Part 42

305 3 0
                                    

#زمهريـراً

:: 42 ::

آية فاقت الصبح ع صوت نسرين عالي .. استغربت طلعت تجري .. شافت منظر عمرها ماشافاته !
نسرين تبكي ومحمد مقعمز ع حافة الصالون يشوفلها مستغرب ..
قربت آية باستغراب: صباح الخير خيرها اصواتكم عالية ؟
محمد شافلها بضيق: والله مانعرف من امبارح شادتها بكي ونكد
شبحتله وابتسمت: فطرت خالي !
محمد: اي فطرت وجايني معتصم طالع شويا وبنجي نرفعك للوفاة
قلبها وقف .. ارتبكت لما سمعت اسمه: خلاص برا خليني نهدرز معاها باذن الله خير
وقف محمد وطبطب ع كتف نسرين ومشي ..
قعمزت آية جنبها بلطف: خيرك نوسة اشكيلي !
نسرين بنبرة جادة: مافيا شي .. مريضة بس
آية اضايقت من اسلوبها الجاف: مضايقة من وجودي ؟
شبحتلها ومسحت دموعها: لالا والله لا معاش تقولي هكي .. بس نحس في روحي مضايقة مانعرفش علاش !
آية ابتسمت: باهي خليتيه يعاينك ويطمن عليك .. بالك مش بردة
نسرين شافتلها باستغراب: شن بتكون يعني ؟
آية رفعت كتافها باستغراب: وانا شن عرفني ؟ ياوخيتي انا ديكور تخصصي وماكملتاش اصلا
ضحكت نسرين ووقفت: خليني نغسل وجهي وندير نسكافيه بالك نروق شويا
آية: لا انتي بري ارتاحي وعليا انا النسكافيه
ابتسمت نسرين: جميلك والله ماننساه
آية خبطتها ع كتفها بخفة ولطف: وخيتي انتي مافيش بينا
........................
المعتصم: المكان هذا ولاه ! ترا اتصل تأكد !
محمد رفع تليفونه ع الرقم واتصل: السلام عليكم .. الحوش قدامه محل تنظيف ؟ .. اي تمام .. خلاص وصلنا اي .. تم السلام عليكم
سكر الخط وشاف لمعتصم: نزل الحاجات
نزل المعتصم وفتح صندوق السيارة وبدي يفرغ .. طلعوله زوز شباب في بداية العشرينات عاونوه ..
محمد: سلمتو بارك الله فيكم
ابتسمو: انت اللي بارك الله فيك سبّاق للخير ديما
محمد: حتى انتم ماقصرتوش ماشا الله
المعتصم نزل اخر صندوق وكان صندوق حليب اطفال وحطه قدام الحوش ..
المعتصم: وزعوه ع مسؤوليتكم ره .. ولو نقصكم شي كلموني
الشاب: باذن الله
نفض ايديه المعتصم وركب السيارة وبعده ركب محمد ..
محمد: وين توا الوجهة ؟
المعتصم: مافيش وجهة .. انت قلتلي عيالك مريضة توا روحلها واقعد معاها وانا خللي نروح لامي
محمد: قاعدة معاها بنت اختي مادور شي
انتبه المعتصم وركز في عيونه: اه بنت اختك !
محمد شبحله باستغراب: اي تعرفها حتى انت ؟
المعتصم ارتبك: لا منين بنعرفها
محمد ابتسم: حتى انا استغربت لما سألتني عليك
انتبه معتصم بس ماحبش يكثر الدوة ويجيب الشبهة للبنية وليه وبدون واقع ملموس او دليل يثبت براءة السؤال .. اكتفى بابتسامة
.....................
قعمزت ع ركابها مركزة ع ملامحها لاول مرة بعد طول غيبة تشوفه هادي وثابت وملامح جامدة .. مايعيطش مايكسرش ومايضربش .. اساسا عاجز ع كل ماسبق ..
ليلى تنهدت بوجع: الله يرحمك ويسامحك
ووقفت خلت بنتها تاخد وقتها مع بوها وطلعت برا الدار ..
قعمزت آية بهدوء ولامست وجهه البارد وابتسمت: بابا حبيبي .. كنت نتمنى نقولهالك وانت ع الدنيا .. بس معليش اسمعها مني .. بابا .. بابا .. بابا .. ( سبقتها الدمعة لما رددت هالوصف يللي فقداته ) كان عمي علي مكانك وأحن عليا منك .. وتوا عمي علاء يبي يرجع ويعتذرلي وبرضو أعترف بغلطه وانت مااعترفتش .. لكن ماننساش نظرتك ليا في المركز اصلا واضحة وقتها كنت تقول لنفسك غير نطلع من الحيس بنمشيلها طول بنعتذرلها وبنرجعها معاي .. ولاه ! .. ( مسحت دموعها مع رشفة خشم ) مصدقاتك وراسك انت .. استغفر الله والله يابابا مصدقة ومأمنة كنت انه ح يجي يوم وتعتذر وترجع ماما عندك ونكونو عيلة كويسة زي ماكنت نتمنى .. ( باست ع جبهته ) الله ينور قبرك ويرحمك ويسامحك ياغالي
وقفت وابتسمت .. وفتحت الباب تلقتها عمتها وحضنتها وبدو يبكو مع بعض .. كانت مثابة الام ليها ..
وامها !
واقفة ومذهولة من تصرف بنتها بس تنهدت وماعاتبت لانها عندها حق ..
( هنتها وذليتها بطردتي ليها من البيت في وسط الليل )
.......................
سناء شافت آية مشت وقفت عليها: آيو وين نسرين ؟
آية: تعبانة قلتلها مش لازم تمشي
سناء : قاعدة مريضة قصدك ؟
آية: اي خالي روح بيرفع يعاينها
سناء: باهي ان شا الله خير
آية: جت حناك وامك ؟
سناء: اي مقعمزات بحدا عمتك
آية ابتسمت: بنمشي نسلم عليهم .. ياربي قداش حبيتكم ياعيلة نسرين
ضحكت سناء: مسكين بابا محيتي اسمه
آية: نعرف نسرين انا .. ف انتم عيلة نسرين
وضحكو وكملو الدرب وسلمت وقعمزت هدرزت ..
جت ليلى قعمزت جنبهم وتشوف لبنتها بحسرة .. كيف تهدرز وتضحك مع الناس وكل شوية تبتسم لعمتها كـ نوع من الود والعرفان .. ومش شايفة ابدا امها في وسطهم .. ولا منتبهة !
وقفت ليلى وابتسمت: هي بالسلامة ياعويلة
جميلة ابتسمت: صحيتي ليلى ان شا الله مانزوروك غير في الفرح
ليلى في نفسها ( انا في وسطهم ناسييني يابال نبعد .. ومات يللي كان رابطني فيكم حتى بنتي مش معترفة بيا )
وتصنعت الابتسامة: ان شا الله
شافت جميلة لآية: آيوتة حبيبتي سقدي الماما
وقفت آية بدون اي ردة فعل ..
وصلت للباب حضنتها امها ..
ليلى: ردي بالك ع روحك بنيتي
ابتسمت آية ابتسامة باردة: ان شا الله
ليلى شدتها من كتافها بلطف: آية ! .. يابنتي عمك علاء نادم ويبي يجي يزورك غير وفاة بوك اربكتنا واجلنا كل شي .. نبيك ترجعي معاي لحوشي وبين وخياتك والله صارت في سما حالة بعد غيابك
آية فنصت عيونها: شن صارللها ؟
ليلى تنهدت بوجع: تعبت نفسيتها وسيبت قرايتها ومرضت لا خلينا شيخ ولا دكتور نفسي الا وشافها وقال مافيها سو مع الوقت تتحسن بس مافيش فايدة
انصدمت آية: نشوف خالي وبعدين ساهل
ليلى: نعطيك رقمي وخلي...
قاطعتها: مافيش داعي .. خالي تو يتصرف
وخشت وخلتها واقفة مصدومة فيها ..
......................
نسرين: بالله عليك قولي لآية وبشريها
ابتسمت سناء وكانت الفرحة مش سايعتها بس هيبة المكان خفت فرحتها: حاضر .. ردي بالك ع روحك توا
نسرين: تمام حاضر
سكرت الخط ومشت لآية اللي لقتها مقعمزة في المطبخ تشرب في امية وسارحة ..
جبدت كرسي وقعمزت مقابلتها: هاتي البشارة
شافتلها وابتسمت: اي شي منكم فـ هو بشارة
ضحكت سناء: وخيتي محلاه لسانك لخبطتيني
آية ضحكت: هذا قليل من عندكم
سناء: المهم .. بنقولك خبر يفرحك ويطلعك شوية من المود رغم انه صعب شويا
آية تنهدت وواطت راسها بحزن: تحسابي واجعني لانه بوي مثلا وحازنة عليه ؟ لا والله كيف نحزن ع انسان ماعمره همّاته بنته في حاجة .. هكي ياسناء مشاعري متلخبطة ومش فاهمة روحي .. بس متأثرة لكونه مات موتك شنيعة يعني لو شفتي وجهه راك بكيتي عليه وانتي ماتعرفيشي .. تخايلي خباش وجروج ( رفعت عيونها بحزن ) وهذا اللي واجعني ياريتني نعرف هل تاب ع كل ذنوبه او لا ؟
تنهدت سناء بحزن: ادعيله وكثري من الدعاء ديما ديما
آية تنفست بعمق: المهم توا بشريني شن عندك ؟
سناء ابتسمت: نسرين حامل
آية تفاجئت ووقفت: الله !
وحضنو بعض من الفرحة .. آية كانت تبكي من شدة حبها لنسرين وتتمنالها الخير وسناء لان اختها صبرت سنين وسنين باش صار الحمل بقدرة ربي
آية: الحمد لله الحمد لله
سناء: اي والله الحمد لله ياربي ع كرمك
آية: الله اشبح كيف استقبلت الخبر وشن شعورهم توا ؟ .. وخالي رغم انه يحب الصغار قالت عمره ماوجعني بكلمة
سناء ابتسمت: ادعيلي نحصل راجل زي خالك انا مانبي شي تاني .. ( شافتلها بصدمة ) اي حق تفكرت عنده صاحبه ديما عند اختي ادعيلي نحصله انا
آية فنصت عيونها بما اذكرت معتصم: طماعة
سماء ضحكت: والا شكلك حاطة عليه العين
خبطتها ع كتفها بالخفيف: بنمشي نفرح امك وحناك قبلك
ومشت تجري .. لحقتها سناء وشافتها حنين شدتها
حنين: خيرك تجري ؟
سناء: بنت خالك سبقتني هي
حنين شافت لآية وصلت لام نسرين قبلها: شن سباق ؟
سناء ضحكت: انبصر .. محلاها هالبنت
ضحكت حنين: اي هلبا .. تعالي بنقولك موضوع
سناء باستغراب ولهفة: ها شنو ؟
حنين جبدتها وخشت للدار وسكرت عليها ..
سناء: شن في ؟ شغلتيني ؟
حنين قعمزت وتنهدت: مش وقته بس بنقول .. صلاح ضايف بنات تصدقي !
ضحكت: خيرك هبلتي تراقبي فيه ؟
حنين: بلا رادة مني
ابتسمت سناء: اصلا هذا الطبيعي بتكوني متشوقة لشريك حياتك
حنين شافتله وبتعرف ردة فعلها للموضوع: وانتي ؟
سناء: شن وانا ؟
حنين شبحتلها: مش متشوقة ؟
سناء: لا طبعا .. انا مانعرفش من صاحب النصيب اصلا .. مخليتها ع ربي وباذن الله بيعطيني خير وبيرزقني بالزوج اللي مانهونش عليه
حنين: شن يعني ؟
سناء ابتسمت: يعني يرزقني براجل مايهونش عليه دموعي ولو شافهم يراضيني طول .. ونبي راجل اماليه عسل ونتفاهمو مع بعض ويجي كله زي مانبي واحسن .. عندي يقين والله
حنين تنهدت بالم: يارب
وقفت سناء وشافت لتليفونها: الوقت خلاص تاخر بنروح
حنين حركت راسها بدون انتباه ..
طلعت سناء وروحت ..
..........................
محمد: علاش ماتبيش تروحي معاي ؟
آية: خليني اليوم مع بنات عمتي .. غدوا ان شا الله نروح
محمد: براحتك .. تصبحي ع خير
سكرت وراه الباب وخشت .. تغمرتها اسيل
اسيل: ياسلام استاحشنا نباتو جنب بعض
ابتسمت آية: حتى انا
اسيل: هذا علاش ماتبيش تروحي مع خالك !
آية: اي  .. وحتى نبيه ياخد راحته مع مرته اليوم بعد عرفت انها حامل بعد سنين شوق مساكين وربي يتمملها ع خير
اسيل ابتسمت: امين يارب
......................

محمد فتح الباب لقي نسرين تراجي فيه مبتسمة .. وبلهفة خداها في حضنه ..
محمد: تصدقي والله ماني مستوعب اللي صار
نسرين ضحكت خجلاً: ولا انا والله
محمد تباعد وابتسم: نوسة حبيبتي .. بالله عليك ردي بالك ع روحك وعليه
ابتسمت وبعدين تظاهرت بالزعل: اه يعني توا وليتلك غالية بعد سمعت بالبيبي !
محمد حضنها من جديد: والله من يوم شفتك وانتي عندي الغالية وكل ماعندي .. صدقيني ماشافت عيني غيرك ولا تغزلت في مرآ بعدك
نسرين بعتاب: اه يعني في قبلي ؟
تباعد وخبطتها بالخفيف: تو مصرّة ع النكد !
نسرين تصوت ناعم وحنون: لا ( رفعت عيونها ) وين آية حقا !
محمد وازن جبهته ع جبهتها: خلتلنا الجو احتفالاً بهالبشارة الباهية
نسرين تنهدت بارتباك ولهفة: محمد !
محمد: عيون محمد !
نسرين تحشمت وسكتت ..
محمد ضحك: شكلك جعانة ؟
نسرين: مبردك
ضحك محمد ولف ايده اليمين عليها: تعالي نديرلك احلا عشي
....................
آية فرشت مكانها وجت بترقد .. النوم طار .. تفحصت بنات عمتها لقتهم في سابع نومة .. وقفت وحطت الشال ع كتافها ولبست حجابها كويس وطلعت ..
خطوة .. خطوة ..
لمكانها السري .. المفضل .. مأمن اسرارها .. وصلت وقعمزت وتأملت القمر باكتماله .. تنهدت بوجع واذكرت ايامها في هالمكان واليوم قدامه خيمة مليانة حزن .. خيمة وداع بوها يللي في حياتها ماحست انه بوها .. مسحت ع وجهها تحاول تبعد الافكار السودا والذكريات الموجعة من بالها .. وتفكر بس .. في الشي الايجابي .. في الشي الحلو في حياتها
المعتصم .. اذكرت مواقفها البسيطة معاه .. واذكرت اعجاب سناء بيه وقررت انها تتنازل كالعادة وتخلي الفرصة لغيرها .. لانها لا مكان لها في الفرح ..
: ليك وحشة
فاجئها هالصوت .. نبرة الحزن فيه .. والبأس والشقاء ع ملامحه .. رفعت عيونها وباعدتهم من عليه بعد عدلت مزبوط حجابها .. تجاهلته زي ماتجاهلها قبل .. زي ماكسر بخاطرها كانت تبي تكسر بخاطره مش انتقام ..
لا !
اذوق ماذاقت الاكباد .. حس ماحسست غيرك بيه ..
رفع عيونه للقمر وابتسم : خليتي مكانك
وقفت بكبرياء: تصبح ع خير
كيف بتمشي شدها من ذراعها: ربي انتقملك مني مش ساد !
فكت ذراعه وتوسعو عيونها فيه: احترم نفسك
احمد فتح عيونه بصدمة ورفع حواجبه: متحجبة قدامي ؟
كيف حط ايده ع الحجاب .. دفعاته وبعداته من عليها
آية: انت واحد حقير
احمد شدها بالقوة من ذراعها وقربها لصدره:

#Dudu

زمهريراً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن