27

154 3 0
                                    

البارت 27

'
|‏أليس المُنادى فى اللُّغةِ منصوباً
فمالى كلما أُناديك لا أفكرُ إلا فى ضمك..|
'
أبتسمّت عَربّ وأعطت العامّله عبايتها و بوكس الشوكلت ، وقربّت مِنها وسلمّت عليها وغمّضت عُيونها مِن لفحتها رائحة عود العالقه بـ شعرها وملابسها ، حست بشعور غريب أشبه بالغيره بداخلها وقالت : الله يسلمّك ، منور بأهله.
وأعطتها الكيس اللي بيدها وقالت : هديه بسيطه لِك.
أبتسمّت زهور بحُب : ياروحي أنتِ مشكوره والله.
-
قالت زهور : هذاك اليوم الضيفه هي عَربّ اخت صاحبك.
هز رأسه وقال : ليش ماكان عندي علم.
هزت رأسها : مو مهم!.
هز رأسه بهدوء و وقف عند باب بيتها : وصلنا.
نزلت زهور وقالت : مشكور عود ، وانتبه لنفسك مافيه شيء يستحق تزعل نفسك وتضايقها عشان احد ابداً.
وقفلت الباب ودخلت بيتهم.
رفع جواله على رسالة ربيع ونزله وحرك سيارته وطلع بسرعه وهو يحاول ينظم انفاسه اللي تتلخبط كِل ماتذكر كلام أم ربيع لهم ، رفضها له و اجرامها لما بعدته عنها.
-
وقفت بخوف أمام قصر والدها ، ناظرت أخوها اللي كان كِله حنيه ولُطف معاها ، كانت خايفه مِن اللي بـ يواجها ، تخاف يرفضون وجودها ومايحبونها.
دخلت مع أمين اللي كان يهديها ويطمنها وبحكي لها طول الطريق عن أهله وعن اخلاقهم وتعاملهم ، كانت فرحانه وخايفه جداً.
وقفت أمام مجلس كبير في مُقدمته رجُل بـ عكازه الشيب مَحتّل شبابه ، لكن الى الأن بصحته وقوتها الواضحه مِن ركزته وجلسته ، غمّضت عُيونها وتقدمت له ونزلت بتحبّ رأسه الى أنه سحبّها له وحضنها وأنهلت دموعه وهو حاضنها ويتويل على حالها : ياويل قلبيي بغا يذبحك اخوك ياويل حالي يا ابوك ياويلهه ، تأثرت مع دموعه وبعدت عنه وباست رأسه وسألته عن حاله وهي متوتره وخايفه.
مسح دموعه و وقف بأستناد على عكازه و مسك يدها بيده مما حسسها بالأمان وبشعور غريب غريب ، بدأ يعرفها على الموجودين واحد واحد وبعدها طلب منهم يسلمون عليها وسلموا عليها وهي خجلانه فعلاً.
قعدت بجنبّ ابوها اللي جبّرها تقعد بجمبه بينما كانت تناظر زوجة ابوها اللي قاعده وهاديه وكانت ملامحها بارده مما زرع الخوف في قلبها مِنها.
فتحت عُيونها بصدمّه مِن اللي قعد بجانبّها وحط يده على كتفها ، ناظرتها بخوف : راق!!.

'
|إن زاد ظلمك ما عدلت
‏وإن مر ليلي ما سألت|
'
ارتعد جسدها بخوف ونطت وكأنها رأت شبح لا أنس بدت ترجع للخلفّ برعب شديد ، هذا كان انتقام منهم لها ولا ايش تصنفه !
وقف أبو حرير ونطق مِن شاف حالاتها مرعوبه وكادت أن تجن مِن خوفها : أوس هذا مو راق يبه ركزي !
ناظرت بخوف وتكذيب ماصدقت الا أن نظرت الى أوس وتأكدت مِن لاحظت اختلاف قليل بالملامح ، شافت راق امامها كان نسخه منه لكن مِن ذعرها ما ركزت زين واكتشفت الفرق بين الملامح لكن الشبه لا زال موجود !
مسك يدها والدها وسحبها بهدوء وقعدها جمبه وقال بنبره تألم : خابرتس مو عارفتني ومو عارفه طبعي بس يا بوتس الغلطان ما اسامحه و راق ما بسامحه
دامني حييت ، وانا يابوتس انجرحت جرح مابعده جرح من خوفتس وانعدام ثقتس فيني يا ابوتس كيف خفتي اني جايب راق لتس وانا والله لو يخيروني بين عزرائيل و راق لا أروح لعزرائيل .
ارتفعت اصوات الموجودين بـ " الله يبعد عنك الشر ، الله يمنعك ، الله لا يكتبه والخ.."
كانت الى الان ترجف وخايفه راق سبب لها عقده ونفسيه راق هز ثقتها باللي حَولها حتى والدها خافت منه وما وثقت فيه ، نطقت وهي منزله رأسها وترجف بتوتر وخوف : راق بسبب موقف نزع كِل ذرة ثقه بداخلي حتى أمي اللي مِن انخلقت وانا بين يدها صرت شاكه وخايفه منها ، دمر كِل طرف ثقه بداخلي ، اذكر لما قالت لي امي ان شخص من طرف والدي يبيني وانا طايره مِن مكاني كأني امشي على السناء من فرحي ، ولما شفته حبيته وعطيته كل شيء بداخلي كِل شيء عندي ثقتي وزعتها عليه وحده وحده ليني خذاها مني وخذاني من نفسي ، اعتذر فعلاً اعتذر منكم لكن هذا شيء مو بيدي كل اللي بيدي انسلب مني بلحظه و موقف مو سهل.

فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن