البارت 30 والأخير
'
|نحنُ الأحق بقلبٍ ضاحك
لا سامحَ الله كل من أبكانا|
'
مسكّت رأسه ورفعته لفوق وقالت : ربيع لا تكسّرني أكثر ، أرفع رأسك وأرجع ربيع نفسك ، عشاني وعشان أمي ، ترى كانت بحاله يرثى لها لما كلمتني خايفه عليك ، خلّك زي ما أنت ظهر لنا وسند لو أنكسرت طحنا كِلنا ؟
دخلتّ وأغلقت الباب خلفها : ما أظن تبي نطيحّ مِن خلفك ؟
لفوا كِلهم عليها وسرعان ما أنخطفّت مِن مكانها لـ حضن ربيع.
ضحكت حروف وصرخت بألم مِن ظهرها اللي ألمّها مِن خطفّته السريعه لها !
شد عليها وهو مبتسمّ ومشتاقّ لها : وينّك فيه وينّك حُروفي !
ضحكت عَربّ من ردت فعل ربيع السريّعه اللي مِن شافها وقف بسرعه وشالها وحضنها ، ربيع يُهلك بدون حروف ، علاقته بحروف جداً جمّيله متعلق فيها مِن صغرها ، وقفت عَربّ وسحبّت حروف مِن ربيع : بس بس يكفي بق لي شدعوه عاد حتى أنا مشتاقه لها ! وحضنتها بشوقّ : يا جعّلها ترحبّ بحرفّ قلبّي!
شدت عليها حروف بقوه : يا بعد العَربّ كِلهم ، مره مره مشتاقه لكم !
أبتعدت عَربّ : الشوق واضّح ما قلتي وين أرضك مِن سمّاك طلعتي كذا وتركتينا هاه !
أبتسمّت : بس قلتّ لك ، ارسلت لك بس مافتحتيها ! يعني عليك الشرهه .
ومشت قعدت وهم معاها .
قال ربيع : كيف أهلك وياك ؟
هزت كتفها وهي تنزل عبايتها : ماعليهم عسل ، تعلقتّ فيهم كانوا على أسمهم معاي أهل ، كِل اهتمامهم لي فعلاً كانت أجمّل أسبوعين .
أبتسمّ ربيع : كانوا أجمّل اسبوعين ؟ يعني مابترجعين لهم ؟ بتبقين عندنا اكيد !
هزت رأسها : مِن قال ؟ ما أفكر ارجع أبداً ، مرتاحه هناك ممكن أرجع وممكن لا على حسبّ .
هز رأسه : وش معنى يعني ، وش اللي مخليك
مرتاحه عندهم ومو مرتاحه عندنا ؟
أبتسمّت بخجل : أمم يعني ممكن تقول تعلقت بأخواني شوي ؟ أوس و وسن مره لطيفين معاي تعلقت فيهم وحبيتهم مره.
قالتّ عَربّ بغيره : أها ، يعني أحنا مو متعلقه فينا ؟ حلو الله يخليكم لبعض !
ناظرها ربيع بنفس نظرة عَربّ : اها .
ضحكت حروف بخوف : شدعوه وش فيكُم ، أنتوا غير طبعاً ما أحد يجي مكانكم أبد ! بس بعد اخواني هم .'
|إن القلوب إذا تنافر ودّها
مِثل الزُجاجِ كسرها لا يُجبرُ|
'
رجعتّ لأختها وناظرتها بخيبه وضحكت : الله أرحمّ علينا مِن أمنا ؟
حطتّ يدها على كتفها وطبطبت عليه : وفعلاً ، الله أرحم عليهم مِنك ومِن غيرك ، بس أنتِ مارحمتيهم يا أختي شتتيهُم ، الحين كِلهم دخلوا مكان واحد وما ناظروا فيك حتى ، أنتِ أنهيتيهم كِلهم بكلمّة منك لا تستغربين ابداً !
غمّضت عُيونها وهي شاده يديها بقهر : ما أحد منكم فكر بشعوري ! أنا فقدت عَربّ مره وبستر ربي ردتّ لي يا خزف ما أبي أفقدها مره ثانيه أبداً ، كفاية فقدت أكبرّ حُب وحياه لي فقدت أبوها نهائي وفقدتها وعذّرت مِن حياتها مره ما أبي أخاطِر بحياتها ، عَربّ نسختّه عَربّ كِل ما ناظّرت عَينها كأني أناظّر داخِل عُيون أبوها يا خَزف ، أشوف دنياي بعُيونها ما أبي أخسرها وأخسر أخوانها ، كفايه خسارات بدنيتي ، كلكم وقفتوا ضدي ولا أحد منكم فكر مِن ناحيتي ، شفتوا غلط قراري ولا شفتوا تبريره ، وش حياتي بدونها هي وأخوانها ؟ تبون انهيها ، ما أبي ألا سعادتها بس أخاف مِن أعداء سعادتها أخاف أخاف زي ماخذوا أبوها وحياتي ياخذونها مِن بين يديني .
مسحَت خَزف دموعها ومسكّت يديها وجمّعتها بـ بعض وقالتّ وهي تأشر وسط يديها : لو حطيتي عَربّ واخوانها هِنا وأغلقتي عليهم ماراح تمنعينهم مِن شيء مقدر ومكتوب ، ماراح تمنعينهم مِن الموت ولا أي قدّر مكتوبّ لهُم يا ذِهال ، أرضي بواقعك وأطلقي صراحهم و حطيهم عند ربّك أمانه وأمانات ربي ما تضيع يا ذِهال .
هزت رأسها : ماراح أمنعهم أبد ، بس القَلبّ يا خَزف القَلبّ !
تنهدتّ وقالت : وش بقول غير الله يوفقهم ويكتبّ لهم الخير في كِل أمر وكِل خطوه وبأمانة الله هم.
أبتسمّت خَزف وهي تناظرهم : يعني الموافقه موجوده ؟
هزت رأسها ومسحت على وجهها ورفعت رأسها مِن الأيدي اللي ألتفت حوليها تحضنها وتقبّل رأسها وهي تحمّل فرحه عظيمّه بداخِلها !
نزلتّ دموعها وهي تشد عليهم بشوقّ : يا دنياي أنتوا .
أبتسمّت خَزف وهي تمّسح طرف مدمعها وتناظر ناد ونبّع اللي واقفين ويناظرونهم بأبتسامّه.
لفتّ نبّع لـ ناد وقالت بصدمه وهي تحطّ يدها على عَينه : عيب لا تناظر مو لابسين عباياتهُم !
مسّك يدها وعقد حاجبّيه : شدعوه خواتي !
عقدت حاجبّها : مو خواتك ورفعت يدها الثانيه ، غض البصر !
مسّك يدها الثانيه ونزل رأسه لها وهو مبّتسم وقالت وهو يغمّز : تغارين ؟
سحبّت يديها مِن بين يديه وقالت : يع مِن قال ! بس حرام يعني وعيب بعد.
ضحك ناد وقال : تمام حرام .
أنت تقرأ
فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِ
Romanceللكاتبة/ الثُرَيا