Part 28

358 5 0
                                    

#زمهريـراً

:: 28 ::

سناء اندفعت: ردي بالك ماتدعيش هكي .. ادعي قولي لو كان فيه خيرة ليا يجعله نصيبي
حنين ابتسمت: يارب زي ماقالت سناء
ضحكت سناء: ياعليك بنت
..........................
مرّت الايام وجي اليوم اللي بيسافر فيه علاء
يومين ثلاثة كفيلة لاشتياق الاب وفقدان وجوده .. كانو الاطفال يتغمرو ويبكو
علاء يمسح ع شعرهم: خلاص مش معطل والله يومين تلاتة بس
ليلى ابتسمت وحست انه موعد فراق آية قرّب : خلاص خلو بوكم يجهز روحه معاش وقت ع الطيارة
معاذ سلّم: توصل بالسلامة
علاء: هنيني ع الحوش ولدي ورد بالك ع وخياتك
ابتسم معاذ: كون هاني
وبعدين سلّم ع سما وحضناته: تمشي وتجي بالسلامة بابا حبيبي
حضنها وباس راسها: سلم بنتي اهتمي بقرايتك واحتجتي شي قولي لامك تمام !
سما ابتسمت: حاضر
وصل الدور في آية يللي طبست بتقبّل ايده زي مادارو صغاره .. بس منعها وباعدها وقال: صحيتي
آية بارتباك واضح: توصل بالسلامة
ومشت منحرجة للدار ..
ليلى: احرجتها البنية !
علاء صافحها: كلامي يتنفذ لو روحت ولقيتها تشوفي شي عمرك ماشفتيه
ليلى بخوف: الله يهديك بس
ولوّح بايديه ليهم وطلع ع المطار طول
...............
تغيّر ليلى واضح وملحوظ مافيش حد مش عارف القصة الا آية .. الوحيدة الغافلة ع اللي يصير من وراها ..
سما مدتلها طاسة نسكافيه: حسبتك معاي
ابتسمت آية: صحيتي
سما قعمزت ع الكرسي مقابلها: قولي .. علاش ماتكمليش قرايتك ؟
آية: وين بنكملها بالله .. من بيرفعني لطرابلس كل يوم ؟
سما سرحت تفكر: في جامعة في الزاوية ره .. تقدري تعادلي موادك
آية تنهدت: الموضوع يبي مشية لطرابلس برضو وندير الاجراءات .. وبعدين اصلا لو استقريت هنا ماعندي ماندير بيها القراية
سما: مستقبلك كيف هكي بتتنازلي عليه ؟
آية ابتسمت بألم: شوق ماتنازلت جت ع هادي ؟ بسيطة
سما حاولت تفهم: عادي نسألك ؟
آية: اي اكيد
سما: علاش سيبتي عمتك وجيتي هنا ؟
آية: اساسا مسيبتها عمتي قداش ليا .. صار موضوع بيني وبين بنتها وفضلت بنتها عليا .. وعندها الحق اصلا الأم ديما بتنحاز لصغارها وبضحي ع خاطرهم إلا ... ( سكتت )
سما: كملي ! إلا من ؟
آية: فوتي مش موضوع مهم
سما: باه وبعدين وين مشيتي ؟
آية: لبوي
سما: حلو .. الاب مافيش من احن منه ره في الدنيا كلها .. توفى والا سافر ؟
آية اضايقت: لا توفى ولا سافر
سما: اها !!
آية: بالنسبة ليا في حسبة الميت
سما بعبط: يعني هوا حي ؟
آية طبطبت ع كتف اختها: شن تبي في النكد انتي ؟ خلينا نطلعو للجنان شويا نشمو هواء ربي
ابتسمت سما وعرفت انه آية تتهرب من الكلام ع بوها .. وطلعت هيا وياها شاركتها التقعميزة والهدرزة العامة بعيدة عن ماضيها الاسود
.......................
في لحظات مليئة بالآلفة والمحبة .. والضحكات تتعالا ..
آية ترسم لرنا بحب ومنسجمة في خدمة وسيلة مميزة بحسها الفني ودراستها اللي خدت فيها سنتين بس ..
كانت تراقب ليلى بوجع .. في ايدها طاسة ينسون وحاسة روحها محتارة .. والخيارات كل مالها تخنقها اكتر واكتر .. بين بنت ماعاشتش معاها الا ايام معدودة حاليا وتلات سنين سابقاً ماصنعتش معاها ذكريات ولا ماضي حلو .. وبين خمسة اطفال كانت ليهم كل شي .. وعلاء الانسان اللي طلعها من ظلم الابوة لبر الامان وعيشها الحياة المستقرة والهادية مع اطفالها ..
ليش اليوم خيّرها رغم انه كانت كل اوامرها مطاعة ؟
معاذ من ورا امه: خيرك يام ؟
تلفتت ورجعت سكرت الباب ع البنات وجبداته بعيد: تعالا نهدرزو هنا
جي قعمز بحداها وابتسم: خيرك يما ؟
ليلى بحزم: معاذ انت ولدي الكبير وتو كلامي اللي بنقوله نبيك تتصرف فيه بعقل راني محتارة وبنموت من كتر التفكير
باس راس امه وايدها: بعيد السو عليك .. شن في ؟
ليلى تنهدت بوجع: بوك .. قاللي ياآية ياصغارك التانيين
معاذ ضحك بيلاهة: واضحة يعني صغارك اولى منها
ليلى توسعو عيونها: قلتلك تصرف بعقل
معاذ تنهد: يما آية عكرت صفو علاقتك ببوي .. وبدت بينكم المشاكل علاش تجبري في روحك تعيشي في الهم ع خاطر وحدة اساساً ماتفرقش معاها عاشت هنا والا عند عيلة بوها
ليلى: البنت توا ماعندها حد .. وبعدين انا امها اولى بيها
معاذ: وين كانت قبل ؟
ليلى: مصرّ انت ماتبيش تفهمني ؟
معاذ: يما ديري رايك .. لكن اهو نقولهالك راك بتخسرينا كلنا
.........................
بعد فترة من الزمن اتصل علاء مكالمة فيديو .. كانو صغاره كلهم متجمعين الا ايهاب وآية في المطبخ يجهزو في حلو العشية
تسمع آية في ضحكاتهم وكانت الغيرة تبرز ملامحها بس كانت تحاول تخفيها
بعد حطتها في الكوشة: توا هكي تمام
ايهاب فرح: خلاص نمشي نكلم بابا ماديري شي لين نجيك
آية ابتسمت: ماشية معاك اصلا
مشت معاه وين مايتكلمو .. وطبست لوّحت بايده ليه .. تلاشت ابتسامته مجرد ماشافها .. ليلى كانت مشغولة في الحمام
آية: اهلين عمي علاء كيف حالك ؟
علاء بجفاف واضح: اهلين بيك .. وين ليلى !
حاول يلغي تواجدها .. وتجاهل فرحتها بين صغاره نهائياً .. حست بيه انسحبت من وسط الجلسة واتجهت للحمام تنادي امها
ليلى طلعت: نعم بنتي خيرك ؟
آية وتحاول تخفي الحزن: عمي علاء سأل عليك
مشت تجري ليلى خوفاً من انه يوجع آية .. بس آية فهمت انها تجري حباً وشغفاً
آية تنهدت: ياريت ربي يرزقني حتى انا واحد زي علاء .. الله قداش باين الحب كبير بينهم
تتوهمي ياآية كعادتك ..
............................
حنين درست سيارتها ونزلت للحوش لمحت صلاح راكب سيارته .. ركزت نظرها اكتر كان هوا ماغيره
سرّعت خطواتها ليه: استاذ صلاح ممكن دقيقة؟
وقف .. لوّح نظره للبسته العسكرية وضحك ع جنب : شن تشوفي فيا شادلك عصاة .. والا سبورة باش تقولي استاذ !
حنين ارتبكت: يعني شن نقولك ؟
صلاح: انا ضابط .. ان شا الله خير يادكتورة ؟
حنين تجاهلت مقصد كلامه: انا بس بنقولك اسفة
صلاح : ماعندك علاش تتأسفي .. عموماً انا مشغول .. نستاذنك
حنين اضايقت من ردة فعله .. و كملت مشوارها للحوش
...............................
