26

146 2 0
                                    

البارت 26

'
|والشَّعرُ أطولُ من لَيلي إذا هجرتْ
‏والوجهُ أجملُ من حَظّي إذا ابتسما!.|
'
أبتسمّ وقال : مَن هذي ؟.
ضحكت حرير وقالت : كِلكم ناقدين عَلي بس وش أسوي مره سعيده ، وهاليوم مِنتظرته مِن زمان قليل اللي سويته.
ضحك عود وقَرب مِنها وباسها على رأسها : الله يديم هالسعاده عليك.
أبتسمّت حرير ولفت علطول مِن لما نزلت دموعها.
عقد حواجبّه وأنحنى لها ولفها عليه وقال بأبتسامّه وأستغراب : أفا ، حبيبة أخوها وش فيك تبكين ؟.
مسحت دموعها وأبتسمّت : ماني قادره أمسّك نفسي ، مرهه سعيده وفرحانّه أنك بتستقر وبتعيش مع وحده تحبّك نفس ما تحبّها وبتسعدك كَثير ، كنت خايفه أنك تكرر التجربّه اللي مريت فيها مع زهور.
أبتسمّ وقال وهو يمسح دموعها : عَربّ غير عَن زهور ، عَربّ غير عن كِل هالعَربّ ، هي مو زي أحد مُختلفه ، وبأذن الله نكون كِلنا سعيدين وبخير مِن الله.
مسّح دمعتها وحضنها بأبتسامّه ، كأنها أُم وبنت له ، مِن رِقتها وحنيتها عليه.
بعد عنها وقال : يلا عاد لا تبكين وتخربين الميكب اللي دافعه عليه مبلغ وقدره ؟.
ضحكت وبعدت عنه و عدلت مكياجها على السريع ولف عليه وقالت : كامّل والكَامل وجه الله.
خذت الفحم الصناعي اللي أحرقته وحَطت عليه كسرت عُود ، وحمّلت المبخر ومشت لناحية عود وبخرته و بخرت غترتّه وقالت بأبتِسامّه : روح الحين لأمي تكمّل فرحتها وهي تبخرك.
أبتسمّ عود وباس رأسها وطلع لأمّه اللي تجهز
المبخره له ، كان دائم يتبخر مِن حرير نصف بخور ، ويكمّله عند أمّه او العكس ، كِل وحده تَحط عودّها وحُبها فيه.
-
بخرت شعرها ولبسها وزادت العود وطلعت لـ عنان اللي للحين يتجهز ، دخلت عليه وشافته باقي مالبس كبّكاتّه ، أبتسمّت وقالت : هات هات.
ونزلت المبخره ومسكت يده وركبّت كبّكاته له وأخذت المبخره وبخرته.
أبتسمّ وقال : كملي شماغي .
قالت حرير بأبتسامّه : روح لـ أمي تكمّل تبخيرك.
أبتسمّ وقال : وين هي عمتي؟.
قال وهي تبخر شعرها : تحت مع أبوي وعود تو نزل لهُم.
هز رأسه و أخذ أغراضه وقال : يلا خلصي وألحقينا.
هزت رأسها وقالت : أخذ عبايتي وألحقكُم.
--
في بيت العروسه الجمّيلة.
قعدت وعُيونها على ربيع وحروف اللي قاعدين مع بعض يتساسرون والجوال أمامهم.
لفت نظرها لأمها وهي تقبض يديها ببعض ، الجمّيع عنده علم بـ سبب زيارة بيت أبو عود ألا ذِهال كانت مستغربه بس توقعت زيارة كـ تجديد لأيامهم قبل مع أبو ربيع.

'
|وَيا مَعشَرَ العُشّاقِ ما أَوجَعَ الهَوى
‏إِذا كانَ لا يَلقى المُحِبَّ حَبيبُ.|
'
أشرت على شاشة جوالها وعُيونها على ربيع اللي مركز معاها ، عارفه شعور زين وعارفه أنه يتحجج بـ أتفه الأشياء عشان يكون قربها ، متأثر مِن أنها بتبعد عنه فتره وكثير ، متعود مِن وهو صغير وهو معاها رغم فرق السن بينهم ألا أنه متعلق فيها كثير كأنها بنته يهتمّ فيها معظم وقته ، وقت ما سفريات أمُه لعملها ما كان يقعد معها غيره ، تدري أنه مستنكر فكرة زيارتها لأبوها اللي بعد سنين وبعد موقف ولده فكر فيها وفي أنها بنته وقطعه مِن قلبه ، كان أبوها أبو عَربّ وربيع ، وكان ربيع بحد ذاتّه أب لها.
أبتسمّت وقربت مِنه وهو مركز بجوالها وباست خده.
ناظرها ربيع وأبتسم وباسها ، قالت بهدوء وأبتسامّه : تدري أنك أب لي ، أبوي أنت.
ناظر ربيع أمه اللي عقدة حواجبها مِن كلامها وأبتسم وحضنها مع كتوفها وأكتفى بأبتسامّه ، كلمتها كانت شوي قاسيه لها لأنها فعلاً تربت بدون أب.
قالت عَربّ كـ تلطيف للجو : ترى بديت أغار ؟.
أبتسمّت حروف لها : أحترقي.
ضحكت عَربّ و أختفت ضحكتها أول ما جت العامّله تخبرهُم بقدوم ضيوفهم.
وقفوا جميعاً بعد ذِهال اللي وضعت الطرحه على رأسها وطلعت تستقبلهم كذلِك عَربّ و حروف اللي تحجبوا ولبسوا عباياتهُم.
رحبت ذِهال بـ أبو عود وأم عود وكذلِك أبنائهم هي وربيع وخلفهم عَربّ وحروف.
دخل خَلف أمه وأبوه وهو يتحاشى النظر لها أحتراماً لأمّه وأبوه وكذلِك ذِهال اللي رحبّت فيهُم ، قلبّه ماصمّت لَكن حاول يتخطاه ويضبط نفسه مايناظرها وهي كذلِك.
قعدوا وبدوا عَربّ وحروف يضيفونهُم وشاركتهُم حرير بالمُساعده.
قعدوا بعد السوال عَن الحال وبدوا يتذكرون بعض الذكريات الجمّيلة اللي عاشوها قبّل مع أبو ربيع ، كانوا مبسوطين وهُم يسمعون ذكرياتهُم وكلامهُم وكان الأكثر تأثر عَربّ اللي بان على ملامحها رُغم الأبتسامّه اللي راسمتها على وجهها أحترام لضيوفهُم.
قال أبو عود بأبتسامّه : حبينا نزوركُم اليوم نجدد عهدنا وعهد غيرنا ، مِنه نقضي وقت مع بعض ومِنه نحل أمر بينا.
قال ذِهال بأبتسامّه : البيت بيتكُم الله يحييكُم ، البركه حَلت بجيتكُم ، أغلى وأغز مَن يزورنا والله ، عسى حل الأمر والأمر خير؟.
ناظر ابو عود أم عود لأجل تشاركه حديثه وهي فهمت عليه ونطقت : خير والخير وجهك يا أم ربيع ، علاقتنا مِن زمان طويل معروفه ومِن وقت طويل بعد ما يُقارب ٤٠ سنه ، أحنا جينا لأجل خبر بيزيد رابطتنا وبيسعدنا بأذن الله.

فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن