#زمهريـراً
:: 13 ::
هل بتكفي عياط ؟ ودموع وحزن ؟ والا بتكون قوية وتتخطى كل ماصار ؟
........................
مرت الايام بنفس الروتين
والحياة مملة ومخيفة بالنسبة لآية وماقدرتش تتكلم مع بوها بخصوص الجامعة خوفاً ورعباً منه
أما احمد ف كان يجهز في حوشه تدريجياً وع وجه كمال .. ورويدا طارت من الفرحة لما خبرها انه آية تباعدت عليهم نهائياً ع رايها انه ح تكون علاقتها باحمد قوية طالما آية لا وجود لها
حنين كان الضمير بياكلها ماكلة بس ماقدرتش تتكلم لان ::
جميلة: انهي الموضوع حنين قلتلك هيا غلطت وعضت اليد يللي امتدتلها
حنين: سمعتوها ع الاقل سمعتو منها بالك في شي غلط وفايت علينا
جميلة شربت شويا من قهوتها: انتي امتى بتناقشي رسالتك ؟
تنهدت حنين: مازال ياماما مازال كيف بديت
جميلة ابتسمت تصنعاً: خلاص الهي في ماجستيرك وحياتك وآية هونا عندها بوها وامها يتصرفو معاها انا درت واجبي معاها كامل
سكتت حنين وعرفت لا جدوى من النقاش
................
فتحت الباب بهدوء كامل خوفاً من بوها يفيق بيها .. وسكرت الباب ونزلت مسرعة خطوتها ع الدروج لين وصلت للحي شافت يمينها لقت محل غدائية كانت جعانة وتعبانة من الجوع .. خدت منه طرفين كيكة وفتحتهم وكلتهم بشراهة
وقفت ع زواية المحل وطلعت اللي في جيبها من قروش شافتهم بحسرة: هادم مش ح يسدوني تاكسي للجامعة ( رفعت عيونها للسمي ) يارب تعبت خودني خللي نرتاح
قعدت تتمشى بوشاحها الشيفون الاسود وسروال جينز وبلوزة سودا وجاكيت شتوي بني لا ملامح ولا شي يدل ع الراحة .. سبيدروها رغم انه كان مريح اليوم بس حست انه يخنق فيها .. حست انه المسافة بعيدة وانه الطريق طويلة ..
كانت تمشي ببلاهة وبلا هدف ولا مغزى .. استمرت لين إطرت تاخد تاكسي لانه المسافة مازالت بعيدة والطريق غير معروفة يللي وصلتلها
صاحب التاكسي: بخمسة
عدت القروش لقتهم اربعة دينار بالزبط تنهدت: هما اربعة دينار تاخدهم وتوصلني والا نشوف غيرك ؟
صاحب التاكسي شاف للقدام: اركبي
ركبت الخلف .. وفتحت الروشن وتنهدت براحة .. بس انتبهت لشي اليوم لقت باش توصل للجامعة وغدوا ؟ وبعده ؟ واحر سيمستر ؟ ولاخر السنة ؟ كيف بتتصرف ومنين بتصرف ؟
سندت راسها ع الكرسي وغمضت عيونها طاردة للافكار البغيظة
صاحب التاكسي: تفضلي يااختي وصلنا
ابتسمت ومدتله فلوسه: تفضل وصحيت
ونزلت وكملت دربها سيراً ع الاقدام لين وصلت لكليتها .. فتحت تليفونها واتصلت بملك ومشتلها لمكانها المحدد
.....................
غادي كانت اسيل تحضر في محاضرتها وعقلها وقلبها عند سراج ومتوقعة انه ملعوبه كان مناوشة للغيرة عندها وبيوضحلها خبث آية عليها وبس
وفي لحظة ضعف بعتتله مسج بدون تردد خافت من نفسها تتراجع
( شكرا لانك بينتلي معدنها المصدي شكرا بجد )
تنهدت نوعا ما براحة وانتبهت وواصلت محاضرتها
.................
تغمرتها بالقوة : خلاص ارخيني بتقتليني ره
ضحكت ملك: يابنتي استاحشتك ( جبدتها من ايدها وقعمزتها ) قعمزي واحكيلي بالتفصيل الممل ؟
ابتسمت بألم: شن عرفك بللي صار ؟
ملك: مانعرفش شي سألت عليك اسيل وقالت دوة مش مفهومة نبي نفهم منك
آية رفعت عيونها: لو حكيتلك تصدقيني ؟
ملك ابتسمت بتفائل: اكيد
آية بدت تسرد في اللي صار ولاول مرة تشكي لغيرها وتفضفض .. لاول مرة تحكي وجعها لحد تاني .. لاول مرة صفة الكتم باعدتها الي مالا نهاية
..................