في الدار مسكرة ع روحها وغارقة في دموعها .. طقت عليها الباب .. مسحت بالقوة دموعها وقالت: تفضل !
خشت آية وفي ايدها كاس عصير ومداته لامها
آية قعمزت ع كرسي الزيانة: خيرك يما ؟
ليلى ابتسمت فوق اوجاعها: مافي شي بس هكي حسيت روحي خاطري نقعد بروحي
آية وقفت: يعني نمشي ؟
ايتسمت ليلى وشدت ايدها: قعمزي .. اصلا نبيك تقعدي معاي اكتر وقت ممكن
استغربت آية في كلامها: اها
ليلى شربت شويا من العصير: حلو العصير انتي درتيه ؟
آية بابتسامة فخر: اي صحتين
ليلى: من علمك اديري هكي ؟
آية: عمتي
ليلى: مافهمتنيش .. من علمك تخلي بصمة وين ماتمشي ؟
آية مافهمتش تلميحها بس سكتت
ليلى: آية .. سامحيني يابنتي ع كل شي
آية رفعت عيونها بجهل بللي صاير: يما خلاص عاد كل ماتشوفيني بتقوليلي سامحيني ؟ توا احني صغار اليوم واللي فات مات خلاص ماليشي مكان في بالنا
ليلى تنهدت: ياريت
آية قعمزت بحداها وباست ايدها: انا محظوظة لان عندي أم الكل يجري ع رضاها .. ومش ح نلومك ولا نعاتبك بللي فات لكن نبيك تخليني نبدا معاك حياة جديدة .. حياة فيها عيلة واستقرار وأمن وحب وحنان وحياة دافية هادية مافيهاش مشاكل بس بس هذا مطلبي
حاولت ليلى تخفي ملامح الصدمة والوجع في اللي جاي ومدتلها التليفون: خودي كلمي صحباتك لو تبي وخللي نشوف الصغار
خدت آية التليفون وابتسمت: حق قداش ليا معاش كلمتهم
......................
هيندا في التليفون: حبيبتي والله .. حتى انا استاحشتك طمنيني عليك شن جوك وشن اخبارك ؟
آية بسعادة: كلنا بخير .. تعرفي انا فرحانة هلبا ياهيندا اهني كلهم يعاملو فيا كويس وهما ماليهمش اسبوع يعرفوني .. وأمي مرآ طيبة وكويسة هلبا
ابتسمت هيندا فرحاً: الحمد لله ياربي ع كرمك وعوضك
تنهدت آية: الحمد لله .. ( ترددت ) هيندا ...
هيندا ضحكت: بتسألي ع اسامة واضحة !
آية بخجل: لا مش بالزبط .. لكن نبي ...
هيندا فتحت باب المحل بشق بسيط وشافت الشارع ورجعت: توا توا كيف ولع سيارته وروّح
آية: كيف ؟
هيندا: كل يوم يجي هنا ع امل يلقاك بس يخيب امله قاعد كل يوم ع نفس الحال
آية: يعني مانسانيش زي احمد ؟
هيندا ضحكت: لا .. لكن ردي بالك توثقي فيه خلاص انتي سكرتي بابه فوتيه تم
آية: اي عارفة
هيندا: آيوتة ماتغيبيش عليا كل فترة وفترة كلميني .. باهي هذا نخزنه رقم امك ولاه ؟
آية ببلاهة: اي .. ردي بالك ع روحك هيندا مع السلامة
سكرت من هيندا بعد مجلد من الدعوات لها بالهناء والتوفيق ..
حطت ع الارقام وكانت حافظة رقمه .. ترددت هلبا بس خدت نفس طويل وزفرت .. وبدون اي تفكير منطقي اتصلت
اسامة: الو
لا رد
اسامة: ايوااا
لا رد
اسامة تعصب: تي مني معاي ؟
لا رد
استدرك الموقف وابتسم: آية !!!
هنا كانت الصدمة .. والدهشة والذهول .. ماكانتش متوقعة ح يعرفها من نفسها .. وماحبتش تتكلم خوفاً من استرجاع الماضي .. ليش متصلة ؟
اسامة: آية ردي عليا !
آية: اسامة
وبدت تبكي .. وماقدرتش تتمالك نفسها اكثر
اسامة: ماتبكيش بالله عليك .. آية قوليلي شن مضايقك بس ؟
آية تنهدت بقوة ومسحت دموعها: مافيا شي .. بس انا مستحيل نرجع للماضي .. نبي نطمن عليك ونقولك انساني .. انسااني
اسامة: محال الانسان ينسى روحه
سكرت الخط في وجهه .. وبدت تبكي خفية خايفة حد يسمعها واطيح في قائمة من الاسئلة والفضول
...........................
علاء: غدوا مروح تصرفي معاها ليلى قداش بنقعد نعاود الكلام ؟
ليلى تعصبت: باهي فهمنا خلاص .. مافيش داعي كل شويا اذكرني بانه قلبك اسود ع بنية
علاء تعصب: قلبي اسود والا ازرق المهم نبي نروح مانلقاهاش ولو لقيتها تحملي نتيجة مايصير
سكتت لان الصمت هنا أبلغ من الكلام
سما واقفة تشبح لامها بصدمة: شن قالك ؟
ليلى تنهدت: قاعد نفس الكلام
سما: وانتي ؟
ليلى خبطت ع وجهها: شن تبيني ندير قوليلي ترا .. 6 صغار وين بنمشي بيكم ؟ هدا لو خلاني رفعتكم معاي
سما: مسكينة والله حرام عليكم حرام .. زي انتي زي بوها دمرتو حياتها البنت ودمرتوها
ليلى بحزم: اسكتي اوووس ماتوترينيش اسكتي
سما طلعت وقربعت وراها الباب .. وطوّالي ع دار معاذ .. بعد مااستاذنت
سما: معاذ نبيك في موضوع مافيش حد في الحوش هذا يحله غيرك
معاذ: شني ؟
سما قعمزت ع حافة السرير وركزت في عيونه: آية
عدّل تقعميزته وفنص فيها: اخطيني منها ترا .. من لما جت وانتم قريب تعبدوها عبادة ساد يامضاحك
سما مصدومة: يعني مش ح توقف معاها ؟
معاذ ضحك بهزوة: بصفتي شني نوقف معاها ؟ تي وين نندري هيا وين كانت وكيف عاشت وعلاش جاية ؟ خربتلنا حياتنا كلنا
سما: بابا مايبيهاش تقعد عندنا وقال لماما لو قعدت دوري وين تعيشي انتي وياها .. يعني احتمال كبير ياخدنا معاه وماما بتتباعد علينا
معاذ رفع كتافه: مادخليش
سما: مسكينة كانت متوقعاتك ارجل من هكي بهلبا
شدها من كتفها بالقوة: تي سكري فمك شن تبيني نديرللها ترا ؟ نهج انا وياها ؟
سما: انت خوها انت سندها
معاذ بتعصب وضاغط ع سنونه: انا .. مش .. خوها .. فاهمة ؟
سما فكت ايده ووقفت: لكن بتتحمل خطيئتها ليوم الدين
وطلعت متعصبة منه ..
خشت لآية لقتها تمشط في شعر رنا وتضفر فيه .. قعمزت ع ركابها قدامها
آية باستغراب: خيرك ؟
سما: انا صح عرفتك توا وفي الاول كنت مضايقة منك وهكي .. لكن بعد شفتك كيف تعاملي فينا حبيتك والله
آية ابتسمت وكملت تمشط في شعر رنا
سما: آية .. ( رفعت عيونها فيها ودمعت ) خليك متاكدة اني حاولت ندير المستحيل بس ماقدرتش مافيش في ايدي حاجة
تغمرت آية وبدت تبكي .. آية حاولت تستوعب ماقالت بس كانت مستبعدة الفكرة يللي تبي سما توصلهالها ..

#Dudu

زمهريراً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن