .. خيانة شخص كنتي تشوفي في الدنيا بعيونه .. كنتي تحبي وتحبي الحياة اكتر كل ماتتذكري انه معاك .. تعشقي الارض طول ماهو يمشي عليها .. لا أقذر من خيانة قلبك لك .. يخونك ويخليك في متاهة مع الشخص الغلط
بين حب وكره آية واقفة في النص
..................
مقعمزة مقابلاته وهوا يتأمل في ملامحها بكل حدة .. لا نوع في نظرته من الشفقة ولا لطف .. كان خوفه تكون كذابة وممثلة بارعة .. بس مافيش دليل واضح وصريح ع انها أجرمت
معتصم: قلتي بوك متعارك مع صاحبه صح ؟
آية شاردة وعيونها معلقات في الفراغ: اي
معتصم: من هوا وعلاش ؟
آية: مانعرفش من .. بس كان بيعتدي عليا
معتصم رفع حاجبه: بوك شن وضعه ؟
آية: انسان اوسخ من في الحياة مافيش
شافلها بصدمة: كيف تقولي ع بوك هكي ؟
آية: لو انه انسان كويس راهو ماتجرأ صاحبه يستغله وهوا سكران ويعتدي عليا
معتصم تنهد: تمام .. اكيد بنحققو مع بوك ونعرفو من هوا
آية: يعني ؟
معتصم: يعني انتي بريئة وماعليكش ذنب والشي يللي صار ماهو الا تشويه سمعة ( شافلها لقاها تشبحله بعبط ومش فاهمة ) يعني بيشوهولك سمعتك وبيوصلو في بوك لانه هارب كان
آية حركت راسها بالايجاب
معتصم بتركيز واضح : تعرفي شخص اسمه اسامة ؟
آية اندفعت بحب: اي جي سأل عليا صح ؟
معتصم ضم شواربه بأسف: لا للاسف .. نكر معرفته بيك اصلا
انصدمت آية .. تلاشت الابتسامة .. لا صوت .. لا ملامح .. ولا حتى المشاعر بقت !
معتصم: وين مشيتي ؟ ( مدلها التليفون ) عموما سامحينا وهذا تليفونك
قعدت لحظات بصمت قاتل
معتصم: نكلم فيك ؟
مازالت متصنمة .. وماتعرف التصرف الصحيح شنو ؟
وقفت خدت منه التليفون وع طول جت للروشن حذفاته ..
انصدم وقف وراها : مجنونة انتي ؟
آية: ممكن نروح ؟
معتصم حرك راسه بالايجاب: وقعي قبل بس
آية وقعت ع تسكير الملف والمحضر وطلعت من المكتب .. حطت برنوصها وسترت بيه شعرها ..
بعيون قوية قاتلة .. دافعة اكتر للكره والغل .. رغبة في الانتقام .. غير مستسلمة .. غير ذليلة .. خطوات ثابتة .. ومشية مستقيمة
مبهرة في قوتها وصلابتها .. لا نعلم كم تعاني من ضعف داخلها ؟....................
وصلت لشارعهم .. وكانت العيون تناظر واللسانات تحكي .. سكرت وذانها بايديها وسرعت خطوتها لين وصلت للشقة .. هنا كان غاليها في الانتظار
شافتله بعين الاستحقار .. وفتحت شقتها بعد ماأذن الضابط بفتح القفل .. خشت وخلت الباب مفتوح لحقها وسكر وراه الباب .. ماكانش هامها هوا ولا غيره .. ولا هامها من يحكي عليها حالياً .. حطت شنطتها وبدت تلم في اغراضها
اسامة: آية .. الحمد لله ع سلامتك
مافيش رد .. كانت منهمكة في ترتيب اغراضها
اسامة بلع ريقه بوجع: اسمعيني شويا
آية طالعة للحمام بتكمل اغراضها شدها من ذراعها
اسامة: آية اسمعيني !
فكت ذراعها منه وشبحتله بحقد: شن تبي ؟
اسامة: انا ..
وكيف بيتكلم قاطعاته: انت شنو ؟ .. قبل ليلة وعدتني ماترخيني سبحان الله ربي فضحك ع طول .. من اول موقف رخيت بيا ؟ .. انت اساسا طلعت ماتعرفنيش اصلا شن جاي تبي ومن سمحلك تخش لحوشي هكي ؟ مش حوشي مايشرفكش ياولد الناس والبيتية ؟ نقولك شي ! نقولك سر قصدي
كان ساكت ومذهول من قوتها بعد كل اللي صار مازلتي قوية ؟
آية: انا دافعت ع حبي ليك وقت اختك جت تهدد فيا وتتوعد .. دافعت عليك وع روحي وع حياتنا مع بعض .. كنت اقوى منك واشجع .. انت جبان يااسامة وانا مايلزمني واحد وجوده زي عدمه في حياتي
اسامة بصدمة ودهشة: يعني انا مش راجل طلعتلك ؟
دفاته بقوة للخلف: تي افهم كيف ماتبي تفهم واطلع منها حياتي .. اطلع يااسامة منها انت ماتلزمنيش .. ورد بالك تمثل دور البطل مرة تانية لانك مستحيل تكون بطل
عقد حواجبه وانصدم: الموقف صعب
آية غمضت عيونها وهدت شويا وفتحتهم بابتسامة صلبة: اطلع برا
سكت اسامة وخدي بعضه وطلع
....................#Dudu
أنت تقرأ
زمهريراً
Actionالاعتياد...! أصبح واقع أعيش تفاصيله.. و رداءًا ارتديه في جميع المواسم.. لكن الشعور لا يمكن له أن يكون عاديًّا.. اضطراب،خوف،ورعب... هذه أنـا .. وهذا ما أعيشه.. #زمهريـراً