حليمة: غبية انتي ؟ تو لما لزيتيها لحوش بوها مش بتفضاله هكي ؟
اسيل تعدل في وشاحها ع مراية سيارة حليمة: نقولك هوا مايحبهاش تقوليلي تفضاله ؟
حليمة قربت منها: شن عرفك ؟
شبحتلها بغل: انتي شن تبي توصليلي ؟ انه يحبها وقاصد يخطبها حق ؟
حليمة رفعت كتافها: لا نقول هكي ولا هكي لكن توقعي اي شي
اسيل تنهدت: ممكن ترفعيني لكافيه نغير جوي بدال سيرة النكد هادي .. وبعدين بعتله مسج لو ماردش معناها كلامك صح
شهقت وخبطت ع صدرها: خيرك هبلتي ؟ مش قلتي خلاص نسيته ونحيته من راسي ؟
اسيل زفرت بضيق: حلومتي حبيبتي خيرك مولية نفاخة هكي ؟
حليمة حركت راسها بيأس: اركبي اركبي .. الله يهديك وخلاص
..................
ملك: سيارة حليمة فاتت شفتيها ؟
هزت راسها بالنفي : لا
ملك: معاها اسيل
آية: اها
ملك قربت منها بهدوء: مش كانت علاقتكم كويسة معقولة ع خاطر سراج الكلب هذا تنقلب هكي ؟
آية: ريتي ؟ كانت تكذب وتنافق بس .. معادن الناس تنعرف لما تغلطي معاهم
ملك تنهدت: يالطيف .. توا خلينا فيك انتي شن ناوية اديري ؟
آية تنهدت بوجع: انا نمرّ بظروف مايعلم بيها غير ربي .. تصدقي لا حن لا رحمة عليا ولما يتعصب يفش غله فيا
طبطبت ع كتافها: الله يهديه ادعيله بس .. توا هوا وين لما طلعتي ؟
آية: الوقت اهوا يكون راقد لان كل ليلة سهرية للفجار
ملك: مايخدمش ؟
آية: خدمته القمار
شهقت ملك: الله يهديه هذا حرام
آية: غير هذا اللي يدير فيه حرام ؟ تي هوا حياته كلها حرام في حرام
ملك ضمت فمها بألم: الله يكون في عونك .. علاش ماتحكيليش من قبل ع حياتك ؟
آية: ماكنتش نحكي لاني متحشمة من وضعهم المزري بس توا معاش يهمني حد واصلا اكيد توا اسيل قايمة بالواجب وحاكية للجامعة كلها
ملك عصرت ع ذراعها باطمئنان: مايهمكش فيها انا نسكتها .. بس انتي تي تكملي قرايتك ولاه ؟
ابتسمت بوجع: اما قراية ؟ نقولك حتى الماكلة زي الناس شوفانة فيها .. تفقرت اخر قريشات حطيتهم ع التاكسي اليوم
ملك فتحت شنطتها وطلعت فلوس: هدا ماعندي مشي بيهم اليومين اهما وبعدين يحلها ربي
عقدت حواجبها وردتهم عليها: انا مانشحتش .. انا نحكيلك بس
ابتسمت ملك: الصحبة سند لبعضها ره اطمني ياعمري مش نقول لحد ولا ح ندوي بيك
ابتسمت آية وخدتهم: بس يقعدو دين في رقبتي ؟
ملك: خلاص دين دين
....................
واقفة ع باب الشقة ومترددة اطق خايفة يفتحلها ويضربها كعادته .. توكلت ع الله وطقت ..
فتحلها وشبحلها من فوق للوطة: وين كنتي ؟
آية ارتبكت: نقرا في الجامعة انا اكيد ماعندكش علم
خشت وسكر وراها الباب .. حطت شنطتها ع جنب ومشت فوراً للحمام
ع طول قرب من شنطتها وفتشها لقاها فاضية عبارة عن كلينكس وربع دينار واوراق لوحهم ع الارض ومشي
سندت راسها ع باب الحمام وطلعت من جيبها الفلوس وغمرتهم وابتسمت
طلعت لقاته يدير في قهوة .. قررت تتعامل معاه بلطف بالك تتغير معاملته ليها
آية: نديرلك انا قهوة ؟
تباعد عن الغاز: ديري
ع طول للبكرج ودارت القهوة وصبتله في فنجان ولقاته في البلاكونا يدخن .. جبدت كرسي بلاستيك ابيض من المطبخ ومدتله فنجانه وقعمزت
عيسى شرب شويا وشبحلها: خيرك تشبحيلي ؟
آية: انت علاش ماتزوجتش ؟
ضحك ع جنب: كرهتوني فيهم
آية تنهدت: مش كلهم زي امي .. في نساوين طيبات وكويسات
شبحلها باستغراب: شن تبي انتي ؟
آية قربت منه: انا نبيك يابابا .. ( فتحت ذراعها ) نبيك تحضني وتعوضني ع السنين يللي عشتهم بعيدة عليك
حط الفنجان لوطة وضحك بهزوة وماردش عليها
خش .. خبطت رجلها بالقوة ولعنت حظنها كعادتها .. مشت لدارها وغفت بوجع وألم مستمر طيلة حياتها
......................
اسيل حذفت شنطتها ع شكماجة وتلوحت ع سريرها وتنهدت بقوة
حنين كانت فاتحة اللاب توب: خيرك فرحانة ؟
اسيل: جايني شعور هكي حلو وخلاص
حنين بتذمر: بعد اللي صار كله وفرحانة ؟
اسيل باللامبالاة: وشن اللي صار ؟
حنين سيبت اللاب وقربت عليها: آية يااسيل انتي عارفتيها مظلومة ولاه ؟
عدلت تقعميزتها وشبحلتها: انتي ديما عندك انا الغالطة .. بالله من فينا اختك انا والا هيا ؟
حنين تنهدت: فيقي لعمرك راهو سراج حقير ولعب بيكم الزوز
اسيل تلوحت من جديد: انا راضية مالك ومالي
سكتت حنين .. وعرفت لا جدوى من النقاش
...................
سكرت دارها بالمفتاح وقعمزت ع فراشها تقلب في تليفونها .. وحطت ع رقم حنين وترددت هلبا تتصل .. بس بعدين خدت قرار
لا تواصل بينهم .. لو كانت مقتنعة بظلمها في اللي صار راهي حاولت تتواصل معاها .. حذفت تليفونها ع جنب وسرحت
للعالم الطفولي ::
وقت كانت تلعب في نقيزة مع بنات الجيران وامها عند الجارة تهدرز .. فجاءة يروح بوها يدندن ويغني ويطيح ويوقف من جديد ويضحك بروحه
كانت مذهولة ومرعوبة من منظره .. يللي خوّف بنات الجيران وهربو ..
وحدة منهم قالت: ماما قالتلي لما تشوفيه روحي للحوش
ماكملتش قفزاتها .. جمدت في مكانها وقت هربو البنات وجمد كل شي فيها حلو وبرئ وعرفت بوها غولة الشارع .. وحش المنطقة .. مرعب الاطفال .. اسوء شي ممكن يكون في حياتها أب مخيف
رحعت لواقعها يللي قاعدة تعاني فيه .. وحست بحقد الواضح ع امها : هربتي وخليتيني نعاني
................
ملك: باهي اشتغلي ع الاقل تلهي روحك ومنها اطلعي مصروف
آية تنهدت: وبوي ؟ ع اساس يعني بوي ؟
ملك: قوليله تو يفرح يقول بنتفكى من مسؤوليتها
آية: ونبدا حاصلة فيه ؟
ملك: هكي والا هكي حاصلة ياوخيتي .. ماهو يخنب منك ؟
آية قربت من الروشن بهدوء ووجع: صح
ملك: خلاص حبيبتي معاش تخممي .. اشتغلي وطلعي مصروفك واكذبي عليه انك معاشك كدا مثلا والباقي دسيه لروحك
آية: باهي وين ممكن نشتغل ؟
ملك: شوفي محلات ملابس .. او مكياج او حتى المولات الكبار ع الكاصة
آية حكت جيهتها باستغراب: تمام نفكر .. صحيتي
ملك ابتسمت: وخيتي انتي .. احتجتي شي كلميني
آية سمعت تقربيع الباب قطع خلوتها بصاحبتها .. سكرت عليها ع طول .. ودست التليفون وفتحت المفتاح
عيسى: علاش مسكرة ع روحك ؟
كانت ترعش من الداخل بس من برا كعادتها صلبة: كنت نقرا
لف بعيونه ع الدار وماشاف شي .. شدها من شعرها بالقوة: انتي وحدة كذابة زي امك
آية بلعت ريقها بصعوبة : اكيد
حذفها بالقوة وقعد يفتش في الدار ويقلب في الدنيا كلها .. خافت يعرف مكان التليفون قعدت تلف معاه
آية: شن ادور ؟
عيسى: وينه تليفونك وينه ؟
آية ترعش: ماعنديش تليفون خداته مني عمتي
عيسى شبحلها بحقد وكره وقرّب منها: بتفوتيه عليا ؟
آية: والله العظيم
اللي خلاه يرخيها وينسى صوت واحد من صحابه تكلم ع عتبة باب الحوش لانه مخليه مفتوح
طلع .. وهي سكرت الباب وحطت ايدها ع قلبها وتنهدت وحست بالخطر قاعد ينجر ليها تدريجياً#Dudu
ماتقولوش قصيرة بس وغدوا عطلتي 🥲
أنت تقرأ
زمهريراً
Actionالاعتياد...! أصبح واقع أعيش تفاصيله.. و رداءًا ارتديه في جميع المواسم.. لكن الشعور لا يمكن له أن يكون عاديًّا.. اضطراب،خوف،ورعب... هذه أنـا .. وهذا ما أعيشه.. #زمهريـراً