البارت 10
'
| عَذبة مشاعر كِل يوم لها حال.|
'قال لها ربيع : طيب مِن الشخص اللي مُمكن يسحبّك مِنها ؟ مِن هالشخص بجيبه لِك راضي ، بس بترجعين أنتِ ؟.
نزلت نظرها ليد ربيع اللي ماسكه يدها وتفكر ماطرا بـ بالها غير عود اللي رفعت نظرها فيه .
ناظر ربيع مكان ما تناظر وناظر عود ، ورجع ناظرها : عود ؟.
ناظرتّه وقالت : ما أدري ربيع ، أنا غارقّه ما أدري وش مصيري لا تسألني أبد !.
و وقفت ومشت لسور الحديقة وفي يدها فنجان القهوة .
وتناظر المكان وترتشف مِن فنجان القهوة.
وقفت على السور وتناظر المكان اللي تحت السور ، لفت بسرعه مِن سمعت عود يقول وعُيونه على الروج اللي على فنجانها :
لا تقهّوت هي مِن زود الترف
ذابت حمرتها على فنجٌالها .
همّست بهدوء : مَن هي !.
أبتسم بهدوء وهو يحاول يقترب منها بس مو قادر بسبب الموجودين ، كان واقف على نفس السور اللي هي واقفه عليه لكن بعيدين عند بعض : ومِن غيرها السمّراء بنت العَربّ ؟.
أبتسمّت وهي ترتشف مِن فنجانها.
قال بهدوء وهو يناظر فنجانها وموضعه : أبي الفنجان .
رفعت نظرها له وهي تشربّ القهوة وقالت : تبي أصبّ لِك ؟.
قال وهو مبتسم : لا أبيها مِنك!.
عقدت حواجبها : طيب بجيب لِك أنا !.
هز رأسه وقال : أبي اللي بيدك.
ناظرت اللي بيدها وقالت : خلص!.
قال بأبتسامّه: صبّي لي فيه ، هو مو غيره !.
ناظرتّه وقالت : ليش ، فنجاني ذا !.
أبتسمّ عود وقال : أبيه ، يمّكن أخذ مِن حظه شوي !.
عقدت حواجبها بعدم فهم وقالت : ماني فاهمّه عليك بس واضح كلامّك مو زين مِن نظرتّك الخبيثه !.
ضحك عود بخفيف وهو يناظر للأمام عشان ما أحد ينتبه له !.
أبتسمّت على ضحكته وقالت : ياليت تخفف الضحك ، الحين بينتبهون لِنا !.
أبتسمّ عود وقال : ولا يهمّك !.
رجعت عَربّ لـ عند حروف اللي قاعده لوحدها وقعدت معاها : وش تسوين ؟.
أبتسمّت حروف وقالت : ولاشيء انتظر حرير تجي.
أبتسمّت عَربّ على طاري حرير وقالت : ألا وين جنه ، ماشفتها ؟.
قالت حروف بأبتسامّه : مع أخوها مالِك ، أظن للحينه معاها داخِل.
أبتسمّت عَربّ وهي تشوف مالِك جاي لُهم وهو يدف الكرسي المُتحرك حق جنه ، ومتجه لناحيتهم عند حروف .
عدلت جلستها حروف وأبتسمّت لـ جنه اللي تناظرها ومبتسمه.
وقف مالِك الكرسي عندها وقال بأبتسامّه : ما رضت تقعد معاي داخِل تقول تبي معاك برا ، حاولة فيها عشان الهواء بس رفضت.
ابتسمّت حروف له وقالت : لا تخاف أساسا جايبه لها معطف كبير بيدفيها ، ونزلت للشنطة الكبيرة وطلعت مِنها معطف جنه ولبستها وهي مبتسمّه لها ، ولبستها القُفازات وقالت : كيف الحين دفيتي ؟.
'
والودُّ يظهرُ في العيون خفيُّهُ
إن الوداد سريرةٌ لا تُكتَمُ|
'
هزت جنه رأسها وقالت لها بخجل وعُينها على عَربّ اللي أول مره تشوفها : شكراً حروفي.
ضحكت حروف وباست يدها : العفوا جنتي .
أبتسمّ مالِك لحروف وقال : مشكوره حروف ماقصرتي .
أبتسمّت لَه حروف وقالت : ولو مالِك مو بيننا جنه أختي ماله داعي تقول هالكلام !.
ضربّ ربيع على عُنق مالِك وقال بأبتسامّه : كذا مره قلنا لِك هالكلام ! الشكر والعفوا مو بيننا حق و واجب ، أختنا ذي !.
ومسك خدود جنه وباسها !.
قال مالِك بأبتسامّة : عارفه والله ، ربي يديمّكم.
أبتسمّت حروف له وسكتت.
ابتسمّت عَربّ ومدت يدها لـ جنه وقالت بأبتسامّه : جنه ؟ أنا عَربّ ، أخت حروف.
مسكت يدها جنه وسلمّت عليها بأبتسامّه خجلانه : وانا جنه أخت حروفي .
ضحك مالِك وقال لـ ربيع : باعتني بـ ريال واحد.
ضحك ربيع وقال : تستهبّل ! ريال كثير ، رُبع ريال !.
ضحكت عَربّ وناظرته : عاد بكيفّك تحمّل ، صارت بنتنا !.
ضحك مالِك وقال لها : ياشيخه اختكم ماقلنا شيء بس مو جحده كذا !.
قربّ عود مِنه وضربّه على عُنقَه وقال بهمّس له : ياشيخه؟.
ناظره مالِك وضحك : لا تبتدي !.
أبتسمّت عَربّ لجنه وقعدت تسولف معاها.
قالت حروف وهي تناظر ربيع بضحكه : عَربّ ، بنجي لِكم يوم الأثنين.
لفت عَربّ لها وقالت بأبتسامّه: منجد؟ الله يحييكم.
قالت حروف بأبتسامّه : بس مو جايين عشانِك بس ؟.
قالت عَربّ وهي معقده حواجبها : عشان شنو بعد ؟.
قالت حروف وهي تناظر ربيع : بنخطب ساريه لـ ربيع ، وجايين نشوفها.
ضحكت عَربّ وناظرته بصدمه : ربيع ؟ وساريه ؟ وخطبه ؟ لا أستحاله!.
قال حرير اللي قعدت أمامها : ليش ، بالعكس كفو محتاجه أحضر زواج كبير وقريب بعد.
ناظرتها عَربّ وهي معقده حواجبها ورفعت رأسها لـ ربيع اللي يناظرها !.
ضحكت حروف: منجد حتى أنا أبي زواج قريب !.
قالت عَربّ وهي مبتسمّه وتناظر حرير : مايصير ياعَيني مايوافقون على أحد مِن برا قريتهم ، يعني أغسل يديك ، وأساسا ساريه ماراح توافق ، تكره الحضر على قولتها !.
قالت حرير بضحكه وهي تهمس لـ حروف : هي اللي أغمى عليها عشان ! ولفت لـ عود هي و حروف !.
انتبه عليهم عود وقال وهو رافع حواجبه : خير أن شاء الله ليش تناظرون ؟ بتزوجوني ربيع؟.
ضحك ربيع وضربه : الله حسيب العدو لا تقرفني!.
ضحكت عَربّ وناظرتهم وقالت : لايقين لبعضكم ! بعدها عقدت حواجبها وقالت بأبتسامّه : أستغفرالله بس!.
'
'
الإهتمام عظيم قد يغلب الحُب أحيانًا .|
'
ناظرتها حروف وهي ماسكه نفسها وقالت وهي تهز رأسها : أي هي نفسها ساريه!.
وضحكوا ثنتينهم بقوة ولحقتهم عَربّ اللي فهمت مقصدهم بالنهايه!.
قال عود وهو يتكتف : انتوا ثنتينكم وش تضحكون عليه ؟ ترى ملاحظ نظراتكم لي !.
قالت حرير بضحكه : ما أنصحك تعرف ، أولاً بيكبر رأسّك ثانياً عيب بحق صاحبّك.
ضحكت عَربّ وقالت : لا أساسا ساريه وأهلها مُستحيل يوافقون قولي له.
هزت حرير رأسها وقالت لهم وهي تضحك بين السالفه وتكمّل عنها حروف لين ما أتموا السالفه اللي صارت لـ ساريه لما صادفت عود يضحك أمام كوافير عَربّ.
قالت حرير وهي توقف مِن مقعدها وتقعد بجمّب حروف : تعالوا أقعدوا هنا لا تبقون واقفين.
قعدوا ثلاثتهم مع بعض وهُم متزاحمين بس أهم شيء يقعدون مع بعضهم !.
ضحكت عَربّ على اشكالهُم ولفت رأسها مِن جات عينها بعين عود اللي غمّز لها !.
همست حرير لـ حروف : كريه كريه يحاول يتقربَ مني ! وأخته حمّاره والله لو ما عود بيزعل مني لأنتفها تنتيف ! تخيلي حروف تاخذ كيسه وحده وتدخل لدلخِل عشان تتركني معاه !.
قالت حروف بصدمّه : تستهبلين أنتِ ! ليش ما تقولين لعود يوقفهم عند حدهم!.
ضحكت حرير : أستحاله ! أكيد تمزحين معاي ، تبين تصير مشاكِل مالها نهاية ، وعود مُستحيل يصبّر أبد راح يقتّله لو عَرفّ !.
قالت حروف بأبتسامّه : طيب ذا المطلوب !. ولفت تبي تنادي عود لكن مسكت حرير يدها بخرف : حروف لا ! لا تقولين أنا أعرف أتصرف بدون علم عود !!.
و وقفت حرير ومشت لناحية أبوها وقعدت بجمبّه ، وخذت تسولف معاه شوي وبعدها بدت تشرح له اللي عندها وهي خايفه كثير مِن ردت فعله لكن أبتسمّت مِن مسك يدها وقعد يطمنها ويقولها راح يحل الموضوع وباستّه بحُب : بابا مره شكراً أنّك تفهمت ، كنت خايفه أن ممكن تفهم غلط وتروح له وتسوي له شيء !.
أبتسمّ أبوها وقال : مِن قال مابسوي له شيء ؟ بسوي لكن مو اللي بـ بالِك لا تخافين!.
بلعت ريقها وقالت : وعد بابا ؟.
أبتسمّ أبوها لها وهو يطمنها : وعد بابا ، يلا الحين روحي مع حروف وياويلّك تشغلين نفسّك بالتفكير !.
وقفت حرير و دخلت لداخِل البيت .
جات زهور ولفت على صوت أبو عود اللي يناديها : زهور !.
لفوا كلهم على نبرة أبو عود اللي حاده نوعاً ما !.
أستعدل عود وهو يناظر أبوه ومعقد حواجبّه ؟
مشت له زهور وقعدت عنده : سّم !.
ناظرهم أبو عود وعُيونهم عليهم كلهم ، ناظر عود اللي معقد حواجبه وأبتسم له ولف لزهور وهمّس بأبتسامّه : يسمّك أنتِ وأخوك اللي مايستحي!.
'
'
فما أحلا العيون إذا تلاقتُ
وحالُ لسانِها هلْ من مزيدِ|
'
بلعت زهور ريقها ورجعت خصلات شعرها اللي طالعه مِن الحِجاب داخِل الحجاب بتوتر : وش معنى هالحكي عمّي !.
قال بأبتسامّه : صدقيني لا يحسّ عود بشيء والله لأحرقّك أبتسمي وخلي الوضع طبيعي ولا راح يوصل الخبر لعود و وقتها تستلمين أخوك جثه وأنتِ بالعنايه!.
لفت وناظرت عود بخوف ولفت لأبو عود بأبتسامّه : لا تتكلمّ بألغاز ! قول وش الموضوع !!.
ضحك أبو عود وقال بحّده وقهر : صدقيني ماراح يعيش رائد سليم ، وماراح ترتاحين أنتِ بسبب قذارة فعلتّك ، تنادين أخوك هنا عشان ينفرد بـ بنتِ ، أحمدي ربّك أنّك للحين عايشه وبخير !.
قالت زهور بأبتسامّه : وش قاعد تقول ! أخوي مُستحيل يقربّ مِن بنتك ذي ، أخوي جاب لي أغراض مِن بيت أبوي !.
ضحك أبو عود وهو يحك دقنه : يعني ماعندي عقل أصدق ! ليش ماعندك بيت يجيب لِك هالأغراض فيه !.
ناظرته وقالت : هو قالي بجيبها لي الحين ماعندي وقت وقلت جيبها ، وش بيعرفني أنا مقصده !.
أبتسمّ ابو عود وناظرها بحده : العامّلات وش كثرهم ؟ و عود موجود تقدرين تطلبين مِنه !.
سكتت زهور وهي مو عارفه كيف تبرر له او ترد عليه !.
لفت عَربّ عُيونها على عود اللي يناظر أبوه و زهور وما ابعدها مِن عليهم !.
وقف ربيع وقعد بين عَربّ وحروف وحط يديه على كتوفهم ، قالت حروف بأبتسامّه : راحت مِنك ساريه ، الله يعيننا ندور لِك !.
أبتسمّت عَربّ : زوجتّك عندي ، بس قول لي تّم !.
ضحك ربيع وقال : الله لا يشغلنا ، صار زواجي شغلتّكم الشغوله !.
أبتسمّت عَربّ : هو أحنا عندنا غيرك !.
قالت حروف بضحكه : أنا الحمّدلله بدور لأخوي الثاني بعد ، الحمّل صار كبير علي !.
ضحكت عَربّ وقالت : ماشاء الله ! وأخوك الثاني بعد اخوي يعني بعد بشيل معاك هالحمّل !.
قال ربيع بأبتسامّه : يخسي هالأخو الثاني تمام!.
جات لهُم حرير وفي يدها صينية فيها أكوابّ عصير ، نزلتّ لـ عود وأعطته هو ومالِك ، ولفت لعَربّ وربيع وحروف ومدتها لهُم وحطت الصينيه على الطاولة وقعدت بجمّب حروف.
همست لها حروف : وش قلتِ لأبوك ؟.
ناظرتها حرير وقالت : ولاشيء !.
أبتسمّت حروف : أحسن شيء سويتيه أنِك قلتِ لأبوك ، مع أن ودي تقولين لعود ، ذا مايستاهل أنكم تمررونها له كذا !.
قالت حرير بحده : حروف ! ما أبي عود يأخذ ذنبّ هالحُثالَه أبد !و او وصل الأمر لشيء أكبر أكيد مابسكتّ راح أبلغ عليه بـ ٩٩٩ او ٩٩١ او ٩٦٦ ، ولو مثلا تقدمّ وجاني بالتواصل الأجتماعي ماراح أسكت وببلغ عليه بـ تطبيق "كِلنا أمن" أحنا بدولة لها قانونها وحدودها تجيبه مع رأسه ، حتى بدون علمّ أبوي وعود .
'
أسترُ اشتياقي بالصمتِ ، فصوتُ الشوقِ عورة.|
'
تحرش ذا ماهو لعبّه لو صدق يبي يضيع نفسه يجي مره ثانيه ، حتى كلمّة وحده ماراح أرحمّه فيها ، بنت ناس أنا والأعظم أني بنت ولد عمّه !.
أبتسمّت حروف : كفو عليك أخت قاضي بحَق وحقيق ! هالشيء مو سهل وما ينسكت عنه أبد !.
ضحكت حرير وسُرعان ما أختفت ضحكتها مِن طاحت عينها على اليد اللي على كتف حروف ! رفعت رأسها وطاحت عينها بعين ربيع !.
بلعت ريقها بخوف مِن أنه سمع كلامهم وقرصت حروف بكُل ما أتاها الله مِن قوة .
ماكانت منتبه له مِن قوة غبنتها وقالت كِل شيء لـ حروف!.
عضت حروف على شفتها بألم وقالت بهمّس لها : وش عرفني أنه بيسمّع !.
طنشتها حرير وبعدت شوي عنها وهو متوتره وخايفّه أنه يكون سامعهم ، وأكيد مابيسكت بيقول لـ عود !.
همَس ربيع لـ حروف وعينه على حرير : وش صاير ، وش اللي تحرش وبلاغ ! وش السالفه !.
قالت حروف : بس لا تقول لعود ! أبوها محذرها ماتقول له ، رائد ذا اللي خطبها أخو زهور ، كذا مره حاول انه يقربّ منها ، هذا غير الكلام والغزل ، وقبل شوي لما طلعت مع زهور كان موجود وكان بيسوي لها شيء لو أنها ما راحت بسرعه قبل يتخطى الحدود !.
ناظرها ربيع بصدمّه وقال : وليش ماتكلمّت مِن زمان ! بايعه نفسها ذي !.
قالت حروف بحده : مالِك شغل فيها أبوها عنده خبر و وعدها انه يتصرفّ بهدوء بدون علمّ عود ، وهي زي ماسمّعت ماهي ضعيفه تستسلم له ، تعرف تتصرف ترى !.
ناظرها ربيع ونزل نظره لـ حروف بحدّه وقهر فضيع : لو قال حَرفّ واحد لها حَرفّ واحد ، ومايكون لي علمّ ياحروف والله أن تلومين نفسّك أنتِ وهي !.
قالت حروف بنرفزه : وش عليك منها أنت ! عندها أخ وأب ، يعرفون يتصرفون وش دخلّك أنت !.
ناظرها ربيع بحده : مالِك شغل أنتِ ، اللي يصير يكون لي خَبر فيه ولا والله ما يصير خَير ، وأخذ بيد عود و وقتها صدق صدق ماراح يصير خَير أبد!!.
قربّت حرير وهو سامّعه كلامّهم : تمام ماراح يصير شيء بدون ماتدري عَنه بس ياويلِك تقول لعود ! عود أبوي محذرني ما أقول له ، لا تجي تخربّ على أبوي وتروح تقول له !.
سكت ربيع وهو يناظرها ، بعدها قال : تّم ماراح أقول له ، بس ياويلّك أنتِ وهي يصير شيء دون علمي ، ولا حتى تفكيرين تسوين شيء دون علمي أنتِ وهي ، لا تلومون ألا أنفسكم !.
قالت حرير : تمام ، راح يكون عندك خبر !.
هز رأسه برضى وقال : تّم !.
'
'
أنتِ سَلوة خاطري و أنتِ أبتهاجَه.|
'
ناظرته حرير بضيق ولفت رأسها للأمام.
قالت عَربّ بهدوء : وش يهمّك !.
ناظرها ربيع وهز رأسه : بكون قليل أصل لو صار هالشيء لأي وحده وما أوقف معاها !.
أبتسمّت : بس ماراح تشتط لهدرجة ولا ؟حاطها برأسّك أنت صَح ، وياليت ما تنكر أعرفّك أنا !.
هز رأسه بـ لا : مِن قال ! وبعدين أكيد مابسوي هالشيء بـ عود مهما كان ، لو حطيتها برأسي ، أعرف العنوان وأعرف
الطريق حق بيتهم !.
هزت رأسها له بأبتسامّه ، وقالت وهي توقف : عَن أذنّكم أنا بأنصرفّ فرصة جداً سعيدة أني تعرفت عليكم وياربّ مو أخر مره .
قال عود بزلة لسان وأبتسامّه: على وين ياحُبي باقي العشاء!.
ضربه مالِك مع جمبه وهو مصدم!!.
قال عود بترقيعه : حرير ياحُبي العشاء متى يجهز!.
وقفت حرير وقالت : يلا الحين بيجهز بروح أشوف وش سووا ، وأنتِ أقعدي يا عَربّ مابتروحين الحين أبد !.
ضحكت حروف وقالت لـ ربيع : قال لـ عَربّ حُبي ولا سمعت غَلط أنا !.
قال ربيع بهدوء : لا ماسمعتي غلط ، قالها لكن لأخته حرير!.
قعدت عَربّ وعُيونها الحَاده على عود !.
ضحك عود على خفيف و والوضع عادي عنده بس عارف أن عَربّ بتقلبّ عليه.
ضحك مالِك معه وهمس له : والله نظراتها ما تمزح ، تحمّل اللي بيجي لَك !.
ضحك عود وناظره : تتوقع تعصب !.
هز مالِك رأسه : مئه بالمئه أي.
جات لهم حرير وخبرتهم أن العشاء جاهز وقلطتهم على العشاء.
تأخرت لين دخلوا كِلهم ومشت خلف عود ومسكته مع ياقته وجرته لوراء وهو يضحك ويحاول يتوازن !.
وقفتّ وتكتفت أمامه وعُيونها الحاده عليه : وش اللي قلتّه قبل شوي ! تبي تفضحنا أنت !.
ضحك عود وأستعدل بوقفته وتكتف نفسها : وش فيها ؟ مايهمني أحد ترى ولو
عرفوا يوم السعد !. "وغمّز لها."
رفعت حاجبها الأيمّن : يا رجُل ؟.
أبتسمّ عود بذوبان وقال : حركة حاجبّك حلوة !.
لفت عَربّ بصدمّه وضمّت وجهها بين كفيها وهي مصدومه ، هي بـ وادي وهو بـ وادي بعيد !.
ضحك عود بقوة وسُرعان ماتقدّمت له وحطت يدها على فمّه وهي فاتحه عُيونها بصدمّه مِن أستهتاره بهالموضوع : عــود!!.
باس باطنّ كفها وضحك مِن سحبّت كفها بسرعه !.
خزته بحده وقالت وهي ترفع سبابتها وتمدها له : ياويلّك تنعاد يا عود ياويلك!.
قربّ بسرعه وباس طرف سبابتها وقال بضحكه : عُيون عود ، ياحلو أسمّي مِن منطوقِك ، تأمرينّ أمر ياعَين عود!.
سحبّت سبابتها وهي بتجنّ مِن حركاتّه اللي صادمتها ، نزلت لشنطتها وسحبتها ودخلت لداخِل تحت أنظاره وكلامّه الغزلي فيها!.
'
'
"ثمَّة لحظة لا نعود بعدها كما كنَّا".|
'
وقفتّ مِن أكتفت مِن الأكِل وقالت : الله يخّلف عليكم ويزيدّكُم مِن خيرة .
ناظرها عود بقهر ما أكلت شيء أبد بس ملعقين وياليتهم كامّلة !.
مشت عَربّ لـ ربيع وقالت بهدوء : ربيع أعطني جوالِك شوي ؟.
هز رأسه ربيع وطلع جواله ومده لها ، أخذته بأبتسامّه وسوت اللي تبيه وقفلت الجوال ورجعته لَه ، وأستأذنت مِنهم وطلعت لسواقها.
ركبّت مع السواق وأعطته العنوان .
سندت ظهرها وغمّضت عُيونها اليُمنى بألمّ مِنها ، حكتها بألمّ وفتحتها ورمّشت عدت مرات.
فتحت الشنطة الخاصه فيها اللي بالسيارة دائماً ، طلعتّ الكتاب الخَاص بالمكان اللي متوجهه له ، هالكتابّه تعيد قرأتّه كِل مَره تروح لهالمّكان المُحبب لقلبّها ، حَافظه كِل تفاصيلة وكِل حَرفّ وحركّه فيه ، وحتى عدد الحُروف الموجودة فيه ،
"٥٠٠٠٠ " حَرفّ فيه و "٩٠٠" و زُود سطّر فيه ، وشخصّ واحد بين الـ "٥٠٠٠٠حَرفّ" وبين الـ " ٩٠٠" سطر ، وبين أرفف المّكان ، وعند عتبت باب المّكان ، وعند أحد طاولات هالمّكان وفي أحد مقاعد المّكان ، وفي قلبّ صاحبّة المّكان.
تجمُّع الشُعور وفيضانّه بداخِلها أرهقها بشدّة ، أبحُر وأمواجّ تحرّكها مِن الداخِل ، أنتظرت كثيراً أن تهدأ هذي الأمواج ، وخَافّت بأن تفيض بشدّة عندما تكون أمامّه وتظهر على ملامحها وتُفضّح أمامّه!.
لفت رأسها للخلفّ وهي تشوف سيارتّه خَلفّ سيارتها ، أبتسمّت ورجعتّ لوضعها.
وقف السواق عند أحد المقاهّي ذاتّ التصميم القَديمّ المُلفّت .
نزلتّ مِن السيارة و وقفت تتأمّل المكان ، لها فترة طويلة مِنه ناظرت لفوق وأستقّرت عَينها على الأسمّ والعِبارّة. "مَقهى بُن السمّراء" و مكتوبّ تحتها بخط أصغَر" سمراءُ فاح البنُ من عُنّقِها."
أبتسمّت وتقدمّت بتدّخل لكنِها وقفتّ بـ مَكانِها مِن صَاحِب الوجه المألوف الذي ظَهر أمَامِها ، وركّز بعينها ولهفّته فُضحّته بأرجاء المَكان!.
أبتسمّت لردة فعله الهَادئه وقالتّ : بُن السمّراء ! باقي هِنا أنت !.
أبتسمّ وعُيونّه تائهه بِها : لقلبي قوة فاقتّ قوتي !.
أبتسمّت وقالت : يا الله ، كِنت نفسِك ، لَكنّ قوة قَلبي بالحُب زالت.
نزل نظرة لأيدها اليُسرى على أمّل!.
نزلتّ نظرها لمّكان نظره : أصبعي حَرمّت بأن ترتدي خَاتّم خَاص بِك!.
ورفعة خاتّمها الحَجري ذا اللون الأسود المنقوش بلقّب عود لها "السمّراء" : أخذ مَكانّه هالخَاتّم.
قال وتاد بألمّ : أكتفيتي؟.
'
'
يشكو الفؤادُ إلى الرحمنِ وحشتَهُ
والنفسُ ترجو خلاصًا مِنْ مساويها.|
أنت تقرأ
فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِ
Romanceللكاتبة/ الثُرَيا